تكشف "ايلاف" خفايا الدور الإيراني في إقصاء &قائد جهاز مكافحة الارهاب العراقي وبطل تحرير الموصل الفريق الساعدي، رغم الغضب الشعبي الواسع من قرار عبد المهدي بنقله الى مهمة جديدة حيث قدم استقالته اليوم إليه. &&

وكشف احد اقارب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد جهاز مكافحة الارهاب لـ"إيلاف" الاحد الدور الايراني في اقصائه عن منصبه،&مشيرا الى ان ايران وبعد هيمنتها على معظم القيادات العسكرية العراقية فقد اتجهت الآن الى هذا الجهاز الحيوي الذي يقف بوجه رغباتها في إكمال هذه السيطرة وتهميش دور الجهاز &العسكري.

وأضاف المصدر القريب من الساعدي والمقيم في لندن أن إيران مارست ضغوطا على عبد المهدي لاتخاذ قراره باقصاء الساعدي عن قيادة جهاز مكافحة الارهاب ضمن خطة تقضي بتعيين احد العناصر الموالية لها خلفا له ممن يطلق عليهم "الدمج"، وهم العناصر التي كانت لاجئة الى ايران وخدمت في مؤسساتها العسكرية وخاصة الحرس الثوري وعادت الى العراق بعد سقوط النظام السابق وتم دمجها بالقوات الامنية الامنية العراقية، قادة وضباطا في سلكها العسكري.

الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات تحرير الفلوجة

واضاف ان المرحلة الاولى من هيمنة ايران على جهاز مكافحة الارهاب بوشرت بابعاد الساعدي ليتم تعيين احد افراد "الدمج" محله في المرحلة الراهنة ثم سيتم بعدها إحالة رئيس الجهاز الفريق ألاول الركن طالب شغاتي الى التقاعد بذريعة كبر سنه البالغ 73 عاما ليصعد ذلك الشخص ويحتل منصبه رئيسا للجهاز ولتكمل إيران سيطرتها عليه.

وأكد المصدر المقرب من الساعدي انه قد وجه خطابا الى عبد المهدي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة اليوم يبلغه باستعداده لتسليم منصبه ويطلب منه احالته الى التقاعد.

عبد المهدي لا يستطيع الوقوف بوجه رغبات إيران

وفي وقت سابق الاحد أكد رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي اليوم ان قرار نقل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد جهاز مكافحة الارهاب الى جهاز "الامرة" بوزارة الدفاع لارجعة عنه.

وقال في تصريحات لوسائل إعلام عراقية الاحد تابعتها "إيلاف" انه "لايمكن ترك المؤسسة العسكرية لاهواء شخصية سواء كانت أهواء القائد العام او اي شخصية اخرى" . واضاف ان الضابط لا يختار موقعه وإنما يؤمر وينفذ &في اشارة الى قراره بصفته القائد العام للقوات المسلحة بإحالة قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي من منصبه إلى دائرة "الإمرة" في وزارة الدفاع وهي وظيفة تبعده عن العمليات العسكرية وبمثابة عدم رضا عنه.

&واعتبر عبد المهدي انه "لايمكن أن يكون لجهاز مكافحة الارهاب رئيسان".. واوضح أن "هنالك طلباً من رئيس الجهاز الفريق أول الركن طالب شغاتي بنقل الساعدي وقد نقلناه الى مكان مشرف" على حد قوله.

وزاد "الضابط لا يختار.. المؤسسة العسكرية مؤسسة أمر وسياقات كما أن القائد العام للقوات المسلحة لايمكن أن يتراجع عن قراره وإلا سيعطي رسالة بأن قراراته غير مدروسة وغير إصولية".

واوضح أن "الذهاب الى الاعلام خطأ قد تكون هناك شكوى ولكن الشكوى بعد التنفيذ وليس قبله".. متسائلا "هل يغفر للضابط إذا كان له تاريخ مشرف أن لا يطيع الأوامر" في اشارة الى تصريح للساعدي الجمعة الماضي اعتبر عملية نقله من قيادة جهاز مكافحة الارهاب "إهانة" .

