يستخدم الكثيرون الشبكة العنكبوتية لبث السموم والتحريض على العنف، كما تُستخدم هذه الشبكة من البعض لأهداف القرصنة وقمع الحريات. فمن كان الأخطر على الشبكة العالمية في العقد المنصرم؟.

"إيلاف" من بيروت: حوّلت الحكومات الاستبدادية الإنترنت إلى منصة تحقق أغراضها الخاصة في شكل دعاية وتضليل وفضاء إلكتروني. وقام المتطرفون بتفكيك وسائل التواصل الاجتماعي وإفسادها لنشر الكراهية والدعوة إلى العنف.

في ما يأتي قائمة بالأشخاص والمجموعات الذين يعتقد موقع "وايرد" أنهم شكلوا المخاطر التي نشأت من عالم الإنترنت في السنوات العشر الماضية.

دونالد ترمب

للسنة الخامسة على التوالي، يتصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قائمة "وايرد"، ما يوضح أنه أقوى شخص على هذا الكوكب يبث أفكاره، ويستخدمها إلى حد كبير في الكذب والإهانة والتهديد والتشتيت.

زادت تصريحات ترمب المقلقة من التوترات الدولية، كتهديده في تغريدة على موقع تويتر بإطلاق أسلحة نووية على كوريا الشمالية. في وقت سابق من هذا العام، قام بتغريدة نشر فيها صورة سرية لمنصة إطلاق صواريخ إيرانية تشتعل، ما جعل الخبراء يعتقدون أنه كشف عن معلومات حساسة حول أقمار الاستطلاع الأميركية.

فلاديمير بوتين
عمل نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طوال العقد الماضي على تقييد الإنترنت واستغلاله. على الصعيد الدولي، أشرف بوتين على تصعيد عمليات القرصنة التي ترعاها الدولة، في حرب المعلومات والحرب الإلكترونية. وتحت قيادته، سرقت وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية معلومات من أهداف الانتخابات الأميركية وسرّبتها لزعزعة الثقة في عملية أميركا الديمقراطية.

في غضون ذلك، نفذت الاستخبارات العسكرية الروسية في أوكرانيا نوعًا من الحرب الإلكترونية لم يسبق لها مثيل في التاريخ، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي وتدمير الشبكات. وفي النهاية، أطلقت العنان لأسوأ هجوم سيبراني على الإطلاق، الذي انتشر في جميع أنحاء العالم، وتسبب في ضرر عالمي قيمته 10 مليارات دولار.

على الصعيد الداخلي، وقع بوتين خلال هذا العام على قانون يقضي بأن يبني مقدمو خدمات الإنترنت الروس القدرة على فصل روسيا عن الشبكات العالمية، وهو تطور يمكن أن يعزل المواطنين الروس، ويزيد من بلقنة الإنترنت، وكسر الخدمات الأساسية في بلدان أخرى أيضًا.

شي جين بينغ
فرضت حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ قيودًا مشددة على الإنترنت، سياسيًا وتقنيًا، ومنعت الشبكة الخاصة الافتراضية، وشبكات اجتماعية محدودة مثل "وي شات" و"وي بو"، وشنت هجمات إلكترونية ضد أهداف غير صديقة للنظام.

يأتي تعتيم المعلومات المتشدد هذا في الوقت الذي ارتكبت فيه الصين بعضًا من أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في العالم ضد شعبها، ونذكر منها حملة القمع ضد سكانها المسلمين في منطقة شينجيانغ الغربية، حيث يُعتقد أنها سجنت مليون شخص في معسكرات للتأهيل.

مارك زوكربرغ
قبل عقد من الزمن، بلغت قيمة موقع "فايسبوك" 50 مليار دولار، وهو ما بدا في ذلك الوقت مبلغًا مذهلًا لشركة وسائط اجتماعية ناشئة. أما اليوم، فتبلغ قيمة شركة مارك زوكربرغ نحو 11 ضعف هذا المبلغ، وابتلعت الشركات الناشئة الأخرى الواعدة مثل "إنستاغرام" و"واتسآب" و"أوكولوس".

تعرّضت شركة "فايسبوك" لصدمة تلو الأخرى، كفضيحة بيانات "كامبريدج أناليتيكا"، وهي فضيحة سياسيّة كُبرى تفجّرت في أوائل عام 2018 عندما تم الكشف عن أن شركة "كامبريدج أناليتيكا" قد جمعت بيانات شخصية حولَ ملايين الأشخاص على موقع "فايسبوك" من دون موافقتهم قبل أن تستخدمها لأغراض الدعاية السياسية.

جوليان أسانج
ظهر جوليان أسانج للمرة الأولى أمام الجمهور في فيديو "ويكيليكس" في عام 2010. وتابع من خلال "ويكيليكس" تسريب مئات الآلاف من الملفات السرية عن الحرب في أفغانستان ومن ثم العراق، وتلاها ربع مليون برقية سرية من وزارة الخارجية الأميركية.

نجح أسانج في إصلاح أجزاء من النظام العالمي، مسرعًا الانسحاب الأميركي من العراق. كما أكد مرارًا وتكرارًا أن الولايات المتحدة تنوي سجنه، وقد أثبت الزمن أنه كان على صواب.

