القدس: نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بافضل اداء لحملة لانتخابية على الاطلاق ما يشكل انتصارا كبيرا بعد ان كان على شفير الهاوية قبل أسبوعين من محاكمته بتهم فساد.

وستحصل كتلته على 59 مقعدا وستكون بحاجة الى نائبين لتشكيل حكومة بغالبية 61 نائبا من أصل 120 في الكنيست.

في ما يلي خمسة عوامل أدت إلى فوزه

1 - الولاء الشخصي
رئيس الوزراء صاحب الولاية الأطول في إسرائيل، يحظى بقاعدة موالية له شخصيا. غالبا ما يشير إليه المؤيدون بلقب "بيبي الملك" خصوصا أولئك الذين يعيشون في المناطق الأقل ثراء.

وقال العامل في حملته آفي هيمان لوكالة فرانس برس إن رئيس الوزراء ضاعف مهاراته الشخصية مقارنة بانتخابات نيسان/ابريل وايلول/سبتمبر غير الحاسمتين.

واضاف "لقد تغيرت الاستراتيجية تماما. شارك بتجمعين الى ثلاثة مع حشود كبيرة في الليلة الواحدة. وقال للحاضرين "إذا اردتم أن أكون رئيسا للوزراء، فعليكم التصويت لصالحي".

2 - صقر الأمن
يشدد نتانياهو مرارا على انه الافضل للحفاظ على امن اسرائيل رغم ان منافسه الرئيسي الذي يتزعم تحالف كحول لفان "ازرق ابيض" الجنرال بني غانتس رئيس أركان سابق للجيش.

يحذر دائما مما يصفه بأنه تهديد ايراني لاسرائيل، كما يكرر تهديداته باتخاذ إجراءات أكثر حدة ضد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

ويدعي نتانياهو أن خطة السلام المثيرة للجدل التي اعلنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب وتعتبر على نطاق واسع مؤيدة لإسرائيل، انها تحققت جزئيا من خلال علاقاته الشخصية التي تربطه بالرئيس الأميركي، ولا يمكن تطبيقها الا اذا اعيد انتخابه رئيسا للوزراء.

3 -مناشدة مستهدفة
خلال هذه الحملة،استهدف بشكل واضح المهاجرين الناطقين بالروسية الذين دعموا في السابق منافسه رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" المولود في مولدوفا أفيغدور ليبرمان.

كما ظهر نتانياهو ايضا في عدد من المناسبات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزع نشرات حملته الانتخابية بالروسية، ونشر نصوصا بهذه اللغة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب الاستطلاعات، تراجع التأييد لليبرمان مقارنة مع أيلول/سبتمبر ومن المحتمل أن يكون ذلك لصالح نتانياهو.

كما تعهد رئيس الوزراء بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها اسرائيل وفي الضفة الغربية المحتلة.

واعتبر كثيرون أن الغرض منها تنشيط قاعدته في اوساط المستوطنين اليمنيين.

كما تمكن نتانياهو من اجتذاب واحد من اثنين من نواب الكنيست الإثيوبيين من تحالف "ابيض ازرق"، وكانت هذه الخطوة لتعزيز مكانته داخل المجتمع الاثيوبي المتزايد الأهمية.

4 - حملة قذرة
وبعد اسابيع من حملات تخللها تراشق بالاهانات في هذه الانتخابات، وصف رئيس الدولة رؤوفين ريفلين ذلك بأنه "قذرة وبغيضة".

وقال "نحن لا نستحق حملة انتخابية أخرى قذرة وبغيضة مثل تلك التي تنتهي اليوم، ولا نستحق عدم الاستقرار الذي يبدو وكأنه بلا نهاية".

وشملت الأسابيع الاخيرة للحملة إصدار العديد من التسجيلات المسربة سعى العديد منها إلى تقويض مكانة غانتس شخصيا.

كما أضاف نتانياهو الى طاقمه الاعلامي آرون كلاين الذي كان يعمل في موقع "بريتبارت" الالكتروني، وشكره شخصياً في خطاب الفوز الذي ألقاه فجر الثلاثاء.

وقد أسس موقع "بريتبارت" الالكتروني ستيف بانون الذي قاد حملة دونالد ترامب وغالبا ما دعا إلى شن هجمات شخصية قاسية في المنافسات السياسية.

ومن غير المعروف الدور الذي لعبه كلاين في انتخاب نتانياهو.

5 -ضعف غانتس
قال الصحافي جدعون ليفي، كاتب بارز في صحيفة "هآرتس" اليسارية إنه خطط للتصويت لصالح تحالف "القائمة المشتركة" العربية لان غانتس لم يقدم بديلا جوهريا لنتانياهو.

وكتب ان "الخلاف بين المعسكرين يتعلق بالهويات وليس بالافكار" فغانتس يقدم نفسه من الصقور في الأمن ويريد اتخاذ خطوات متشددة فيما يتعلق بالفلسطينيين.

وفي حديث مع وكالة فرانس برس خارج مركز الاقتراع في القدس امس الاثنين، قالت اينبال (27 عاما) المؤيدة لتحالف "ازرق ابيض" إنها تؤيد غانتس "رغم أنها لا تجده ملهما".

واضافت "لا يوجد بديل اخر يمكن التصويت له،ولديه اراء مشابهة لارائي".

واظهرت النتائج ان غانتس واجه صعوبات في انهاض قاعدته ما قد يشير الى فقدان الحماسة لديها.