منتظرٌ في عام 2020 الكثير من التطورات الكبرى، التي يمكن أن تغيّر وجه العالم كما نعرفه في مجالات ومناحٍ محتلفة، على رأسها الجانب الاقتصادي.

إيلاف: مع تسارع إيقاع المتغيرات المختلفة من حولنا في كثير من مناحي الحياة، بات من المتوقع أن يشهد عام 2020 بعض التطورات الكبرى التي سيتحوّل معها وجه الحياة في المستقبل.

نعرض في ما يأتي قائمة بأبرز الحوادث والفاعليات الكبرى المتوقع حدوثها في عام 2020، وستكون لها تداعياتها في المستقبل:

معرض إكسبو 2020
هو الحدث الذي يتوقع كثيرون أن يكون محوريًا وحاسمًا بالنسبة إلى دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، لانطوائه على سلسلة مكتظة ومتنوعة من الفاعليات الفنية والترفيهية والإبداعية والتكنولوجية، فضلًا عن توقع كثيرين أن يساهم المعرض في إعطاء دفعة قوية إلى الاقتصاد المحلي بعد سنوات من تراجع النمو الناجم من ضعف أسعار النفط والاتجاهات الاقتصادية العالمية.

الركود الاقتصادي
الحديث عن الركود سيهدأ بعض الشيء، لكنه لن ينتهي. فعلى الرغم من أن بعض الخبراء سبق له أن تكهن باحتمال أن تشهد أميركا نموًا معتدلًا في عام 2020، وهو الرأي نفسه الذي وافقت عليه كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، بقولها إن رؤيتها الأساسية لا تشمل ركودًا عالميًا، وإنما نموا متوسطا، فإن خبراء آخرين عبّروا عن قلقهم من أن الأدوات التحفيزية التقليدية، كتخفيضات أسعار الفائدة وبرامج شراء السندات، ستكون أقل قدرة على تحفيز الاستثمار، ما قد يحدث تراجعًا جديدًا.

لكن، ثمة توقعات بأن تصير الاقتصاديات الآسيوية أكبر من باقي اقتصاديات العالم مجتمعة خلال عام 2020، وذلك للمرة الأولى منذ القرن التاسع عشر، حيث تشير الإحصاءات إلى أن آسيا ستستضيف أيضًا نصف سكان العالم من المنتمين إلى الطبقة المتوسطة.

تغير المناخ
بدأ العد التنازلي لتغير المناخ حتى عام 2030، حيث سيكون لزامًا على 184 دولة خلال العقد المقبل أن تفي بالتزامات خفض الانبعاثات التي تعهدت بها في باريس قبل 5 أعوام من أجل الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين.

السعودية محور سياحي عالمي
ستتحوّل المملكة العربية السعودية محورًا سياحيًا حذابًا، فبعدما فتحت أبوابها أمام السيّاح للمرة الأولى في أواخر عام 2019 بتقديمها تأشيرة سياحية وتأشيرات إلكترونية أسهل إلى مواطني 49 دولة بغية تسهيل زيارة مقاصدها الخاصة، يتوقع أن يتواصل هذا الزخم، لا سيما أن عام 2020 سيبدأ بتمديد موسم الرياض حتى نهاية يناير، وهو الذي شهد قدوم أكثر من 7 ملايين زائر إلى العاصمة السعودية الرياض في شهر واحد حتى الآن.&

من أكبر التحديات التي تواجهها المملكة الآن هو إعداد وتدريب عمالة تقدر بمليون شخص مطلوبين في هذا القطاع لخدمة 100 مليون زائر، كما هو منشود، بحلول عام 2030، والحفاظ على تدفق السيّاح لتعزيز الاستثمارات في هذا القطاع.

الشركات الصاعدة
سوف ينتهي عصر الشركات الصاعدة التي يتخطى رأس مالها مليار دولار، حيث توقع سكوت غالواي، من جامعة نيويورك، أن تتراجع قيمة الشركات المتداولة في القطاع الخاص بنسبة 50 في المئة خلال عام 2020، إلى جانب انتهاء عصر رواد الأعمال الجماهيريين.

