لندن: اختلف أسلوب الإدارة الأميركية الحالية بالتعاطي مع إيران عن أسلوب الإدارة السابقة، على نحو لم يتوقعه كثيرون، ورجح مراقبون أن تحتوي طهران الصدمة وتحارب إعلاميا فقط، فيما يبقى النظام السوري بحسب المعارضة، خائفا بعد أن كان متواطئا مع قاسم سليماني في استهداف المصالح الأميركية.
وعزا القيادي في الجيش السوري الحر فاتح حسون في تصريح لـ "إيلاف" أسباب اختلاف الأسلوب الأميركي هذا بأنه تأكد للولايات المتحدة "فشل كل المحاولات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية لجعل إيران دولة مساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لذلك لجأت بإدارتها الجديدة لاستخدام سياسة "العصا الغليظة" معها"، وقال "أعتقد أنها ستكون ناجعة".
وأوضح حسون "أسقطت إيران طائرة الاستطلاع الأميركية وكانت ردود الفعل الأميركية على ذلك ضعيفة، بدأت إيران بتصعيد الهجوم على التواجد الأميركي في المنطقة، فحركت أذرعها لقصف منشأتي شركة أرامكو، واعترضت السفن التجارية وضيقت عليها في مضيق هرمز، وأثرت سلبا على الملاحة البحرية، وأعدت خططًا هجومية لاستهداف القوات والمصالح الأميركية في المنطقة، وأولت تنفيذها لقاسم سليماني، الذي تحتم على أميركا قتله دفاعًا عن رعاياها، وإيقافا لمخططات إرهابية بدأ بتنفيذها فعليًا انطلاقا من العراق وسوريا مع قادة في الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي وغيرها من التنظيمات المتطرفة".
مواجهة التصعيد
وأكد حسون على أن "أميركا مستعدة لأي تصعيد ستقوم به إيران انتقامًا لقتل سليماني، مما سيجعل إيران تمتص الصدمة وتتريث وتلجأ للاتحاد الأوربي وغيره من الجهات لتهدئة الولايات المتحدة التي ما زالت تجد في الاعتداء على سفارتها في بغداد انتقاص وامتهان لها".
وأضاف "لا قدرة لإيران على مجابهة واشنطن، ولا على الرد المباشر عليها حتى، فهي ستعمل على محاولة تنفيذ أعمال إرهابية إنتقامية ضد الدول القريبة من الولايات المتحدة في المنطقة وفي مقدمتهم دول الخليج العربي، وهو ما تخشاه هذه الدول، وتتحرك لمنعه، حيث أن ذلك قد يشعل حربا كبيرة في المنطقة، يتأثر بسلبياتها العالم كله، لكن في الوقت ذاته فإن الحرب على إيران شر لا بد منه، فهي تحت حكم الملالي العامل الأول في زعزعة الأمن والسلم الدوليين".
ولفت الى أن "الولايات المتحدة تتابع بدقة التغلغل الإيراني في سوريا، وإن تغاضت على ما تفعله روسيا في سوريا فهو من باب تقليل النفوذ الإيراني".
واعتبر حسون "أن روسيا لم تستطع تحقيق ما كانت تنتظره منها الولايات المتحدة في هذا المجال، وبالتالي قد تبدأ بتنفيذ ضربات جوية للمواقع الإيرانية في سوريا، دون أن تستطيع روسيا الاعتراض، لا سيما وأن كثير من الفصائل الثورية العسكرية السورية تؤيد ذلك، ومستعدة أن تشارك الولايات المتحدة في عمليات برية ضد الاحتلال الإيراني".
توجيهات سليماني
وكشف حسون على أنه بإيعاز "من قاسم سليماني قبل مقتله وتنفيذا لخطط أعدها بنفسه فإن رئيس فرع الأمن العسكري في حمص اجتمع مع العقيد عمر ملحم القائد العسكري لما كان يسمى جيش التوحيد في تلبيسة، وطلب منه تجنيد مئتي مقاتل ممن أجروا تسويات لإرسالهم في مهمات شرق الفرات لاستهداف القوات الأميركية حصرًا. وأعلمه أنهم يُعتبرون بذلك ضمن الخدمة العسكرية ولهم مكافآت مجزية وكان ذلك في سياق استهداف القوات والمصالح الأميركية في سوريا".
تسريبات
هذا ويقول معارضون سوريون لـ "إيلاف" أن النظام السوري يسرب قصصا عن مقتل سليماني بعضها "يبدو مثيرا للسخرية وغير قابل للتصديق" ويبدو النظام السوري بحسب ذات المصادر خائفا جدا من عدة أمور أولها من أن يبدو بأعين الإيرانيين أنه يسرب معلومات عن حلفائه، أو أن يبدو مخترقا أو أنه يعمل مع و ضد كل الجهات في آن واحد لمصالحه الخاصة.
إيران ستمتص الصدمة
ورأى المحامي السوري مروان العش ان ايران ستمتص الصدمة وتحارب اعلاميا. وقال "إن استخدام الاذرع الإقليمية لبعض الاعمال الشكلية حزب الله و الحشد وحزب الله السوري لارسال رسالة انها باقية وتتمدد".
وأضاف "منذ العام 1979 ولليوم لم تصطدم إيران مع أميركا مباشرة، و كان تفويض لها بالمنطقة و سوريا ولازال ريثما تتجه الحرب في سوريا لنهايتها بظرف آخر".
ثورات الربيع
وحول علاقة ما يجري بثورات الربيع العربي اعتبر العش أن "ثورات الربيع العربي انطلقت لضرورتها وحتميتها في مواجهة الديكتاتورية وعسف السلطات وفقدان التنمية والعدالة الاجتماعية و الهدف الاسمى اقامة دولة المواطنة المدنية، لم تنطلق الثورات من الجوع بل من انعدام الحريات".
وقال "سيستمر هذا النهج بالمطالبة و الثورة خصوصا عند الشعب السوري الذي قدم تضحيات مهولة و ارقام مرعبة بمواجهة الاستبداد وتحالف قوى عالمي لم يتعاطف مع ماساة السوريين، ولم يعينهم دوليا و اقليميا بالنهوض بمواجهة آلة حرب النظام ضد الشعب ".
وحذّر العش "من الغبن والظلم الذي اصاب السوريين ان ينقلب تطرفا وعنفا في مواجهة قتلة السوريين و من يحابيهم ويسكت على جرائمهم، من شظف المخيمات واللجوء والتشرد و توقف التعليم و تفكك العائلات بفقدان المعيل اب وام واخ ، تصبح البيئة خصبة لاستقطاب اصحاب المناهج و الأيديولوجيات ، تؤسس لقادم مجهول".
واعتبر أنه لابد " للعدالة ان تنتصر يوما وهذا أمل الشعوب، و من يؤمن و يعمل يصل الهدف غالبا".
التعليقات