واشار الى ان سياسة الحكومة سوف تقود البلد الى الانهيار.. مؤكدا بالقول "لست على استعداد للذهاب إلى الإمرة حتى لو كلفني ذلك حياتي".

واليوم منعت القوات الامنية تجمعا لشباب الموصل من ازاحة الستار عن تمثال للساعدي تقديرا لدوره في تحرير الموصل .. حيث تذرعت قيادة القوات المشتركة بالمنع قائلة انه مراعاة لمشاعر بقية القادة الذين شاركوا بتحرير الموصل .
&
دوافع خارجية وراء تجميد الساعدي

من جهتهم، فقد رأى البعض أن عملية استبعاد الساعدي ليست إلا انتقاماً وتصفية حسابات داخلية وقال مسؤول حكومي عراقي لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته إن قياديين لفصيلين في الحشد الشعبي "مارسا ضغوطاً" لتنحية الساعدي.

الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي

وأضاف أن "الفكرة الأساسية هي بإبعاده (الساعدي) والإتيان بشخصية مقربة من إيران &وبالتالي لن تعود قوات مكافحة الإرهاب عقبة على تلك الفصائل".

وأشارت مصادر عدة للوكالة إلى أن القرار أثار تساؤلات حول عملية "تطهير" لمسؤولي الأمن الذين يعتبرون مقربين من واشنطن.

&استياء شعبي وتنديد سياسي

وأثار اعفاء الساعدي الذي قاد معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش في عام 2017 موجة استياء شعبية وسياسية واسعة نددت بالقرار وطالبت عبد المهدي بإعادة النظر فيه وذلك عبر تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيبوك" تابعتها "إيلاف".

.. وقال رئيس الوزراء السابق رئيس تحالف النصر حيدر العبادي "ما هكذا تكافئ الدولة مقاتليها الذين دافعوا عن الوطن ..! بالتأكيد هناك سياقات لتغيير او تدوير المواقع العسكرية والامنية ولكن يجب ان تكون على اساس المهنية وعدم التفريط بمن قدموا للشعب والوطن في الايام الصعبة . هل وصل بيع المناصب الى المؤسسة العسكرية والامنية ؟؟!! #لا_لبيع_الوطن

السياسي غالب الشابندر كتب "أن قرار عبد المهدي هو آخر طعنة في صدر العراق وبداية للقضاء على الجيش العراقي وتسليمه لقيادات الحشد الشعبي والفصائل المسلحة".
رداً على عبد المهدي الذي قال إن هناكُ ضباطاً يترددون على السفارات وهذا غير مقبول.. زين ابو هاشم قادة الحشد ما يترددون على سفارة الجمهورية الإسلامية ؟".

وزير الدفاع العراقي الأسبق خالد العبيدي &انتقد الطريقة التي تم فيها "إقصاء قائد ميداني شجاع ومهني تشهد له ساحات المعارك في مقاتلة الإرهابيين".

.. ومن جهته نوه النائب المرفوعه عنه الحصانة فائق الشيخ علي قائلا "ان العقلية التدميرية هي التي تحكم العراق منذ 2003م وإلى اليوم لتحطم الإنسان العراقي، كي ينتقم من بلده؟!
‏وإلّا ما هي الرسالة التي يريد صانع القرار إيصالها للعراقيين؟ ‏الجواب: ‏لا مكان للأبطال والقادة المنتصرين في الأمام. عليهم أن يتراجعوا إلى الخلف!

.. اما زعيم تيار "الحكمة الوطني" المعارض عمار الحكيم فقد اكد استغرابه من القرار وقال "هكذا اجراء حينما يكون بديلا عن المكافأة والتقدير فانه يبعث رسالة مغلوطة ليس فقط عن اليات ادارة الملف الامني حسب بل عن ادارة الدولة بشكل عام".

