يعتبر المعنيون أن العقوبات الأميركية على حزب الله وإيران ستستمر، مهما كان تأثيرها على الاقتصاد اللبناني، وفق معطياتهم بأن سياسة "الضغوط القصوى" على إيران ستتواصل من أجل تعديل سياستها في المنطقة، تحت سقف عدم حصول مواجهة بين البلدين.

إيلاف من بيروت: يؤكد الخبير الإقتصادي سليم خوري لـ"إيلاف" أن العقوبات الجديدة تشمل من يدعم حزب الله، وتبقى توسيعًا إضافيًا للعقوبات السابقة، خاصة في ما يتعلق بموضوع تبييض الأموال، وهذه العقوبات الجديدة هي بالتحديد تطال كل من يدعم حزب الله، وسياسة ترمب تبقى واضحة من خلال تضييق الخناق ماليًا أكثر على حزب الله، وعمليًا سيكون الحذر في التعامل أكثر داخل لبنان، خصوصًا مع التظاهرات والحراك والثورة، لأن نسيجنا مرتبط مع بعضه البعض، والجميع يتعاملون في ما بينهم، من هنا قد يخلق عدد معين من اللغط في الموضوع، على الصعيد اللبناني، من خلال توسيع إطار العقوبات على من يتعاملون مع حزب الله.

لبنان
ردًا على سؤال كيف سيتجاوب لبنان بعد هذه العقوبات على حزب الله في ظل الثورة في لبنان؟. يجيب خوري أن موقف لبنان يبقى واضحًا. على الصعيد الحكومي لا نستطيع القيام بشيء، حيث لبنان يبقى مقسومًا، والحكومة حكومة تصريف أعمال، ولا يمكن اتخاذ القرار في هذا الخصوص. أما على الصعيد النقدي وعلى صعيد مصرف لبنان تحديدًا، فنحن ملتزمون بما تقرره القوانين الدولية، والأميركية، التزامًا كليًا. أما على الصعيد السياسي والحكومي، فلا نستطيع القيام بشيء ولا يمكن أن ندخل بمغامرات تعيد لبنان إلى الوراء.

الغاية
عن الغاية الأساسية من العقوبات المتعاقبة على حزب الله من قبل الأميركيين، يشير خوري إلى أن الإستهداف الأساس هو لإيران من خلال حزب الله، وأميركا قالتها مرات عدة من دون مواربة، حيث تعتبر أميركا أن حزب الله يبقى إمتدادًا لإيران، وتبقى الإشكالية الأساسية أن أميركا تستخدم ما تسمى طريقة الخنق البطيء، حيث لا يتم فرض العقوبات دفعة واحدة، لكن الواحدة تلو الأخرى، بهدف إقناع من تفرض عليه عقوبات أن يغيّر رأيه، وهذا مبدأ العقوبات التي تستعملها أميركا.

من هنا يضيف خوري، قد تكون هناك عقوبات سوف تضاف في المستقبل من قبل أميركا ضد حزب الله، وكلما وجدوا فراغًا في مكان سوف يملأونه بقوانين جديدة، وما يجب معرفته أنه على الصعيد المحلي والسياسي لا يمكن اتخاذ قرارات.

أميركا
وردًا على سؤال بأن كل العقوبات الأميركية تهدف إلى حرمان حزب الله من الموارد لتمويل نشاطاته، فهل تحقق أميركا أهدافها في هذا المجال؟.&

يجيب خوري أنه مما لا شك فيه أن التضييق المالي موجود، ولا يمكن إنكاره، والموارد سوف تخف، لكن هل يمنع ذلك الحزب من توسيع نشاطاته؟. أنا شخصيًا لا أستطيع تقدير ذلك لأنني لست مطلعًا على نشاطات الحزب، لكن في مكان ما هناك تضييق على تلك النشاطات ماليًا.

فمن أراد اليوم أن يتبرع لحزب الله، ومع وجود العقوبات الجديدة من قبل أميركا، لن يستطيع القيام بذلك، والمنطق يقول إن مداخيل حزب الله سوف تتراجع. ويلفت خوري إلى أن حزب الله يبقى حزبًا عقائديًا، حيث العقيدة تفوق كل شيء، وقد وجد لقتال إسرائيل.
&