بتركه المنصب التشريعي الكبير الذي كان يشغله كرئيس لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، فإن علي لاريجاني ينتقل إلى مهمة جديدة أكثر قربا من صاحب القرار الأول والأخير في إيران.

وأعلن مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم الخميس، تعيين علي لاريجاني، مستشارا للمرشد وعضوا في مجمع تشخيص مصلحة النظام، وجاء قرار التعيين: "نظرا للتجارب المفيدة والقيمة التي اكتسبتموها خلال فترة تصديكم للمسؤوليات في البلاد وخاصة خلال ثلاث دورات في مجلس الشورى الإسلامي نعينكم مستشارا للقائد وعضوا في مجمع تشخيص مصلحة النظام"، ويعد مجمع تشخيص مصلحة النظام هو أحد أجهزة الحكم في إيران.

وانتخب مجلس الشورى الإيراني، اليوم الخميس، النائب محمد باقر قاليباف "رئيس بلدية طهران السابق" وهو من التيار المتشدد في النظام الإيراني، رئيسا للمجلس في دورته الجديدة، وذلك لعام واحد.

مسؤوليات عليا

وكان علي لاريجاني المولود في النجف، العام 1957، تولى مسؤوليات عليا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

حيث كان قائداً في الحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية. وعُين نائبا لوزير العمل والشؤون الاجتماعية في فترة 1981-1989. وفي عهد حكومة الرئيس أكبر هاشمي رفسنجاني تولى منصب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وفي عام 1994، ترأس هيئة الإذاعة والتلفزيون بعد ترشيحه من المرشد الأعلى علي خامنئي. وهناك حاول أن يحد من تأثير الثقافة الأجنبية على الشباب الإيراني عن طريق عدم إذاعة البرامج المستوردة. وفي أغسطس 2004 أصبح لاريجاني المستشار الأمني للمرشد الأعلى.

ترشيح للرئاسة

ثم ترشح لاريجاني لانتخابات الرئاسية عام 2005 وهو كان يعد من أبرز المرشحين من التيار المحافظين المعتدلين، وهو كان من مؤيدي الجمعية الإسلامية للمهندسين (ISE). وكان أن فاز الرئيس محمود أحمدي نجاد في تلك الانتخابات وحل لاريجاني فيها المرتبة السادسة، متحصلًا على 5.94 في المائة من الأصوات.

بعد فوز أحمدي نجاد أصبح لاريجاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي. ليحل محل حسن روحاني. وهو كان يشرف على المفاوضات، حول القضايا الرئيسية للسياسة الخارجية وأبرزها البرنامج النووي الإيراني.

وأدار لأشهر المفاوضات على درجة كبيرة من الحساسية مع خافيير سولانا، الذي كان ممثل الاتحاد الأوروبي حينها. لكن في خريف 2007، قدم لاريجاني استقالته من هذا المنصب.

وفي مارس 2008 ترشح في الانتخابات البرلمانية، وفاز عن دائرة قم. وفي مايو 2008، انتخب لرئاسة البرلمان. ثم أعيد انتخابه لرئاسة البرلمان في الدورة المقبلة عام 2012.

وفی عام 2016 وافق المجلس مرة ثانية لإعادة انتخابه للرئاسة بعد حصوله على معظم أصوات النواب. وحصل لاريجاني على 173 صوتا من أصل 281 نائبا، شاركوا في عملية الاقتراع.

ثقل ديني وسياسي

يذكر أن لاريجاني ينتمي إلى عائلة التي لها ثقلها السياسي والديني في إيران، فشقيقه صادق هو الرئيس السابق للسلطة القضائية في إيران، وشقيقه الأكبر محمد جواد يشغل منصب أمين عام لجنة حقوق الإنسان، وشقيقه الثالث الدكتور باقر، يشغل منصب رئيس وحدة أبحاث الغدد الصماء، فيما يعمل شقيقه الرابع فاضل موظف في وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية.

وكان لاريجاني تزوج ابنة آية الله مرتضى مطهري، وأصبح لديهما أربعة أولاد وهم فاطمة (مواليد 1980) وسارة (مواليد 1983)، مرتضى (مواليد 1984) ومحمد رضا (ولد في 1989).

ولاريجاني مولود في مدينة النجف العراقية، لعائلة متدينة تنحدر أصولها من مدينة بهشهر في إقليم مازندران، وكان والده آية الله ميرزا هاشم عاملي من رجال الدين ومدرساً في الحوزة العلمية.

وانتقل والده إلى النجف عام 1931 بسبب ضغوط رضا بهلوي على علماء الدين، فبقي هناك لثلاثة عقود، ولهذا وُلد جميع أبنائه هناك، ثم عاد إلى إيران عام 1961، أما والدة علي لاريجاني فهي كانت بنت أحد المجتهدين، وهو آية اللـه سيد محسن أشرفي في مدينة بهشهر.