باكو: يدلي الناخبون في أذربيجان بأصواتهم الأحد في انتخابات مبكرة تدينها المعارضة التي ترى أن الاقتراع لن يؤدي سوى إلى تعزيز هيمنة الرئيس إلهام علييف على هذا البلد الواقع في منطقة القوقاز والغني بالنفط.

وكان يفترض أن تجري في نوفمبر 2020. لكن في ديسمبر صوت النواب على حل البرلمان بعد أسابيع على استقالة رئيس الوزراء.

ورأى خبراء أن الهدف هو استبدال الحرس القديم للنظام واختيار جيل جديد والرد بذلك بالحد الأدنى على الاستياء الناجم عن التباطؤ الاقتصادي.

وبلغت نسبة المشاركة في منتصف النهار 12 بالمئة، حسب أرقام رسمية. وقال رئيس مفوضية الانتخابات مزاهير باناهوف إن "كل الظروف مجتمعة" من أجل انتخابات "حرة وعادلة".

وترى المعارضة أن نتائج الانتخابات محسومة وأن النواب الجدد سيكونون جميعا من الموالين للرئيس علييف الذي يقود بقبضة من حديد هذه الجمهورية السوفياتية السابقة منذ توليه السلطة خلفا لوالده في 2003.

وقال المعارض علي كريملي زعيم الجبهة الشعبية التي تقاطع الاقتراع "بدلا من تغيير حقيقي، يقوم علييف بما يشبه إصلاحا سياسيا عبر إخراج القدامى في فريقه المكروهين من الناس منذ فترة طويلة".

وقال إيلغار قاسيموف (58 عاما) سائق سيارة الأجرة عند الإدلاء بصوته في باكو "وحدها المعارضة تهتم بمشاكل الناس العاديين". أما فافا اليكبيروفا المدرسة التي تبلغ من العمر 43 عاما فقد صوتت للسلطة "من أجل مستقبل أفضل".

وقال المحلل أنار ماميدلي أن غضب الأذربيجانيين يتزايد في هذا البلد الذي يضم تسعة ملايين نسمة. وأوضح لوكالة فرانس برس أن "علييف اختار تنظيم هذه الانتخابات قبل ثمانية أشهر من موعدها خوفا من اتساع روح الاحتجاج". وأضاف أن "التعديل الحكومي والانتخابات المبكرة هدفهما واحد هو إطالة حكم علييف".

وأذربيجان التي تعتمد إلى حد كبير على صادراتها النفطية، تأثرت بتراجع أسعار الذهب الأسود. وبعد انخفاض الأسعار في 2014، خسرت العملة الوطنية نصف قيمتها وشهدت البلاد انكماشا وتضخما يتجاوز 10 بالمئة. لكن الوضع استقر وبات النمو يتراوح بين واحد واثنين بالمئة.

أما علييف فيريد الاحتفاظ بالسلطة بلا منازع كما تقول المعارضة. وقد عين زوجته مهربان في منصب النائب الأول للرئيس في شباط/فبراير 2017، وينظر إلى ابنهما حيدر وهو في العشرينات من العمر، على أنه الخليفة المحتمل لوالده.

ومقابل انتقادات المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان، يشيد أنصار الرئيس به معتبرين أنه حول بفضل عائدات المحروقات، أذربيجان إلى ورقة مستقلة في مجال الطاقة وقام بتحديث البلاد.

مزورة

يتوقع أن يفوز بسهولة ومن دون مفاجآت حزب "الجديد" (يني) الذي يقوده الرئيس بعدد كبير من المقاعد في هذه الانتخابات.

وأكدت القيادية في حزب الرئيس بهار مورادوفا أن السلطات ستفعل ما بوسعها "لتكون الانتخابات شفافة وحرة وتجري في بيئة ديموقراطية".

ورفضت المعارضة هذه التأكيدات. وقال علي كريملي "لا يتوفر الحد الأدنى من الشروط في أذربيجان لتنظيم انتخابات ديموقراطية. سيكون الأمر تقليدا لانتخابات".

ويتهم معارض آخر عيسي غمبر من حزب "مساواة"، السلطات بأنها "زورت بالكامل" عمليات الاقتراع السابقة، ومفوضية الانتخابات بأنها تخضع لسيطرة السلطات، مثل شبكات التلفزيون.

وهو يدين القيود القاسية جدا المفروضة على حق التظاهر في أذربيجان حيث "يتم توقيف الناس ومحاكمتهم".

ويتنافس أكثر من 1300 مرشح من 19 حزبا على 125 مقعدا في البرلمان الذي يتألف من مجلس واحد، ويسمى المجلس الملي.

ومنذ وصول إلهام علييف إلى السلطة، لم تعترف بعثات المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بانتخابات في أذربيجان على أنها ديموقراطية وحرة. وستنشر الأحد 350 مراقبا في البلاد.