يعتبر بعضهم عام 2020 السنة الدولية للرؤية الجيدة، فهي سنة جيدة للاحتفالات العلمية، كونها تحفل بذكريات عن علماء وإنجازات تركت بصمتها في العالم.

"إيلاف" من بيروت: كما جرت العادة في كل عام، هناك احتفالات توفر فرصة للتعرف إلى بعض من كبار علماء الماضي لمساهماتهم في المعرفة الجماعية للبشرية. وهناك احتفالات الذكرى السنوية للإنجازات أو الاكتشافات أو الحوادث التي تركت بصمة في العالم.

في ما يأتي أهم عشر مناسبات علمية في عام 2020:

المئوية الثامنة لميلاد روجر بيكون
لا أحد يعرف بالضبط متى ولد روجر بيكون، لكن فقرة في كتاباته تشير إلى أنه ولد في عام 1220. وكان من بين الفلاسفة الطبيعيين الرئيسيين في عصره؛ درس أولًا في جامعة أكسفورد، ثم حاضر في جامعة باريس. أصبح راهبًا فرنسيسكانيًا، لكنه غالبًا ما واجه مشكلة في كسر قواعد النظام.

أكد بيكون وضع البصريات كعلم أساسي. وفهم أيضًا ضرورة تطبيق الرياضيات عند شرح الظواهر الطبيعية، حيث قال: "قوة الرياضيات قادرة على الكشف عن أسباب كل الأشياء، وإعطاء تفسير كاف للظواهر الإنسانية والإلهية".

الذكرى 25 لاكتشاف تكاثف بوز - أينشتاين
لم يحظَ أي عالم بتغطية أخبارية بعد وفاته كما حصل مع ألبرت أينشتاين. من الليزر إلى الثقوب السوداء إلى موجات الجاذبية، أكدت العديد من الاكتشافات الحديثة الرئيسة تنبؤات من عقود سابقة كانت متأصلة في خيال أينشتاين. أحد الأمثلة على ذلك جاء في عام 1995، عندما أنتج الفيزيائيون شكلًا غريبًا جديدًا من المادة المسماة تكاثف بوز-أينشتاين.

كثافة بوز-أينشتاين في الفيزياء حالة تتخذها ذرات الغاز إذا كانت من البوزونات فتصبح حالة كمومية واحدة، شرط انخفاض درجة حرارتها إلى درجه الصفر المطلق، تنبأ بها ساتيندرا ناث بوز في عام 1924 وألبرت أينشتاين بين عامي 1924 و1925، وأثبت بالتجربة في عام 1995 أي بعد 70 عامًا من التكهن بوجود هذه الظاهرة.

مئوية النقاش العظيم
في 26 أبريل 1920، تمت دعوة الجمهور إلى متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي في واشنطن العاصمة، وألقى اثنان من علماء الفلك هما هارلو شبلي وهيبير كورتيس محاضرة حول حجم الكون، وعلى أساسها لم يستطع أحد التنبؤ بحدوث تصادم عنيف.

رأى شبلي أن درب التبانة هو الكون بكامله، وأن "السحب الحلزونية" التي شوهدت في السماء كانت مجرد أنظمة شمسية جديدة قيد التطوير.

أما كورتيس فلاحظ أن السحب الحلزونية هي مجرات مستقلة كانت بعيدة جدًا عن النجوم في درب التبانة، واعتقد أن الكون امتد إلى ما وراء نظامنا.

المئوية الثانية لاكتشاف الفيزياء الكهرومغناطيسية
ليس جيدًا في العادة اللعب بالكهرباء. لكن، منذ قرنين من الزمان، لم يكن العلماء يعرفون الكثير عن ذلك الأمر، ودفعهم الفضول إلى اكتشاف مهم للغاية لمستقبل الحضارة.

كانت الخطوة الأولى هي بطارية أليساندرو فولتا البدائية، التي تم اختراعها في عام 1800 والتي أطلقت مجموعة من التجارب الكهربائية. على مدار عشرين عامًا تالية، حقق العديد من الباحثين في الروابط المحتملة بين الكهرباء والمغناطيسية، وكان من بينهم هانز كريستيان أورستد في جامعة كوبنهاغن، وهو عالم فيزيائي وكيميائي قال إن الكهرباء والمغناطيسية تشتركان في وحدة عميقة.

الذكرى 125 لاكتشاف الأشعة السينية
عندما اكتشف فيلهلم رونتغن الأشعة السينية في عام 1895، تم استخدامها على الفور تقريبًا في الممارسة الطبية. وقد مثلت ثورة حقيقية في عالم الطب.

اكتشف رونتغن أشعة كهرومغناطيسية غير معروفة، أُطلق عليها بالإنكليزية بعد ذلك "أشعة إكس"، فيما أُطلق عليها في ألمانيا تيمنًا بمكتشفها أشعة رونتغن. أخذ رونتغن أول صورة لجسد إنسان في يوم 22 ديسمبر 1895، إذ صور يد زوجته. وبعد ستة أيام، كشف عن اكتشافه أشعة غير معروفة. وفي عام 1901، حصل رونتغن على جائزة نوبل في الفيزياء.

