لنظرة التفاؤل لعام 2020 المقبل أركان وركائز تستند إليها، وليست مجرد آمال ورفع معنويات، فهي تقوم على أساس بعض المؤشرات الإيجابية التي يمكن البناء عليها. في هذا التقرير ستةٌ من هذه المؤشرات التي تدعو إلى التفاؤل.

"إيلاف" من بيروت: على الرغم من الاحتجاجات والمشكلات التي طغت على عام 2019، فإن ثمة بعض المؤشرات التي قد تجعلنا نعيد تقييم رؤيتنا السلبية للعام المقبل. في هذا السياق، يعرض معهد "أتلانتيك كاونسيل" الأميركي ستة أسباب تدعو إلى التفاؤل في عام 2020.

الرخاء العالمي
بحسب مؤشر الازدهار الصادر من معهد "ليغاتوم"، بلغت الرفاهية العالمية أعلى مستوى لها على الإطلاق. في العقد الماضي، تحسن الازدهار في 148 دولة، وانخفض في 19 دولة فقط من أصل 167 دولة، وفق أرقام مسوحات المعهد التي تشمل أكثر من 99 في المئة من سكان العالم.

يمتد هذا التحسن من أنظمة الرعاية الصحية وتوفير التعليم للبالغين، إلى تقديم الخدمات الأساسية والأمن المالي. ووفقًا لأرقام البنك الدولي، خرج أكثر من مليار شخص من الفقر المدقع منذ عام 1990، ما جعل حصة السكان عند هذا المستوى بحدود 10 في المئة. وعلى الرغم من أن هذه النسبة لا تزال مثيرة للقلق إلا أنها الأدنى على الإطلاق.

دول تتقدم
تختار مجلة "إكونوميست" البريطانية في ديسمبر من كل عام دولة تعتبرها أنموذجًا يجب الاقتداء به، ووقع الاختيار هذا العام على أوزبكستان التي كانت في هذه السنة من أكثر الدول التي شهدت تقدمًا نتيجة لجهود رئيس الوزراء شفكت ميرزيوييف بعد وفاة الطاغية الأوزبكي إسلام كريموف في عام 2016.

حتى وفاة كريموف، كان النظام الأوزبكي "مجتمعًا مغلقًا يدير أعمال وحشية استثنائية وتسوده عدم الكفاءة"، وقد أرغم جحافل من الرجال والنساء والأطفال على العمل في حقول القطن. بعد إقالة رئيس أجهزته الأمنية في عام 2018، تسارعت إصلاحات ميرزيوييف في العام 2019، وأنهى إلى حد كبير العمل القسري، وأغلق سجن أوزبكستان الأكثر شهرة، وفتح البلاد أمام الصحافيين الأجانب، ومنع البيروقراطيين من استغلال الشركات الصغيرة عبر الرشاوى.

أما الدولة الوصيفة التي اختارتها "إكونوميست" فهي السودان التي اتخذت في عام 2019 خطوة عملاقة ضد الاستبداد عندما أدت الاحتجاجات الجماهيرية إلى خلع نظام عمر البشير "أحد أخطر طغاة العالم". إضافة إلى إطلاق رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي مثل حكومة اقتسام السلطة، الوعود بإجراء انتخابات في غضون ثلاث سنوات.

انحسار الصراعات
مع مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في العام المقبل، يرى المعهد الأميركي أنه يجب دائمًا التنبه إلى أنه لم تحدث حرب أو صراع في أوروبا الغربية منذ حوالى ثلاثة أجيال، ويرجع ذلك في جزء منه إلى إنشاء الاتحاد الأوروبي والسلام بين فرنسا وألمانيا الذي تزامن معه.

السلام بين القوتين الرئيستين
على الرغم من القلق المتزايد بشأن التوترات المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة، ما يبعث على الاطمئنان هو عدم وجود أي نية بالانزلاق إلى الحرب. وبينما يُظهر التاريخ العالمي منذ عام 1500 أن القوتين الرئيستين في العالم كانتا في حالة حرب أكثر من نصف الوقت، فإن الفترة الممتدة منذ الحرب العالمية الثانية كانت سلمية بمعظمها.

الذكاء والتسامح
نقلًا عن كتاب "التنوير الآن" لأستاذ علم النفس الاجتماعي ستيفن بينكر، كتب بيل غيتس أن متوسط معدل الذكاء العالمي يرتفع بحوالى 3 نقاط في كل عقد، حيث تتطور أدمغة الأطفال بشكل كامل بفضل التغذية المحسنة والبيئة الأنظف.

أظهر مسح أجراه معهد "ليغاتوم" أن سكان 11 دولة عبّروا عن تسامح أكثر مما فعلوا قبل عقد من الزمن، خصوصًا في ما يتعلق بالمثليين في المجتمع (لكن في الوقت عينه تدهورت القيود المفروضة على حرية الكلام والتجمع في 122 دولة).

في موازاة ذلك، تكتسب النساء المزيد من السلطة السياسية، ويشكلن الآن أكثر من خُمس أعضاء البرلمانات الوطنية. كما يستمع العالم بطريقة غير مسبوقة لشكاوى النساء بشأن التمييز والاعتداء الجنسي.

فوائد التكنولوجيا
التاريخ مليء بأمثلة تفيد أن التغير التكنولوجي حقق تقدمًا أكثر من المخاطر؛ إذ إن التقنيات المتقدمة يمكنها تحسين الرعاية الصحية وحتى معالجة تغير المناخ.

يقول الفيزيائي الأسترالي جيريمي أوبراين إن الحوسبة الكمومية يمكن أن تساعد على التغلب على تغير المناخ من خلال المحاكاة التي يمكن أن تكشف عن محفزات جديدة للحد من انبعاثات الكربون بشكل أرخص وأكثر كفاءة من النماذج الحالية. ويمكن أن تكون تنقية ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الغلاف الجوي أداة قوية في معالجة تغير المناخ.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "أتلانتيك كاونسيل". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.atlanticcouncil.org/content-series/inflection-points/six-reasons-for-an-optimistic-2020/