تونس: تسلّمت تونس الخميس من ليبيا ستّة أطفال أيتام لآباء جهاديّين قتلوا في 2016 في مدينة سرت المعقل السابق لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، وقد استقبلهم لاحقًا الرئيس قيس سعيّد.

وزار وفد رسمي تونسي الخميس مدينة مصراتة في غرب ليبيا لاستلام الأطفال الستّة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عامًا وتكفّل بهم الهلال الأحمر الليبي مع عشرات الأطفال من جنسيّات أخرى، وآواهم في مركز استقبال بمصراتة الواقعة على بُعد 240 كلم غرب سرت.

قالت الرئاسة التونسيّة في بيان ليل الخميس إنّ سعيّد أكّد "أهمّية الإسراع باتّخاذ كل التدابير والإجراءات الضروريّة" لتوفير "الإحاطة النفسيّة والرعاية الصحّية لهؤلاء الأطفال قبل تسليمهم إلى عائلاتهم".

كما شدّد الرئيس التونسي على الاهتمام بهذا الملفّ من "أجل تيسير عودة بقيّة الأطفال العالقين في ليبيا" والذين لم يُحدّد بيان الرئاسة عددهم.

وأشار البيان إلى أنّ موضوع عودة الأطفال العالقين في ليبيا كان "محلّ عناية خاصّة ومتابعة دقيقة" من الرئيس التونسي وأحد أبرز محاور لقائه برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج خلال زيارته تونس في 10 ديسمبر الفائت. وأضاف أنّه تمّ الاتّفاق خلال اللقاء على تأمين عودة الأطفال إلى عائلاتهم في تونس.

وكانت الشرطة التونسيّة زارت مصراتة قبل عام لأخذ عيّنات حمض نووي ريبي للأطفال، للتأكّد من جنسيّاتهم قبل إعادتهم إلى تونس. وفي وقت سابق، ندّدت منظّمات غير حكوميّة، بينها هيومن رايتس ووتش، ببطء الإجراءات.

من جهتها، أكّدت "جمعيّة إنقاذ التونسيّين العالقين بالخارج" أنّ هؤلاء الأطفال يتامى الأب والأم وسيتكفّل بهم أجدادهم أو أحد أفراد عائلاتهم.

وقال محمد اقبال بن رجب رئيس المنظمة لوكالة فرانس برس "يجب أن يخضع الأطفال لمراقبة طويلة المدى... ويجب إعانتهم وإعادة إدماجهم في المدارس". وتعتبر المنظّمة أنّ تسليم الأطفال هو "مرحلة أولى"، قبل إعادة 36 آخرين مصحوبين بأمّهاتهم لا يزالون عالقين في ليبيا.

يُذكر أنّ عدد الجهاديين التونسيين في السنوات الأخيرة اعتُبر بين الأكبر في العالم. وتحدثت السلطات في تونس عن ثلاثة آلاف مواطن قاتلوا خارج البلاد ضمن تنظيمات جهادية. وقدّر فريق عمل تابع للأمم المتحدة عدد الجهاديين التونسيين بأكثر من خمسة آلاف.

وانضمّ عدد كبير منهم إلى تنظيم الدولة الإسلاميّة في معقله السابق في سرت، وذلك قبل دحره من قِبل قوّات حكومة الوفاق الوطني من المدينة في ديسمبر 2016 بعد أشهر من المعارك العنيفة. وسيطرت قوّات المشير خليفة حفتر التي تُقاتل قوّات حكومة الوفاق على سرت في 6 يناير الحالي.