إيلاف: فتح المجلس الوطني الكردي بعضًا من مكاتبه في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية في شمال سوريا، بعد نداءات الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية والهيئات المعنية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مما اعتبر بداية للتقارب الكردي الكردي.

وقال إبراهيم إبراهيم المنسق الإعلامي باسم مجلس سوريا الديمقراطية في تصريح لـ"إيلاف": "كان لا بد من وجود تقارب كردي كردي لمواجهة التحديات الأخيرة الخطيرة رغم عدم الثقة بالمجلس الكردي لارتمائه في الحضن التركي والحضن الإخواني، ولكن لا بد من احتوائهم واستيعابهم، وكلنا أمل بأن يعيدوا النظر في أفكارهم ومشاريعهم وتحالفاتهم".

أضاف إنه قرار رسمي ودعوة من الجنرال عبدي والإدارة الذاتية، وفعلًا الوسط الكردي "يرفض هذا التقارب لعلاقتهم بالائتلاف وتركيا".

اليد ممدودة
وأشار إبراهيم إلى أن يد الإدارة الذاتية كانت دائمًا ممدودة، ولكن تركيا كانت تمنع المجلس الكردي، وهم أنفسهم قالوا إنهم لا يريدون فتح مكاتب حتى لا يمنحوا الإدارة الذاتية الشرعية.

وشدد على ضرورة العمل معًا وعلى ضرورة تحسين العلاقات الكردية الكردية تحت مظلة مصلحة الشعب الكردي أولًا وأخيرًا.وأعلن المجلس الوطني الكردي في وقت سابق عن عزمه البدء بفتح مكاتبه في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وقال المجلس الوطني الكردي في بيان "استجابة للنداءات التي تطلق حول وحدة الموقف الكردي وكبادرة حسن نية قررت رئاسة المجلس فتح مكاتبه ومقار أحزاب، تعزيزًا للثقة والبناء عليه لحل مختلف القضايا الخلافية".

أوضح المجلس أن قرار إغلاق مكاتبه في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وقسد، لم يكن من طرفهم، بل بتوجيه مباشر من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ومسلحيه، بحسب نص البيان.

اجتماع
وكانت قد عقدت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي اجتماعها الاعتيادي في مدينة القامشلي في سوريا، حيث تناول الاجتماع بيان قوات سوريا الديمقراطية بشأن المعتقلين، وتشكيل اللجان المشتركة مع الإئتلاف، كما ناقش الاجتماع مبادرة قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الجنرال مظلوم عبدي، والتي تدعو إلى وحدة الصف الكردي في "غرب كردستان".

قال طاهر حصاف عضو الأمانة العامة إن "الاجتماع ناقش بشكل مطول بيان قوات سوريا الديمقراطية حول مصير المعتقلين الذي يشكل عدم ارتياح لدى المجلس، حيث من الضروري كشف تفاصيل أوضاع المعتقلين، حتى ولو كانوا مقتولين، وضرورة محاسبة من تسبب بقتلهم، كي نتمكن من التفاوض مع ”تف دم TEV-DEM “.

واعتبر أن فتح المكاتب العائدة إلى المجلس الكردي من قبلهم مبادرة جيدة، وتسير على الطريق الصحيح، وسيتم فتح باقي مكاتب المجالس المحلية قريبًا من قبل مكتب شؤون المجالس المحلية.

كشف حصاف أن المجلس الوطني الكردي قد كلف هيئة لمتابعة الاتفاق الذي تم إبرامه الائتلاف السوري بشأن عودة المهجرين إلى ديارهم قائلًا إن الاجتماع كلف هيئة رئاسة المجلس الكردي بمتابعة الإتفاق الذي تم توقيعه مع الإئتلاف بشأن تشكيل اللجان المشتركة، والإسراع في عودة السكان المهجرين إلى سري كانيي/رأس العين وتل أبيض وعفرين.

الموقف الأميركي
وكان المبعوث الأميركي المعني بالشأن السوري جيمس جيفري في منتصف الشهر الماضي أيضًا طالب قوات سوريا الديمقراطية، والمجلس الوطني الكردي في سوريا، بتحسين علاقاتهم مع إقليم كردستان، وشدد على حماية وحدة الصف بين كل من قوات سوريا الديمقراطية، والمجلس الوطني الكردي.

واجتمع جيفري بوفد للمجلس الوطني الكردي في إسطنبول بتركيا، حيث أكد جيفري خلال الاجتماع ضرورة حماية المجلس الوطني الكردي في سوريا لوحدة الصف الكردي مع قوات سوريا الديمقراطية، وبقاءه ضمن المعارضة السورية.

الموقف الروسي
وكان وفد من المجلس الوطني الكردي قد إلتقى أخيرًا ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وموفد الرئيس الروسي، في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. في إطار ما قيل أيضًا إنها مبادرة روسية جديدة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الكردية.

أكد بوغدانوف التزام بلاده بالدعوة إلى توحيد الموقف الكردي ليكون "متماسكاً وبنّاءً ويشكل الأساس للحوار مع الأطراف الأخرى بشكل مسؤول وجدي". وتحدثت مصادر عن سعي روسي لإعادة تشكيل "وفد شامل" يمثل "كل المكونات السورية في منطقة الجزيرة".

وكان مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية أول من أصدر مبادرة في سبيل توحيد الصف الكردي، في نهاية العام المنصرم، واجتمع في الإطار نفسه مع شخصيات من الأحزاب الكردية، تبع ذلك إصدار الإدارة الذاتية بيانًا أوضحت فيه ما قالت إنها النتائج الأولية لعمل اللجنة التي شكلت لمتابعة ملف المفقودين في مناطق سيطرتها.