.. الناشط &ثامر عبد الله قال "‏يا عزنا يا من رفعت رأسنا شامخًا يا عزة ⁧‫#العراق‬⁩ مبارك فوزك بالاستفتاء الشعبي الذي جرى خلال ساعة واحدة و حصل فيه على مرتبة الشرف الوطني
‏الساعدي هو العراق .. ‏وهل للعراق بديل ؟؟؟
‏⁧‫#كلنا_عبد_الوهاب_الساعدي

.. النائبة الكردية السابقة سروة عبد الواحد كتبت "قرار احالة الفريق عبدالوهاب الساعدي الى الامرة قرار غير مدروس وغير حكيم على القائد العام اعادة النظر بقراره ..الفريق عبدالوهاب رمز مهم من رموز النصر.

.. اما الكاتبة هايدة العامري فقالت "عندما تتدخل دول في موضوع نقل ضابط وتروج لاشاعات انه سيقوم بانقلاب وقصص ماانزل الله بها من سلطان وعندما يستسلم القائد العام لرغبة الذيول فيجب على الشعب ان يتظاهر حتى سقوط هذه الحكومة لانها ابدعت في انبطاحها واطاعتها لاوامر الخارج مع الاسف..!!! &&

.. المحلل الامني هشام الهاشمي رأى ان "سياقات ادارية عسكرية غير مدروسة نفسيا في احالة القائد عبد الوهاب الساعدي وضباط آخرين على الأمرة، الحرب على داعش لا تزال مستمرة، وتجميد رموز النصر في هذا الوقت خلل كبير، يحفز معنويات العدو، ويضعف ثقة المواطن بقرارات القيادة العسكرية".

.. الناشط هاشم افاد "قبل أشهر أبعدو الأسدي وسامي العارضي واليوم يبعدون عبد الوهاب الساعدي من الجهاز يخافون من هؤلاء القادة وشعبيتهم أن يقومو بأنقلاب عسكري يوما ما.
‏ الاوامر جاءت من خارج الحدود لتقوية سلطة الميليشيات..
‏⁧‫#كلنا_عبد_الوهاب_الساعدي‬&
&
رفض سياسي: إساءة كبيرة

ومن جانبه، اعتبر رئيس جبهة الإنقاذ والتنمية اسامة النجيفي المنحدر من مدينة الموصل &احالة الساعدي الى امرة وزارة الدفاع رسالة سلبية تصيب المعاني العالية بالإحباط وعدم القناعة بالإجراءات.

وقال النجيفي في بيان "في تاريخ الأمم والشعوب يكرم ويحتفل بالمقاتلين الشجعان الذي سطروا ملاحم مشرفة في الدفاع عن الوطن وللأسف الشديد فقد فوجئنا بإحالة البطل العراقي الغيور الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي الى الأمرة بعد صولات وجولات كان فيها نجما بارزا من نجوم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وتحرير مدن وقصبات عراقية مهمة من سيطرتهم البغيضة".

وحذر من ان "إنعكاس هذه الخطوة على المقاتلين والشعب تمثل رسالة سلبية تصيب المعاني العالية بالإحباط وعدم القناعة بالإجراءات ".. داعيا عبد المهدي الى اعادة النظر في احالة الفريق الساعدي الى الأمرة، لأن هذا الامر عد تجميدا لبطل عراقي شجاع وإعادته الى موقعه معززا مكرما".

كما اعلن النائب محمد شياع السوداني عن توجيه سؤال برلماني الى عبد المهدي لبيان اسباب تجميد الساعدي. وقال السوداني في بيان "تفاجأنا بقرار القائد العام للقوات المسلحة بتجميد المقاتل عبد الوهاب الساعدي الذي تحررت على يديه العديد من المدن دون توضيح الاسباب".

