منذ الإطاحة بنظام حكمه في شهر فبراير 2011، لم يظهر الرئيس الراحل حسني مبارك للعلن، إلا مرات نادرة، لعل آخرها في شهر أكتوبر الماضي، عندما فاجأ المصريين والعالم بظهوره في مقطع فيديو عبر موقع يوتيوب، تحدث فيه عن دوره في حرب أكتوبر 1973.

وقال مبارك في مقطع الفيديو، إن الرئيس الراحل أنور السادات هو من اتخذ قرار الحرب، مشيراً إلى أن شرارة الحرب بدأت عندما أطلقت قاذفات "توبوليف" صواريخ على مركز القيادة الإسرائيلي في سيناء في الساعة 2 إلا عشر دقائق يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣، وفي تمام الساعة الثانية ظهرا انطلقت المقاتلات المصرية.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع السوريين على الحرب، وكانت كل القوات مستعدة لهذا اليوم، ولكن لم يكن يعلم أحد ساعة الصفر، وكان الأمر شديد السرية.

وقال مبارك أيضاً: الضربة الجوية الأولى في الدقائق الأولى من الحرب حققت أهدافها بنجاح كبير، وهو ما أدى إلى ارتفاع المعنويات.

وأضاف "الطيارات طلعت الساعة اثنين إلا 10، ونفذت المهمة بتاعتها كاملة، وارتفعت المعنويات يومها بشكل ملوش مثيل".

وحول رد فعل الرئيس الراحل أنور السادات، قال مبارك: "الطيارات رجعت واتأكدنا إن كل حاجة تمام، وكلمنا غرفة العمليات الرئيسية رد علي المشير أحمد إسماعيل، السادات قاله هاتهولي، فكلمته وقلت له أتممنا الضربة والخسائر لا تذكر، ونجحنا والضربة قامت بمهمتها، بصيت لقيته بيصرخ بعصبية كسبنا الحرب يا ولاد".

وقال : "معركة المنصورة كانت أشد وأقوى المعارك التي خاضتها القوات الجوية المصرية، حيث استمرت المعركة لأكثر من 50 دقيقة دمرت خلالها 17 أو 18 مقاتلة إسرائيلية، ولذلك اقترحت أن يكون يوم 14 أكتوبر 1973 هو موعد الاحتفال بالعيد السنوي للقوات الجوية".

وأوضح مبارك إنه تم اعتبار يوم 14 أكتوبر عيدا للقوات الجوية لأن معركة المنصورة الجوية تعد أكبر معركة جوية في التاريخ، لأنه شارك بها أكبر عدد ممكن من الطائرات، مشيرا إلى أن القتال الجوي استمر طوال 50 دقيقة متواصلة.

وأضاف: "أنا من طالبت باعتبار يوم 14 أكتوبر عيدا للقوات الجوية وقد كان".

وتحدث مبارك عن ثغرة الدفرسوار، وقال: في هذا الوقت كانت هناك ثغرة ما بين الجيشين الثاني والثالث، وكانت نقطة ضعف استغلتها قوات العدو لأنهم تسللوا من خلالها وأنشأوا كوبري واشتبكوا مع القوات المصرية، مشيرا إلى أن القوات الجوية حينها ضربت عددا مهولا من الطلقات على قوات العدو والكباري التي أنشأوها، كما تم ضرب مطار فايد لأن الجيش الإسرائيلي كان يمتلك به معدات.

وأوضح أن الرئيس الراحل السادات عندما حدثت تلك الثغرة قال للمشير أحمد إسماعيل حينها، "ابعت سعد الشاذلي يشوف موضوع الثغرة اللي ما بين الجيشين، وبالفعل ذهب سعد الشاذلي وعاد مؤكدا على أنه لا بد من سحب عدد من القوات الموجودة هناك".

وتابع: "رديت عليه مينفعش ننسحب لأننا معندناش القاعدة دي لأنها تتطلب وجود قوات مضاعفة، مشيرا إلى أن الرئيس السادات وافقه الأمر وغضب جدا من حديث الشاذلي بالانسحاب وطالب بعقد اجتماع عاجل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة".

وأشار إلى أنه خلال الاجتماع طالب السادات منه أن يتحدث فقال: "أنا أرفض الانسحاب تماما، أما عن الهجوم فأنا مستعد بشرط استمرار القتال، ولكن الوضع يحتاج الى مزيد من التركيز، منوها بأن الرئيس السادات رفض بشكل قاطع الانسحاب مما تسبب في رفع روحهم المعنوية بطريقة كبيرة.

وحول تكريمه في مجلس الشعب، عقب نصر أكتوبر، قائلًا إن التكريم لم يكن لشخصه وإنما للقوات الجوية بأكملها التي شاركت في تحقيق هذا النصر.

وأضاف مبارك: "التكريم ده عشان يكرم القوات اللي حاربت، وليس تكريما لشخص، يعني هو تكريم للقوات الجوية في شخصي أنا".

وتابع: "يومها الرئيس السادات كان موجودا، ولما دخلنا المجلس دماغنا جابت 1967 واللي جرالنا، لأن النكسة دي كان يوم نكد وأسود وكنا متبهدلين كلنا، ومنقدرش نمشي في الشوارع، والشعب كان ضدنا والموقف كان وحش جدًا، وكلنا كنا عاوزين اليوم اللي نفخر فيه بالنصر".

وظهر مبارك للمرة الأخيرة في حياته في صورة تجمعه مع حفيده عمر، نشرها الأخير عبر حسابه على موقع إنستغرام. وذلك أثناء وجوده بالمستشفى، بعد إجراء العملية الجراحية له في شهر يناير الماضي.

وكان الفنان تامر عبد المنعم، المقرب من أسرة الرئيس الأسبق حسني مبارك، قد قال إن مبارك توفي اليوم.

وأضاف عبد المنعم، في تصريح مقتضب لـ"إيلاف" إن الرئيس مبارك توفي، وتابع: "البقاء لله".

وكان علاء مبارك نجل الرئيس المصري، الأسبق محمد حسني مبارك، كشف عن إجراء والده عملية جراحية يوم 24 يناير الماضي.

وفي أعقاب ثورة يناير 2011، التي أسقطت نظام حكمه وقضت على آمال نجله الأصغر جمال في خلافة والده، عانى مبارك من عدة مشاكل صحية أثناء وجوده بالسجن، منها تعرضه لأزمة قلبية في يونيو 2012.