افتتحت اليوم بوابة عبور مهمة بين العراق وسوريا بعد 6 سنوات من إغلاقها نتيجة سيطرة جماعات مسلحة عليها بينها النصرة وداعش قبل تحريرها وسط مخاوف من عمليات عسكرية تعرقل مهامها&التجارية، حيث كانت المنطقة قد تعرّضت أخيرًا لضربات جوية إسرائيلية استهدفت ميليشيات موالية لإيران تتواجد فيها.&

إيلاف: تم ظهر الاثنين افتتاح معبر "البو كمال- القائم" من قبل محافط الانبار علي فرحان بحضور كاظم العقابي مدير عام هيئة المنافذ الحدودية العراقية، فيما حضر عن الجانب السوري وزير الداخلية محمد رحمون، اضافة الى مسؤول اللجنة الأمنية في دير الزور السورية ومحافظ دير الزور وأمين عام الجمارك السورية وممثلين عن الحكومة السورية، وذلك بعد ست سنوات على اغلاقه.

واكد رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية كاظم العقابي أن المنفذ جاهز لمرور المسافرين وأيضا للتبادل التجاري بين البلدين.. معرباً عن أمله بأن يساهم هذا المنفذ في تطوير العلاقات بين بغداد ودمشق في شتى المجالات.. واوضح انه سيتم في منتصف الشهر المقبل افتتاح معبر "عرعر" الحدودي بين العراق والسعودية.

وقد بلغت عمليات تأهيل المنفذ في غرب محافظة الانبار من الجانب العراقي مليارا و500 مليون دينار عراقي (حوالى 1.25 مليون دولار).

واشار قائممقام قضاء القائم أحمد جديان امس الى أن "قوة من الطوارئ التابعة لشرطة محافظة الانبار ستتولى إدارة المنفذ امنيًا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى".&

واوضح ان المعبر مجهز بأجهزة الفحص والسونار والحاسبات، التي من شأنها المساهمة بشكل كبير في تسهيل حركة المرور مؤكدا "وجود تنسيق عالي المستوى بين الحكومتين العراقية والسورية لمنع تسلل الإرهابيين مجددا خاصة في هذا الشريط الحدودي الطويل".

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أوعز بافتتاح منفذ القائم في التاسع من يناير عام 2019 علما أن الشريط الحدودي بين البلدين يمتد لـ615 كيلومترا. وسبق أن دعت السلطات السورية أكثر من مرة الحكومة العراقية إلى تكثيف الجهود لإعادة فتح هذا المنفذ الحدودي بين البلدين.

أهمية استراتيجية واقتصادية.. ومخاوف من استهداف عسكري
وتشير مصادر عراقية الى ان هذه الخطوة تؤكد الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للمعبر وانعكاسات فتحه على صراع المحاور في المنطقة، وتحديدا بين الولايات المتحدة وإيران، مبينة ان سوريا كانت قبل اندلاع الاضطرابات فيها عام 2011 الدولة المصدرة الثالثة للعراق بعد تركيا وإيران، ليأتي استئناف عمل المعبر لاستعادة التجارة البينية بين البلدين، والتي جزء كبير منها هو دعم للنظام في سوريا.

يشار الى ان الجماعات العراقية المسلحة المدعومة من ايران تتواجد على الجانبين العراقي والسوري من الحدود، ما يثير مخاوف من تعرض المعبر لضربات مستمرة، حيث تعرضت ميليشيات عراقية هناك لغارات جوية في السابع عشر من الشهر الحالي على الحدود بين البلدين. وحمّلت وسائل إعلام عراقية إسرائيل مسؤولية هذه الهجمات، في حين لم تعلق إسرائيل على ذلك.&

قبل ذلك بأسبوع قصفت طائرات مجهولة الهوية معسكرًا قيد الإنشاء لقوات النظام السوري والميليشيات الموالية له في مدينة البوكمال، في حين قالت صحف اسرائيلية إن القصف استهدف مجمع مستودعات إيرانية.

وتستمر ميليشيا الحشد الشعبي العراقية والميليشيات الإيرانية في التنقل عبر الحدود السورية العراقية المقابلة لمنطقة البوكمال في شرق دير الزور منذ سيطرتها على المنطقة التي كانت خاضعة لتنظيم داعش.&
&
النصرة وداعش تناوبتا على احتلال المعبر قبل تحريره
ومعبر البوكمال الحدودي من الجانب السوري او منفذ القائم من الجانب العراقي هو أحد المعابر الحدودية الثلاثة بين سوريا العراق ويقع بين مدينة البوكمال السورية في محافظة دير الزور ومدينة القائم العراقية في محافظة الأنبار ويعد المعبر الرئيس بين سوريا و العراق حيث يستقبل المسافرين القادمين والمغادرين بمركباتهم الخاصة أو بوسائط النقل العمومية واستقبال الشاحنات القادمة والمغادرة من خلال فرع الشحن.&

وفي مارس عام 2013، وقع المعبر تحت سيطرة مقاتلي جبهة النصرة، ثم ما لبث ان وقع تحت سيطرة تنظيم داعش الى ان استعاد الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة بالكامل على مدينة ومعبر البو كمال في صيف عام 2017.&

تعاون أمني عراقي سوري
وكانت قيادات عسكرية من الجيشين السوري والعراقي قد قامت في مطلع الشهر الحالي بجولة اطلاعية على الحدود بين البلدين تمهيدا لإعادة فتح المعبر.

وعقد قائد قوات حرس الحدود العراقي الفريق الركن حامد الحسيني اجتماعا مع نظيره السوري ومسؤولين آخرين في منفذ القائم الحدودي لبحث آلية فتح هذا المنفذ. وبحث الاجتماع الذي جرى على الجانب العراقي من الحدود بحضور مدير شرطة دير الزور ومدير الجمارك السورية التعاون بين القوات السورية والعراقية في تحقيق وبسط الأمن على هذا المعبر.

وتربط سوريا والعراق بثلاثة معابر، وقد أغلقت إثر سيطرة تنظيم داعش على مناطق شمال وغرب العراق خلال العامين 2013 و2014، إضافة إلى مناطق شاسعة في الطرف الآخر من الحدود السورية.

والمعابر الثلاثة هي معبر "اليعربية" الذي يقابله على الجانب العراقي معبر ربيعة وهو خاضع لسيطرة "قسد" للقوات الكردية السورية ومعبر "الوليد" على الجانب العراقي الذي يقابله معبر "التنف".. ومعبر "القائم" على الجانب العراقي الذي يقابله "البوكمال" والخاضع لسيطرة الدولة السورية منذ تحرير المنطقة من تنظيم داعش في نوفمبر عام 2017.


&