واضاف انه "استنادا الى احكام الفقرة سابعا من المادة 61 من الدستور سنوجه سؤالا برلمانيا الى القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء &لبيان أسباب نقل المقاتل قائد قوات مكافحة الارهاب الى وزارة الدفاع بالأمرة ما يعني تجميد صلاحياته العسكرية بشكل كامل وهذا يتنافى مع ما قدمه هذا المقاتل من اقدام وشجاعة وهو الذي رفض ارتداء رتبته العسكرية مالم يحرر بلده بالكامل".

تحقيق برلماني

أما النائب صباح الساعدي رئيس كتلة الاصلاح والاعمار النيابية والقيادي في تحالف سائرون المدعوم من مقتدى الصدر اجراء الحكومة بنقل بعض القادة العسكريين في جهاز مكافحة الارهاب الى الأمرة في وزارة الدفاع "إساءة كبيرة وجريمة لا تغتفر بحق انتصارات التحرير".

واعتبر الساعدي "نقل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي القائد الميداني في معارك تحرير الانبار والفلوجة والموصل الى الأمرة قضية كبيرة تثير الاستفهام حول طبيعة ما يجري داخل الجهاز من عمليات إقصاء للضباط والقادة الشرفاء والنزيهين". وطالب "رئيس الحكومة باعادة النظر في قراره هذا والمسارعة في إلغائه والتحقيق في دواعي الطلب في نقله هو او غيره من ابناء الجهاز".

وطالب لجنة الامن والدفاع النيابية الى اجراء تحقيق عاجل في خصوص ذلك وتستضيف فيه الفريق الساعدي والقادة الآخرين وفتح ملف جهاز مكافحة الارهاب ونفض الغبار عنه &لكشف حقيقة ما يجري فيه.

أيقونة النصر

وعبد الوهاب عبدالزهرة الساعدي ولد في مدينة العمارة جنوب العراق وانتقل إلى بغداد ليسكن مدينة الصدر ويكمل دراسته الاولية والثانوية فيها ثم درس في جامعه الموصل ليحصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء .

دخل الكلية العسكرية الأولى بدرورتها 69 وتخرج برتبة ملازم وخدم في وحدات القوات الخاصه.

ثم دخل كلية القيادة وبعدها الأركان دورة 61 برتبة نقيب وهو من بين العشرة الاوائل على دورته وتخرج برتبة رائد ركن من كلية الأركان بتقدير عالٍ&ومنح شهادة الماجستير في العلوم العسكرية .

ثم دخل كلية الحرب برتبة عقيد ركن وعمل استاذا محاضرا في كلية الأركان لكونه من المتفوقين عام 2000 وتخرج على يديه عدد من الضباط العراقيين والعرب .

ثم نقل الى جهاز مكافحة الإرهاب وأصبح رئيس أركان قواتها وأشرف علی تخريج الكثير من مقاتلي العمليات الخاصة.

ولعب الساعدي دورا بارزا في عمليات قتال داعش منذ معركة الرمادي مركز محافظة الأنبار في عام 2014 لحين تحرير مدينة الموصل منتصف عام 2017 .

وللساعدي صولات وجولات على الجبهات خلال عمليات القضاء على تنظيم داعش، فقد قاد عمليات تحرير بيجي وتكريت في العام 2015 ثم معارك الفلوجة في عام 2016 حين سطع نجمه.

ويصف كثيرون الساعدي بأنه "أيقونة النصر"..وكان قد نجا من محاولات اغتيال عدة &بسيارات مفخخة أو عبر عمليات قنص منفردة وذلك أثناء قيادته للمعارك ضد تنظيم داعش.

وقد أطلقت عليه إحدى الصحف الاميركية تسمية "روميل العراق" Rommel of lraq في إشارة الى ثعلب الصحراء القائد الألماني ارفين روميل لما يمتاز به من خطط عسكرية باهرة قادرة على صعق العدو بأسرع وقت .

لم يخسر الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أي معركة خاضها من معارك التحرير التي قادها بأقل الخسائر وكانت توجيهاته تقضي بالحفاظ على البنى التحتية وأرواح المدنيين وممتلكاتهم.

&