إيلاف: حذر ناشطون وسياسيون عراقيون من افتعال ميليشيات الحشد الموالية لإيران الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد لإنهاء الاحتجاج الشعبي المطالب بتغيير النظام، والذي دخل اليوم شهره الثالث.

وقالت اللجنة المنظمة لتظاهرات ثورة تشرين "إن حرب الميليشيات وأميركا لا تخص المحتجين، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته ميليشيات من الحشد الشعبي على السفارة الأميركية واقتحامهم باحتها الخارجية أمس.

وفي نداء إلى المحتجين في ساحات التظاهر قالت اللجنة في بيان الأربعاء حصلت "إيلاف" على نصه "نحذركم من الأصوات النشاز التي تدعوكم إلى اقتحام المنطقة الخضراء بحجة الاعتصام أمام السفارة الأميركية، فحرب الميليشيات وأميركا لا تخصنا، فلا ناقة لنا فيها ولا جمل، فهي حرب إيرانية أميركية بالنيابة، ونحن غايتنا أسمى من مخططات خبيثة كهذه".

كما وجّهت ساحات التظاهر والاعتصامات في بغداد نداءات بمكبرات الصوت إلى المحتجين مساء أمس قالت فيه "إن "اعتصامنا هو في ساحة التحرير والمناطق القريبة عليها، وليست لنا علاقة بالخضراء"، في إشارة إلى المنطقة الخضراء المحمية في وسط العاصمة مركز الرئاسات الثلاث والسفارت الأجنبية، وفي مقدمتها الأميركية والبريطانية، وبعثتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأكد المتظاهرون براءتهم "من الأعمال التي تحدث في الخضراء".. وشددوا على أن التظاهرات المستمرة منذ أكتوبر الماضي رغم محاولات القمع الدموي "ستبقى سلمية حتى النصر"، حيث قتلت القوات الأمنية حوالى 500 محتج، واختطفت الميليشيات 68 ناشطًا مع دخول التظاهرات اليوم الأربعاء شهرها الثالث.

عناصر الحشد الشعبي على أسوار السفارة الأميركية في بغداد

من جهتهم، حذر ناشطون في تسجيلات صوتية وزّعت عبر الهواتف النقالة المحتجين في ساحات التحرير والوثبة والخلاني في بغداد من العبور إلى المنظقة الخضراء، منوهين بأن السلطات ستفتح أبوابها لإغرائهم بعبورها، ثم التصدي لهم، وإيقاع أكبر الخسائر في صفوفهم.

وكان المئات من عناصر ميليشيات الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران قد اقتحموا أمس حرم السفارة الأميركية في بغداد وأضرموا النيران في إحدى بواباتها وأبراج المراقبة والكرفانات التي تستقبل المراجعين، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب من إبعادهم عن الحرم إلى محيط السفارة.

مساعد للصدر: حادث السفارة هدفه إنهاء تظاهرات الإصلاح
على الصعيد نفسه، فقد حذر مقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وناطق باسمه من أن هناك قرينة تدل على أن التظاهرات أمام السفارة الأميركية هدفها إنهاء تظاهرات الشعب الإصلاحية.. وشدد على ضرورة ثبات "الثوار" والاستمرار في التظاهرات وصولًا إلى الانتخابات المبكرة.

كتب صالح محمد العراقي على حسابه الشخصي في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلًا "تلميح.. تظاهرنا ضد الاحتلال من أول يوم حينما أرادوا تدنيس (الحرم) في النجف الأشرف، وتظاهرنا ضده في كل عام، وطالبنا بعدم توقيع اتفاقية معهم، وطالبنا بغلق سفارة الشيطان الأكبر".