لكن سيستمر بحث منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن شركاتها الناشئة المتميزة، فعلى الرغم من تشاؤم البعض من طريقة تعامل المستثمرين مع نوعية الشركات الناشئة في المنطقة، فإن متفائلين يرون أن الأمور ستمضي إلى الأفضل، خصوصًا أن الأرقام تؤكد توافر الأموال الاستثمارية، وأن التمويل قفز بنسبة 66 في المئة خلال النصف الأول من عام 2019، وسط توقعات بزيادة فرص نجاح شركات أخرى ناشئة في المنطقة، لاسيما من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث مقومات النجاح أكبر.

إلى ذلك، سيشهد عام 2020 ظهور نوع جديد من مؤسسي الشركات الناشئة؛ المؤسسين الذين يكافحون لإيجاد فرصة يحققون بها أنفسهم في قطاع التكنولوجيا، نتيجة لتركيز المستثمرين ووادي السيلكون على الشركات أحادية القرن التي يتجاوز رأس مالها مليار دولار.

ساعات العمل الأسبوعية
يتوقع زيادة الاهتمام بالاستفسار عن العمل نفسه، بالتزامن مع زيادة التركيز على فكرة ربط زيادة الانتباه بالعمل المرن، العمل 4 أيام أسبوعيًا، الصحة العقلية المرتبطة بتداعيات الوظيفة وغيرها من اتجاهات العمل المتصاعدة.

كما سيتطلع العمال والموظفون إلى صياغة علاقة جديدة بعدد ساعات العمل على مدار الأسبوع، والملاحظ أن الاتجاه الذي يقبل عليه العالم هو إقرار نظام 4 أيام عمل أسبوعيًا، خصوصًا مع ظهور إحصاءات تقول إن تراجع عدد ساعات العمل لا يضر بالإنتاجية.

ثمة توقعات باستمرار معاناة كثيرين من تبعات القلق والاكتئاب في أماكن العمل، مع وجود إحصاءات من منظمة الصحة العالمية تؤكد أن هذين العاملين وحدهما يكبّدان الاقتصاد العالمي خسائر تقدر بتريليون دولار في صورة إنتاجية مفقودة في كل عام.&

بدائل اللحم
يتوقع ظهور بدائل من اللحم، وهو الاتجاه المتوقع أن يسود بشكل كبير اعتبارًا من 2020، وتكفي معرفة أن هناك العديد من الولايات الزراعية في أميركا قام بالفعل بتمرير قوانين تقيّد استخدام كلمات، مثل اللحوم أو البرغر أو الحليب، على المنتجات الحيوانية.

صراع تلفزيوني
متوقع كذلك أن يحتدم الصراع بين شركات البث التلفزيوني، التي من ضمنها نيتفليكس وهولو وأمازون وإتش بي أو ماكس وبيكوك، وكذلك أبل وديزني، لاسيما أن هناك بيانات تقول إن عام 2020 سيشهد إنفاق مزيد من الأموال على إنشاء محتوى تلفزيوني أصلي أكثر من تلك الأموال التي تم إنفاقها عليه طوال عقد التسعينيات بكامله.

تطور تقني
يتوقع خبراء أن يتحوّل التركيز في عام 2020 إلى تأثير التكنولوجيا على الشركات الصغيرة، خصوصًا أن الشركات المحلية باتت مجبرة بشكل متزايد على استخدام غوغل وأمازون وفايسبوك من أجل الوصول إلى عملائها.

هذا إضافة إلى توقعات بتنامي تقنية التعرف إلى الأوجه وانتشار استخداماتها في كل مكان، وذلك بالتزامن مع التوقع بأن تتواصل حدة النقاشات المثارة حول تلك التكنولوجيا وتطبيقاتها.


&
&