أسامة مهدي: حذر خبراء اقتصاديون وسياسيون عراقيون من أثار سلبية خطيرة على بلادهم نتيجة انخفاض أسعارالنفط الذي سيؤثر على امكانية دفع مرتبات الموظفين والاستثمار ما اربك القوى السياسية المتطلعة للحصول على وزارات في الحكومة الجديدة لمواصلة نهبها لثروات البلاد فيما اكدت بغداد انها تبذل جهودا لتقريب وجهات النظر بين الرياض وموسكو حول خفض الانتاج.

وفي تصريحات وتغريدات لمختصين عراقيين تابعتها "إيلاف" اليوم اثر الهبوط الحاد الذي شهدتها أسعار النفط امس بنسبة تجاوزت 20 بالمائة قبل ان ترتفع خلال الساعات الاخيرة بشكل قليل لم يتجاوز 8 بالمائة فقد دقوا ناقوس خطر تعرض البلاد لانهيار اقتصادي مع عمليات الفساد ونهب الثروات التي تشهدها.

سعر برميل النفط العراقي 56 دولار في الموازنة والانخفاض إلى 32

وقالت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم إن موازنة العراق للعام الحالي 2020‏ لم تقر وقد أعدها الفاسدون بسعر 56 دولار لبرميل النفط وهو يتهاوى الان إلى 30 دولار ولذلك فأن العجز التقريبي لها سيتجاوز 51 مليار دولار.

وأضافت تقول "‏السؤال الان لكم أيها الصامتون: ‏كيف ستعيشون؟ وهل ينفعكم سكوتكم؟ ‏وعود التعيين سراب فلا وظائف و لا درجات وظيفية.. ‏الشباب منتفض في الساحات منذ ستة أشهر وأنتم في بيوتكم".

يشار إلى أن موازنة العراق للعام الحالي 2020 والتي لم تقر بعد بسبب الشلل السياسي والحكومي الذي تشهده البلاد وتبلغ حوالي 130 مليار دولار بعجز يبلغ حوالي 30 مليار دولار كما يشير مشروعها المقدم إلى البرلمان والذي اطلعت عليه "إيلاف" لكنه مع انخفاض أسعار النفط سيرتفع إلى 50 مليار دولار.

انخفاض عائدات العراق السنوية إلى النصف

اما الخبير الاعلامي والامني الاستراتيجي هشام الهاشمي فقد اشار إلى ان خام برنت يهوي إلى 32 دولار للبرميل ما يعني ان ‏عائدات العراق السنوية ستنخفض من 78 مليار دولار إلى 40 مليار دولار وهي لن تكفي لتغطية حتى الرواتب التي تصل إلى 53 مليار دولار سنويا.. انه مأزق مالي حقيقي يكشف السياسات الاقتصادية الحكومية الفاشلة في إيجاد البدائل.

سلمان الجميلي وزير التخطيط العراقي قال "اليوم قوى اللادولة و(شركات الفساد المساهمة) غير مكترثة بانهيار أسعار النفط وتوقعات الازمةالاقتصادية..شغلها الشاغل الآن ماتنهبه من مؤونة السفينة الغارقة لتضعه على زوارق النجاة التي تركبها متوهمة بانها ستنجو.. ولن تنجو.

واضاف "بالأمس حذرنا من ازمه اقتصادية حادة واليوم انهيار كبير بأسعار النفط مع ملاحظة ان النفط العراقي يباع باقل من سعر برنت بسبعة دولارات".

انخفاض الأسعار يقلل من شهية القوى السياسية للفوز برئاسة الحكومة

من جانبه اعتبر النائب رياض المسعودي عن تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر أن انخفاض أسعار النفط كسبب عاجل لوحظت تداعياته في الساعات الماضية سيؤثر بشكل كبير على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة فهو سيدفع الكتل السياسية إلى عدم سيل لاعبها على المنصب ولهذا الكل سوف يتهرب من هذه المسؤولية".

واشار النائب في تصريح لوكالة "بغداد اليوم" تابعته "إيلاف" إلى ان "هذا الأمر سيدفع بالكثير إلى التهرب وعدم التصدي وانخفاض أسعار النفط جعل الكتل السياسية في حرج فكل جهة لا تريد هذا المنصب حتى لا تكون هي في ورطة بسبب الأزمة الاقتصادية التي ستضرب البلاد، خلال الأيام المقبلة".

العراق يبذل جهوداً لتقريب وجهات النظر بين السعودية وروسيا

اما وزارة النفط العراقية فأشارت إلى ان تدهور أسعار النفط في الأسواق العالمية سببه عدم الاتفاق بين السعودية وروسيا.. وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد في تصريح صحافي إن "الوفد العراقي بذل جهداً كبيراً في تقريب وجهات النظر بين الجانب الروسي والسعودي في الاجتماع الذي عقد قبل أيام في فيينا".

وأضاف أن "الاجتماع كان بين الدول المصدرة للنفط أوبك والدول المتحالفة مع أوبك أي الدول المنتجة من خارج الأوبك بهدف تقريب وجهات النظر بين الجانب الروسي والسعودي للتوصل إلى اتفاق عادل لمواجهة تداعيات فيروس كورونا الذي أدى إلى تراجع الطلب في الأسواق النفطية، وأيضا تراجع التنمية والحركة الاقتصادية في العالم، الذي أدى إلى تراجع أسعار النفط".

وحذر من أن "انهيار أسعار النفط سيصيب جميع الدول المنتجة ومن بينها العراق وأيضا سيصيب اقتصاديات العالم بتقلص الاستثمارات".. موضحا أن "العراق ليس المتضرر الوحيد، فجميع الدول المصدرة للنفط ستتضرر".

وأضاف المتحدث العراقي أنه "ليس من الحكمة أن يضخ العراق المزيد من النفط إلى الأسواق العالمية وهي بالأساس تشهد فائضاً نفطياً فضخ المزيد من النفط سيؤدي إلى مزيد من انهيار أسعاره ".. وبين أن "جهود الوزارة مستمرة بالتواصل مع الجهات المعنية للتوصل إلى صيغة اتفاق يضمن فيه استقرار الأسواق النفطية ويحدّ من الانهيار الحاصل".

وأوضح جهاد أن "اتفاق خفض الإنتاج ينتهي مع نهاية الشهر الحالي والعراق يعمل على استثمار الوقت من أجل دعوة الدول الأعضاء من أوبك أو من خارج أوبك للاتفاق أولاً وأن يضعوا حدّاً لانهيار الأسعار ويعيدوا التوازن إلى الأسواق العالمية".

وقد ارتفعت فجر اليوم العقود الآجلة لخام برنت 2.85 دولار أو ما يعادل 8.3 بالمئة إلى 37.21 دولار للبرميل بينما ربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.46 دولار أو 7.9 بالمئة إلى 33.59 دولار للبرميل.