واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين أن عددا محدودا من الجنود الأميركيين سيبقون في سوريا، بعضهم سينتشر على الحدود مع الأردن، بينما يقوم البعض الآخر بحماية حقول النفط.

عقب انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، حيث شنت تركيا عملية ضد الأكراد، قال ترمب إن "العدد المحدود" من القوات الأميركية سينتشر في جزء مختلف تمامًا من سوريا بالقرب مع حدودها مع الأردن وإسرائيل، مؤكداً أن مجموعة أخرى من الجنود ستقوم بـ"حماية النفط".

قال ترمب "لدينا جنود في قرى في شمال شرق سوريا قرب حقول النفط. هؤلاء الجنود المتواجدون في تلك القرى ليسوا في طور الانسحاب".

أضاف في البيت الابيض "قلت دائماً: +اذا كنا سننسحب فلنحم النفط+"، ملاحظاً أنّ الولايات المتحدة "يمكن أن ترسل واحدة من كبرى شركاتنا النفطية للقيام بذلك في شكل صحيح". وأكد ترمب أن عملية حماية الموارد النفطية في المنطقة ستضخ أموالا للأكراد.

غير أنّ المبعوث الخاص السابق للرئاسة الأميركية إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بريت ماكغورك سارع إلى إعلان رفضه لهذه الفكرة، مؤكّداً أنّه من "غير القانوني" القيام بذلك.

قال الدبلوماسي السابق الذي استقال في ديسمبر 2018 احتجاجاً على إعلان ترمب حينذاك، لأول مرة، عن عزمه سحب القوات الأميركية من سوريا "لا يمكننا استغلال هذه الموارد النفطية، اللهم إلا إذا أردنا أن نصبح مهرّبين".&

وأوضح أنّ النفط السوري ملك لشركة نفطية عامة "شئنا أم أبينا". أضاف "هذا لا يعني أنّ قوات سوريا الديموقراطية لا يمكنها استغلاله وكسب المال منه، لكنّ هذا تهريب".

وأعلنت واشنطن في 13 اكتوبر سحب نحو الف جندي من سوريا بعد خمسة ايام من بدء الهجوم التركي على المقاتلين الاكراد. وفي السابع منه، مهد انسحاب قسم محدود من الجنود الاميركيين من قرب الحدود التركية للعملية العسكرية.

قال الرئيس الأميركي "لقد ساعدنا الاكراد" على وقع انتقادات دولية كثيفة طاولته منذ اعلان سحب الجنود الاميركيين، لكنّه كرر أن الاكراد "ليسوا ملائكة"، مضيفا ""لم نقطع يوما تعهدا للأكراد بأننا سنبقى للأربع مئة سنة المقبلة لحمايتهم".

شكك ترمب في القدرات القتالية للأكراد، الذين غالبًا ما يضرب المثل بانضباط وفاعلية مقاتليهم، قائلا إنهم استفادوا من إسناد سلاح الجو الأميركي.

وقال ترمب "كثر يكونون جيدين عندما يقاتلون إلى جانبنا"، وتابع "عندما يكون لديك طائرات بعشرات مليارات الدولارات تقصف على عمق عشرة أميال (16 كلم) من خطوطك الأمامية يكون القتال أسهل بكثير".

أكد ترمب أنه يتعاطف مع موقف أنقرة التي تعتبر أن الأكراد السوريين يرتبطون بمتمردي حزب العمال الكردستاني داخل أراضيها وهم بالتالي يشكّون تهديدا أمنيا لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.

أضاف ترمب إن تركيا كانت تنوي منذ فترة طويلة شن عملية عبر الحدود لإخراج القوات الكردية من المنطقة الأمنية، وهو ما يصفه نقاد بأنه حملة تطهير عرقي. وقال ترمب إنه قرر عدم إبقاء العناصر الأميركيين هناك وسط المعارك.

وتساءل "لمَ قد نترك جنودنا وسط مجموعتين كبيرتين تخوضان قتالا من المحتمل أن يشارك فيه مئات الآلاف؟ لا أظن ذلك".
والهجوم التركي على الاكراد معلق منذ الخميس بعد اتفاق مع واشنطن، على ان تنتهي الهدنة الثلاثاء في الساعة 19,00 ت غ.

خلال زيارة لكابول الاثنين، لمح وزير الدفاع الاميركي مارك اسبر بدوره الى ان بلاده قد تبقي قوة محدودة في سوريا لتأمين حقول النفط.
&