في الحرب العالمية الأولى، بدأ الأطباء باستخدام الأشعة على نطاق واسع، ليس لاكتشاف الكسور فحسب، بل لفحص الالتهابات البكتيرية أيضًا. اليوم، تستعمل الأشعة أيضًا خلال العمليات. وحتى في مجالات الفحص الأمني تُستعمل لفحص الحقائب، وفي المجال الصناعي تُستعمل الأشعة لفحص المواد كذلك.

المئوية الأولى لميلاد روزاليند فرانكلين
كانت روزاليند فرانكلين واحدة من مكتشفي تركيبة جزء الحمض النووي، وقدمت البيانات التجريبية التي شكلت أساس البحث الذي مُنح واتسون وكريك وويلكينز على أساسه جائزة نوبل في عام 1962.

امتلكت روزاليند مهارات هائلة في إجراء بحوث تحليلية بالأشعة السينية لمواد عديمة الشكل، من الواضح أنها لابلورية؛ لذلك كان التصوير البلوري بالأشعة السينية ملائمًا لبحث تركيب الحمض النووي.

أصبحت خبيرة في تحليل صور الأشعة السينية للمواد بين البلورية واللابلورية، ما يعني البحث في الكربون والجزيئات الحيوية.

المئوية الرابعة لميلاد جون غرونت
تعود البدايات الأولى لعلم الديموغرافيا إلى جون غرونت الذي وضع أول إحصائية ديموغرافية في عام 1662 لأعداد الوفيات، من طريق دراسة سجلات القتلى الأسبوعية التي تعود إلى نهاية القرن السادس عشر للميلاد. بعدها، قدّر غرونت النسب الرقميّة، ووزعها بين الإناث والذكور، وأضاف إليها معدلات الولادة والوفيات لمدينة لندن والمناطق الريفية.

كانت دراسات غرونت ومساهماته الأكثر أهميةً وشهرةً في التحليل الديموغرافي، ما أدى إلى تأثُر العديد من الباحثين بها، وهو جمع سجلات المواليد والأمراض لإنشاء جداول تظهر اتجاهات أو أنماطًا معينة وأخضع البيانات لتحليلات رياضية.

المئوية الثانية لميلاد فلورنس نايتنغايل
ولدت فلورنس نايتينغايل في بلدة فلورنسا في إيطاليا في عام 1820، وكانت من عائلة بريطانية غنية تؤمن بتعليم المرأة. تعتبر نايتينغايل مؤسسة للتمريض الحديث، تلقت تعليمها منزليًا على يد والدها، وكانت تطمح إلى أن تخدم الآخرين وتصبح ممرضة، لكن والديها عارضاها في البداية، حيث لم يكن ينظر إلى مهنة التمريض في ذلك الوقت أنها محترمة.

عندما اندلعت حرب القرم في عام 1854، اقتربت رائدة التمريض من تحقيق حلمها وتبليغ رسالتها، ولم تتردد في الإسراع نحو ساحة المعركة لتلبية نداء الواجب وتحقيق هدفها الذي طالما سعت من أجله، وقد عملت على إدارة معسكر التمريض بمنتهى الجدية والحزم.

أثرت أساليبها في تطور علم الأوبئة، وقدمت الكثير من الأدلة الإحصائية عن فوائد المعايير الصحية الملائمة في شكل رسوم بيانية، واكتسبت شهرة كرائدة بتصوير البيانات.

مئوية التنبؤ بالنيوترون
بعد اكتشاف إرنست رذرفورد النواة الذرية، في عام 1911، قضى العلماء سنوات في محاولة فهم كيف تم تجميع النواة. من تجارب لاحقة، استنتج رذرفورد أن الجسيم النووي الأساسي الذي يحمل شحنة موجبة مطابق لنواة ذرة الهيدروجين، يُطلق عليه اسم البروتون.

لكن عدد البروتونات اللازمة لحساب كتلة الذرة أعطى النواة شحنة كهربائية أكثر إيجابية من الشحنة السالبة للإلكترونات التي تدور حول الذرة. وبدا أن النواة يجب أن تحتوي على بعض الإلكترونات لإلغاء الشحنة الإيجابية الزائدة. وظن رذرفورد أن بعض تلك الإلكترونات في النواة اندمج مع البروتونات لإنتاج جسيم جديد أُطلق عليه في ما بعد اسم "نيوترون".

في عام 1932، أكدت تجارب الفيزيائي البريطاني جيمس تشادويك وجود النيوترون، ما أثار دهشة العديد من الفيزيائيين الذين لم يصدقوا رذرفورد. لكن العالم الذي لم يتفاجأ هو الكيميائي الأميركي ويليام هاركينز، الذي قدم اقتراحًا مشابهًا، وكان أول من استخدم مصطلح "نيوترون" في الطباعة في عام 1921.

الذكرى 75 للقنبلة الذرية
كان التأثير الرئيس للقنبلة الذرية على المجتمع، يتمثل بتحوّلها إلى سلاح رادع لا يستخدم إلا عند وجود تهديد نووي مماثل، وربما لإطلاق معركة نهاية كوكب الأرض.

لكن، لا تزال القنبلة الذرية تمثل أيضًا رمزًا لقوة العلم، حيث قام الفيزيائيون الذين يبحثون في المجال غير المرئي لأطراف الذرات باستخدام المعرفة القادرة على التدمير على نطاق لم يكن من الممكن تصوره سابقًا.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "ساينس نيوز". الأصل منشور على الرابط:
https://www.sciencenews.org/article/top-10-science-anniversaries-2020