بين متحمس لمنهجيته ومشكك فيها، من هو البروفيسور الفرنسي ديدييه راوول، الذي يرى فيه كثيرون مخلص البشرية من جائحة كورونا، بفضل اعتماده علاجًا بالكلوروكين.

إيلاف من دبي: قلة كانت تعرف اسم البروفسور الفرنسي ديدييه راوول قبل كورونا. اليوم، صار شغل العالم الشاغل؛ فثمة من يشكك في منهجيته الطبية الساعية إلى إيجاد علاج لفيروس كورونا، بينما يرى فيه آخرون مخلص البشرية من جائحة عظمى.

"تلميذ سيء"
بحسب تقرير نشره موقع "فرانس 24"، ولد راوول في داكار في السنغال، في 13 مارس 1952، لأب طبيب في الجيش الفرنسي وأم ممرضة. وصف نفسه في مقابلة مع جريدة "لوموند" بأنه "تلميذ سيء" ترك المدرسة في عمر 17 عامًا، ليعمل مدة عامين على السفن التجارية في مرسيليا، حيث استقرت عائلته في عام 1961.

لكنه عاد واجتاز شهادة البكالوريا الأدبية من خلال طلب حر. وعلى الرغم من عدم حماسته للمجال العلمي في البداية، فقد تقدم للدخول إلى كلية الطب، لأن والده رفض تمويل دراسته في أي اختصاص آخر. وبالفعل، تمكن الطالب السيء من التخرج من الكلية حائزًا شهادة الدكتوراه.

تطول لائحة إنجازات راوول في المجال العلمي، ما مكنه من نيل جائزة "إنسيرم" الكبرى التي تُعطى لأشخاص حققوا نجاحات لافتة في البحوث الفرنسية في مجال الصحة.

سماهما باسمه
تركزت بحوثه بداية على نوع من البكتيريا يسمى "ريكتيسيا"، وأسس في عام 1983 فريقًا مخصصًا لدراسة هذه البكتيريا التي تسبب مرض التيفوس.

فك راوول شفرة الخريطة الجينية للبكتيريا التي تسبب داء "ويبل". وأطلق على البكتيرياتين "راوولتيلا بلانتيكولا" و"ريكتيسيا راوولتي" نسبة إلى اسمه راوول.

له أيضًا إنجازات نوعية في مجال الفيروسات؛ إذ تمكن فريقه من نشر عدد كبير من الدراسات حول أنواع جديدة من الفيروسات التي كانت مجهولة سابقًا.

في عام 2018، استفاد من المنح الحكومية المخصصة للبحوث العلمية لبناء معهد المستشفى - الجامعي للأمراض المعدية في مرسيليا، الذي يترأسه اليوم، حيث يقوم بتجاربه على مرضى الكورونا. وكان قد ترأس سابقا عددًا من الفرق العلمية المتخصصة في الأمراض المعدية.

معه وضده
وجّه راوول انتقادات كثيرة إلى الطريقة الحكومية المتبعة في مواجهة الوباء، معتبرًا أن الحجر الصحي هو من وسائل القرون الوسطى، مشددًا على ضرورة إجراء فحوصات مكثفة على الأراضي الفرنسية لاكتشاف الحالة المرضية لعزلها ومعالجتها، مستندًا إلى التجربة الكورية الجنوبية.

لكن منتقديه شككوا بمنهجيته العلمية، مشيرين إلى أن تجربته شملت 24 مريضًا فقط، وبالتالي فهي غير كافية لاستخلاص نتائج علمية ثابتة. كما يتهمونه بالسعي إلى الشهرة الإعلامية، فالتجارب العلمية بحسبهم لا تنشر في الصحف والأسبوعيات، بل في مجلات علمية متخصصة، بعد اتباع المسار العلمي المتخصص قبل النشر.

ففي معهد المستشفى - الجامعي للأمراض المعدية في مرسيليا، قام فريق راوول بتجربة على 24 شخصًا مصابين بفيروس كورونا مستخدمًا علاج الكلوروكين. وأتت النتائج إيجابية، حيث شفي 75 في المئة من المشاركين بهذه التجربة تمامًا، بعد 6 أيام من خضوعهم للعلاج.

رأت وزارة الصحة الفرنسية أن التجربة صغيرة لا يمكن الاعتماد عليها لوصف العلاج، فيما أشارت الهيئة العليا للصحة إلى أن استخدام الكلوروكين لعلاج الكورونا لا يزال غير مسموح به حتى الساعة إلا لعلاج الحالات الحرجة. كما لم تبد منظمة الصحة العالمية حماسة لاستخدام الكلوروكين، محذرة من آثاره الجانبية السلبية.

عرب مع راوول
ممن يتألف فريق ديدييه راوول؟. أظهرت تفاصيل زيارة الرئيس الفرنسي للبروفيسور في مستشفاه في مرسيليا وجود لبنانيين في فريق راوول.

كما نشرت القنصلية اللبنانية في مرسيليا فيديو أشارت فيه إلى أنّ فريق البروفيسور راوول البحثي في مواجهة كورونا يضمّ 14 لبنانيًا، هم طلاب الدكتوراه: أماندا شامية، رانيا فرانسيس، غبريال حداد، ريتا جعفر، ليندا أبو شقرا، ريم عبدالله، ريتا زغيب، أحمد إبراهيم، جولي درغام، وهيبة بدر، إليسا حمود، ريم إيوزة، حسين عناني وجمال سعد، إضافة إلى 3 طلاب متدربين في السنة الثانية من الدراسات العليا، هم: بيرلا أبو عتمة، محمد معتوق، ورولان عازوري. ولفتت القنصلية إلى أنّهم كانوا في المستشفى في أثناء استقبال ماكرون.

إلى جانب هؤلاء، ثمة أطباء من تونس والجزائر والمغرب والسنغال ومالي، إلى جانب متخصصين من جنسيات أخرى.