تنظيم داعش
قام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتطرف بإدماج الإرهاب مع الإنترنت كما لم يفعل أحد آخر في التاريخ. منذ سيطرته على الموصل في عام 2014، روّع التنظيم العالم من خلال أعماله الوحشية ونفذ حملة تجنيد فعالة عبر الإنترنت.

من خلال مقاطع فيديو دعائية مروعة وأكاذيب عن الجنة الإسلامية التي سعى إلى إنشائها على موقع "يوتيوب" وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، أقنع التنظيم العديد من الشباب المسلم في جميع أنحاء العالم بالالتفاف حول قضيته، وتحويل العراق وسوريا إلى مغناطيس للأحداث، وإراقة الدماء وإجبار كل شركات التكنولوجيا للنظر في كيفية إساءة استخدام أكثر البشر عنفًا في العالم لخدماتهم.

لازاروس
سمحت كوريا الشمالية لمجموعة من المتسللين الذين يُعرفون باسم "لازاروس" بتنفيذ بعض عمليات القرصنة الأكثر عدوانية على الإطلاق. وفي الواقع، صدمت "لازاروس" العالم بالهجوم الإلكتروني الذي شنته على شركة "سوني بيكتشرز" ردًا على الفيلم الساخر الذي أعلنت الشركة إنتاجه، والذي يتعلق باغتيال زعيم البلاد كيم جونغ أون.

بلغ مستوى الجرائم الإلكترونية التي ارتكبتها "لازاروس" مستوى جديد خلال مايو 2017، عندما نفذت هجوم "واناكري" الإلكتروني باستخدام دودة الفدية التي استغلت أداة القرصنة الخاصة بوكالة الأمن القومي الأميركية "إترنال بلو"، لتنتشر تلقائيًا إلى أكبر عدد ممكن من الحواسيب قبل تشفيرها والمطالبة بفدية.

مجموعة إن إس أو
باعت مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية تقنيات لاقتحام أجهزة الآيفون وأندرويد عن بعد من دون الحاجة إلى التفاعل مع الضحية. وفي بعض الحالات، تمكنت الشركة وعملاؤها من إدخال برامج ضارة على الهاتف المستهدف ببساطة عن طريق الاتصال به على تطبيق "واتساب".

على الرغم من إصرار الشركة المتكرر على أنها لا تبيع خدمات القرصنة لمنتهكي حقوق الإنسان، فإن ضحايا هذا الاختراق أثبتوا عدم صحة هذا التصريح، حيث يقضي الناشط أحمد منصور، وهو أحد المتضررين من استغلال هذه الشركة له عقوبة بالسجن لمدة 10 أعوام في الإمارات.

كزينوتايم
في أغسطس 2017، أغلقت برمجية خبيثة معملًا لتكرير النفط تملكها المنشأة البتروكيماوية "بترو رابغ" على ساحل البحر الأحمر بالسعودية. ولم يكن الغرض من هذه البرامج الضارة تعطيل العمليات التي يقوم بها المعمل، ولكنها عطلت ما تُسمى أنظمة السلامة الخاصة بالمنشأة والمصممة لمنع وقوع الحوادث الخطرة على غرار التسريبات والانفجارات.

كودي ويلسون
بدأت قصة كودي ويلسون من طريق فيديو قام بوضعه في موقع "يوتيوب"، والذي يشرح فيه بتفصيل ممل كيفية صنع مسدس بالإستعانة ببعض تقنيات الطابعة ثلاثية الأبعاد، وضمن الفيديو الذي حقق ما يقارب 4 ملايين مشاهدة، كان قد أوضح كودي ويلسون أن المال الكافي لصنع هذا السلاح لن يتجاوز 140 دولارًا.

بعد مرور أسابيع من طرح الفيديو، بدأت الاستخبارات حملتها في تحذير الناس من استعمال هذا المسدس والإبتعاد عن مثل هذه الأنشطة لأنه سبق أن تعرّض أشخاص في الولايات المتحدة لتهديدات بالسلاح نفسه.

بيتر ثيل
بيتر أندرياس ثيل هو رائد أعمال، مستثمر رأسمالي، ومدير محفظة وقائية، وناقد اجتماعي. شارك ثيل في تأسيس "باي بال" مع كل من ماكس إيفيشن وإيلون ماسك. وعمل كرئيسها التنفيذي.

سياسات أعمال ثيل هي التي أثارت أكبر الانتقادات؛ إذ أصبحت "بالانتير"، وهي شركة أخرى أسسها، أكثر تجسيد نشط في العالم لشراكة وادي السيليكون مع وكالات المراقبة، حيث قدمت بشكل مثير للجدل برامج وخدمات استخراج البيانات الخاصة بها لرصد المهاجرين غير الشرعيين.

أنونيموس
ظهر القراصنة مجهولو الهوية المعروفون باسم "أنونيموس" في أواخر العقد الأول من القرن الحالي، وبرزوا بشدة في أوائل العقد الأخير من خلال عمليات القرصنة التي استهدفت شركة "فيزا" و"ماستركارد" و"باي بال"، إضافة إلى تلك التي طاولت شركة "سوني" بسبب مقاضاتها لجورج هوتز لعكسه تصميم هندسة البلاي ستيشن.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "وايرد". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.wired.com/story/most-dangerous-people-on-internet-this-decade/