وأضاف "كانوا في العلن يستهزؤون وفي الأروقة يتوسطون لهم".. منوهًا بأنه "اليوم صار العراق ساحة تظاهرات.. واليوم صار العراق ساحة حرق للسفارات والبعثات الدبلوماسية، وكأن العراق هو البلد الوحيد الذي يضم السفارات والبعثات، ثم لا تنسوا أجمع كل الساسة جالسوا المحتل لا في السر، بل في العلن، بكل طوائفهم وانتماءاتهم".. مستدركًا بالقول "إلا (قائدنا الصدر)".. اليوم صاروا يصبّون جام غضبهم على السفارة .. فأين كنتم؟.

وقال "لكن حسب تصوري والله العالم.. وخصوصًا بعد ما سمعته من بعض قادة الميليشيات ومن أمام سفارة الشر: إن السفارة هي المكان الحقيقي لدعم العصابات يعني بها: (الثوار)".

ونبه بأن "هذه قرينة على أن التظاهرات أمام السفارة يراد بها إنهاء (تظاهرات الشعب الإصلاحية)". وخاطب العراقي المتظاهرين قائلًا "لذا أدعو إخوتي (الثوار) إلى الثبات والاستمرار على سلميتهم وعدم الاحتكاك بهم.. ولا تحزنوا ولا تهنوا وإن رأيتم (الخضراء) مفتوحة أمامهم ومغلقة في وجوهكم فأنتم اليوم على أسوارها، وغدًا سيكون الشعب فيها".

وبيّن قائلًا "أعني من خلال الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الحكماء والعقلاء ومن خلال قانونها المنصف الذي سيكون للشعب مقدمة لإنهاء الفساد والتحزب فادخلوها من أبواب الانتخابات آمنين سالمين غانمين". وختم قائلًا "فالفساد يلفظ أنفاسه الأخيرة.. والله ولي التوفيق".

ويشهد العراق حاليًا احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر الماضي تخللتها أعمال عنف خلفت لحد الآن 489 قتيلًا وأكثر من 23 ألف جريح و68 مختطفًا وفق المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان.

ترمب: نقلنا معدات عسكرية هي الأكثر فتكًا في العالم إلى سفارتنا في بغداد
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها نقلت من الكويت إلى السفارة الأميركية في بغداد خلال الليلة الماضية 100 عنصر من قوات المارينز مع معداتهم لتعزيز أمن السفارة.

من جهته أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن بلاده نقلت أمس العديد من مقاتلي الحرب الكبار إلى جانب المعدات العسكرية الأكثر فتكًا في العالم إلى السفارة الأميركية في بغداد.

وقال ترمب في تغريدة على "تويتر" إنه "تم نقل العديد من مقاتلي الحرب الكبار لدينا إلى جانب المعدات العسكرية الأكثر فتكًا في العالم على الفور إلى السفارة". حمّل ترمب إيران "مسؤولية الخسائر المادية والبشرية التي حصلت في السفارة".

واتهم ترمب إيران بالمسؤولية عن تنظيم اقتحام سفارة واشنطن في بغداد، ودعا في تصريح نشره على حسابه في "تويتر" العراق إلى استخدام القوة لحماية السفارة هناك.

وحمّل إيران مسؤولية مقتل "متعاقد أميركي" وإصابة آخرين خلال القصف الذي استهدف القوات الأميركية في العراق الجمعة الماضي. وقال "رددنا بقوة على الاستهداف، وسوف نفعل ذلك دائمًا".

وفي تغريدة أخرى، قال ترمب "لملايين المواطنين العراقيين الذين يرغبون في الحرية ولا يريدون الهيمنة والسيطرة عليهم من قبل إيران – هذا هو وقتكم!".

وأصيب أمس الثلاثاء 62 عنصرًا للحشد الشعبي بإصابات وحالات اختناق جراء إطلاق قوات مكافحة الشغب وحرس السفارة الأميركية قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت خلال محاولتهم اقتحام مبنى السفارة في المنطقة الخضراء في وسط بغداد، وسبق ذلك إجلاء موظفي السفارة، بمن فيهم السفير ماثيو تولر، والإبقاء على بعض الجنود الأميركيين المكلفين بحراسة المبنى.