كييف: قدّم رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي غونشاروك الجمعة استقالته بعدما تسرّب تسجيل صوتي نُسب إليه أشارت تقارير إلى أنه انتقد فيه فهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي للاقتصاد.

وكتب غونشاروك على صفحته على موقع فيسبوك "من أجل إزالة كل الشكوك بشأن احترامنا وثقتنا تجاه الرئيس، كتبت رسالة استقالة وسلّمتها للرئيس".

وتعليقاً على التسجيل الذي أثار نشره أزمة سياسية في أوكرانيا، كتب غونشاروك أن "مضمونه خلق بشكل مصطنع فكرة أنني وفريقي لا نحترم الرئيس".

وقال "هذا الأمر غير صحيح" مضيفاً "وصلت إلى هذا المنصب لتنفيذ برنامج الرئيس".

وأكّدت الرئاسة الأوكرانية أنها تلقّت رسالة الاستقالة وأشارت إلى أنها ستنظر في الطلب.

وتمّ تسجيل التصريحات المفترضة التي نُشرت هذا الأسبوع خلال اجتماع غير رسمي عُقد في كانون الأول/ديسمبر بين وزراء وكبار المسؤولين من المصرف الوطني.

وأشارت تقارير إعلامية محلية إلى أن المشاركين ناقشوا كيفية شرح التطورات الاقتصادية الأخيرة لزيلينسكي (41 عامًا)، والذي كان ممثلاً كوميديًا ولا يمتلك خبرة سياسية عندما حقق فوزاً مفاجئًا في انتخابات العام الماضي.

وبحسب التقارير، سُمع صوت غونشاروك (35 عامًا) وهو يقول إنه يجب شرحها بشكل مبسّط نظراً إلى أن فهمه للاقتصاد "بدائي".

ووصف نفسه كذلك بأنه "جاهل" بالاقتصاد.

وذكرت تقارير إعلامية منذ تسرّبت التسجيلات الأربعاء أن غونشاروك قدّم استقالته، لكن مكتبه نفى الأمر حينها.

سياسة راكدة

وأصبح غونشاروك رئيس الوزراء الأصغر سنًا في تاريخ أوكرانيا بعدما عيّنه زيلينسكي بالمنصب في آب/أغسطس في ظل اقتصاد يعاني من الجمود والحرب مع المتمردين الانفصاليين في شرق البلاد.

وسارع النواب إلى المصادقة على تعيين غونشاروك إذ أن حزب زيلينسكي -- "خادم الشعب" -- يحظى بأغلبية في البرلمان.

وتوافق تعيينه مع تعهّدات زيلينسكي بضخ دم جديد في الساحة السياسية الأوكرانية التي تعاني من الركود.

وحل مكان فولوديمير غرويسمان (41 عامًا) الذي قدّم استقالته بعدما تم تنصيب زيلينسكي في أيار/مايو.

ولم يكن غونشاروك، المحامي الشاب الذي لم يملك أي خبرة فعلية في الحكومة، معروفًا كثيراً لدى تعيينه.

ويعد غونشاروك الذي درس القانون والإدارة العامة قبل المشاركة في تأسيس شركة محاماة عندما كان في سن الرابعة والعشرين من أنصار إدخال إصلاحات اقتصادية ليبرالية.

وقبل تعيينه في منصب نائب مدير مكتب الرئيس لدى وصول زيلينسكي إلى السلطة، كان يدير على مدى عدّة سنوات منظمة غير حكومية يموّلها الاتحاد الأوروبي تعمل على تحسين البيئة التجارية في أوكرانيا.

وأفاد الخبير الاستراتيجي البارز في مجال الأسواق الناشئة لدى شركة "بلوباي" لإدارة الأصول تيموثي آش هذا الأسبوع أنه بينما لم يكن زيلينسكي رجل اقتصاد مدرّبًا إلا أنه عيّن "فريقًا اقتصاديًا لائقًا".

وتأثّر الاقتصاد الأوكراني بشدّة بالنزاع الدائر في شرق البلاد ويعتمد بشكل كبير على المساعدات الأجنبية.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 وسط إدانات واسعة من المجتمع الدولي. وتلى ذلك بمدة وجيزة اندلاع تمرد موال لروسيا قي شرق أوكرانيا أوقع منذ ذلك الحين 13 ألف قتيل.