بانكوك: وجّهت تايلاند اتهامات إلى جنديين في إطلاق نار على ثلاثة رجال مسلمين كانوا يبحثون عن طعام في جبل في جنوب البلاد، في إجراء نادر عدّته منظمة حقوقية "غير مسبوق".

يأتي الإعلان بعد أن اعرب الجيش عن أسفه في الاسبوع الفائت لمقتل المدنيين غير المسلحين، مشيرا إلى أنه حادث نجم من خطأ في تحديد هويتهم في المنطقة التي تشهد تمردًا.

أسفر تمرد ضد الحكم التايلاندي في قلب الجنوب ذي الغالبية المسلمة والمحاذي لماليزيا عن مقتل قرابة سبعة آلاف شخص معظمهم من المدنيين منذ 2004.

نادراً ما يتم التحقيق في مثل هذه الحالات. لكن قائد الشرطة في مقاطعة ناراثيوات في جنوب البلاد قال إن جنديين سلما نفسيهما إلى السلطات الاثنين بعد إطلاق النار.&

وأوضح الجنرال نارين بوسامان لوكالة فرانس برس إنّ الجنديين متهمان بالقتل، لكنّ تم إطلاق سراحهما بكفالة. وقال "سننظر إلى الجانبين للحصول على معلومات حتى يتم التعامل مع الجميع بإنصاف".

ينتشر الجيش التايلاندي بكثافة في المناطق الجنوبية الحدودية التي تشهد هجمات انتقامية على نقاط التفتيش العسكرية من قبل جماعات متمردة ومداهمات قاتلة للبحث عن المشتبه فيهم. وتم انتشال جثث الرجال الثلاثة من الجبل الذي يعتقد أنه يشكل مخبأ للمتمردين بسبب الغطاء الكثيف للغابات.

تحذّر لافتة الآن سكان القرى من البحث عن الطعام في الجبال لتفادي حدوث أي "سوء تفاهم" من قبل السلطات، حسبما ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش. وأكّدت المنظمة الحقوقية ومقرها واشنطن أنّ القضية الحالية "غير مسبوقة" في منطقة ينتشر فيها الإفلات من العقاب.&

قال سوناي باشوك كبير الباحثين في شؤون تايلاند في المنظمة "الآن هناك القليل من الأمل في تحقيق العدالة لكن ما زال الطريق طويلا".

وفي 25 اغسطس الفائت، توفي رجل مسلم دخل في غيبوبة بعد التحقيق معه في مركز احتجاز عسكريّ سيء السمعة في تايلاند، مع تصاعد الضغوط على الجيش للكشف عن مزيد من نتائج التحقيق في القضية.

جاءت وفاة عبد الله اسورمسور الذي يشتبه بانه من متمردي جنوب البلاد بعد أكثر من شهر على اقتياده لمعسكر انكايوث العسكريّ.
&