أسامة مهدي: توقفت عمليات تصدير النفط من جنوب العراق اليوم اثر اغلاق المحتجين لميناء خور الزبير بمحافظة البصرة الجنوبية واستمرار غلق الطرق المؤدية الى حقول النفط هناك كما اغلق محتجون في محافظة ذي قار شركة نفطها.. بينما عبر العبادي عن قلقه من اخترق المخابرات الإيرانية لسيادة العراق.

فقد رفض المحتجون في محافظة البصرة العراقية الجنوبية الثلاثاء انهاء اغلاقهم لميناء ام قصرالرئيسي الجنوبي مواصلين اعتصامهم أماما بوابات الميناء الواقع جنوبي المحافظةما تسبب في توقف عمليات النقل فيه.

كما قطع المتظاهرون الطرق المؤدية إلى المواقع والحقول النفطية في البرجسية وبئر 20 بإتجاه حقول الزبير والرميلة في البصرة فيما توقفت عمليات تصدير النفط في ميناء خور الزبيرالواقع في ناحية خور الزبير غربي البصرة بعد اغلاق المحتجين للطرق المؤدية للميناء.

وكانت وزارة النفط العراقية قد أعلنت مؤخرًا أن مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام لشهر ايلول سبتمبر الماضي من الحقول النفطية في وسط وجنوب العراق &بلغت 103مليون برميل بإيرادات بلغت 6 مليارات دولار.

وكان قد تم إغلاق ميناء ام قصر سابقا من 29 من الشهر الماضي وحتى التاسع من الشهر الحالي مع استئناف قصير للعمليات بين السابع والتاسع من الشهر الحالي حيث يتلقى الميناء واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر التي تغذي سكان العراق الذي يعتمد إلى حد كبير على المواد الغذائية المستوردة.

وفي محافظة ذي قار الجنوية ايضا فقد اغلق المتظاهرون شركة نفط ذي قار ودائرتي الإحصاء والتخطيط في المحافظة اضافة الى المعهد التقني في الناصرية عاصمة المحافظة.

&كما قام المهندسون المعتصمون أمام الشركة بمنع الموظفين من الدخول اليها من أجل تطبيق الاضراب العام. واليوم استمر الاضراب في بغداد وعدد من محافظات الجنوب وتوجه الالاف من طلبة العاصمة صباح الثلاثاء الى ساحة التحرير وسط بغداد حيث انضموا الى المحتجين فيها.

السجن ثلاث سنوات لمطلقي النار على المتظاهرين والقوات الامنية

حكمت المحكمة الجنائية المركزية العراقية على متهم اطلق العيارات النارية على المتظاهرين والقوات الأمنية بالحبس ثلاث سنوات وفق المادة 430 / 1 من قانون العقوبات.

رسائل تهديد بالقتل للناشطين العراقيين

واوضح بيان للمركز الإعلامي لمجلس القضاء الاعلى ان "محكمة جنايات الرصافة ببغداد قضت حكما بالحبس ثلاث سنوات لمدان بإطلاق العيارات النارية من مسدس قرب جسر الجمهورية في بغداد.. موضحا أنه "تم القبض على المتهم بالجرم المشهود من قبل المتظاهرين وهو يطلق العيارات النارية وتم تسليمه إلى القوات الأمنية علمًا ان المتهم هو منتسب في مديرية المرور العامة".

وكان وزير الدفاع العراقي قد أشار في تصريحات مؤخرا الى ان هناك طرفا يستهدف المتظاهرين والقوات الامنية لخلق فتنة في البلاد لكنه لم يكشف هوية هذا الطرف الذي تقول مصادر عراقية انها مليشيات مسلحة عراقية تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني لكن الحكومة ترفض الاعلان عن ذلك خشية اغضاب طهران.

العبادي قلق من تجسس مخابرات إيران على العراق

عبر رئيس الوزراء العراقي السابق زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي عن القلق من تجاوز المخابرات الإيرانية من دون تسميتها على السيادة العراقية.

وقال العبادي في بيان صحافي تابعته "أيلاف" اليوم ردا على كشف الاعلام الأميركي امس لوثائق مسربة من المخابرات الإيرانية تؤكد هيمنة وتدخل إيران في شؤون العراق والتجسس على الاوضاع الداخلية فيه &"نعرب عن قلقنا من محاولات دول بعينها تدعي انها جارة وصديقة ان تتجاوز اجهزتها الاستخبارية على السيادة العراقية او ان تجعل قضايا العراق الوطنية جزءا من حرب الاجندات والمصالح وبالتالي نطلب توضيحا وموقفا من هذه الدولة حول هذه الادعاءات" في اشارة واضحة لإيران.

&وتحدى "اي دولة بما فيها إيران وأميركا ان تبرز اي وثيقة تخدش من وطنية وعصامية حيدر العبادي".. مشيرا الى ان "الغريب ان هذه التقارير المسربة تحسب العبادي على أميركا او بريطانيا او إيران وهي شهادة بانه لا ينتمي الا الى العراق".

وقال ائتلاف النصر في بيانه "ان العبادي استلم السلطة (عام 2014) والعراق محتل ومجتاح من قبل قوى الارهاب ومحل صراع بين القوى الاقليمية والدولية وعليه ادارة معارك التحرير والسيادة بكل حرفية ووطنية لتحييد القوى المتصارعة وانجاز التحرير بافضل الصور الممكنة ومن البديهي ان يلتقي مع مسؤولي جميع الدول لادارة الحكم والصراع القائم، فهذا عمله، وجميع هذه اللقاءات تتم بحضور اجهزة الدولة المختصة".

طبيبات ومسعفات عراقيات في ساحات الاحتجاج

ونفى بشدة ما ذكرته الوثائق عن لقاء بين العبادي وشخصية مخابراتية إيرانية تدعى البروجردي قائلا "لا وجود لهكذا لقاء في جدول مواعيد العبادي وشخصية مثل رئيس الوزراء لا يعقل ان يلتقي وينسق مع شخص برتبة ضابط مغمور.. انه ادعاء غبي ومشبوه".

وكانت احدى الوثائق الأميركية قد اشارت الى انه على الرغم من أن إيران كانت تشك في البداية في ولاءات العبادي ، إلا أن تقريرًا كُتب بعد بضعة أشهر من وصوله إلى رئاسة الوزراء يشير إلى أنه كان على استعداد تام لإقامة علاقة سرية مع المخابرات الإيرانية. ويفصل تقرير صدر في كانون الثاني يناير 2015 عن لقاء خاص بين العبادي وضابط بوزارة الاستخبارات يُعرف باسم بروجردي عُقد في مكتب رئيس الوزراء "دون وجود سكرتير أو شخص ثالث".

وخلال الاجتماع اثار بوروجردي حول الانقسام السني - الشيعي في العراق بحثًا عن مشاعر السيد العبادي حول الموضوع الأكثر حساسية في السياسة العراقية. وقال "ضابط المخابرات بحسب البرقية ان "السنة متشردون مدنهم مدمرة ومستقبل غير واضح ينتظرهم & في حين أن الشيعة يستطيعون استعادة ثقتهم بأنفسهم".&

واضاف بوروجردي الشيعة في العراق "عند نقطة تحول تاريخية" ويمكن للحكومة العراقية وإيران "الاستفادة من هذا الوضع".. ووفقًا للبرقية عبر رئيس الوزراء العبادي عن "موافقته الكاملة".