إسماعيل دبارة من تونس: بررت قوات المشير خليفة حفتر تراجعها خارج العاصمة الليبية طرابلس بعد هجوم معاكس من قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، بالتأكيد على أن الأمر يتعلّق بـ"إعادة تمركز" وليس بتراجع، مشددة في ذات الوقت على أنّ انسحابها يمثل "مباردة انسانية"، وأن القتال سيُستأنف في حال عدم التزام الطرف الآخر.
ويأتي هذا الموقف بعد موافقة طرفي النزاع في ليبيا على استئناف حوار اللجنة العسكريّة الذي دعت إليه الأمم المتحدة.
ويأتي موقف قوات حفتر كذلك بعد ساعات من إعلان حكومة الوفاق الوطني سيطرتها الكاملة على الحدود الإدارية لطرابلس وطرد قوات المشير حفتر خارجها، ما ينهي عاما كاملا من عملية عسكرية كانت تهدف إلى اقتحام العاصمة وطرد الجماعات المسلحة منها.
وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في حال من الفوضى، وتتنافس فيها سلطتان، هما حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في طرابلس والمعترف بها من الأمم المتحدة، وحكومة موازية في الشرق يسيطر عليها المشير خليفة حفتر.
وقال اللواء أحمد المسماري، المتحدّث باسم قوّات حفتر في بيان الخميس اطلعت "إيلاف" على نسخة منه: "نُعلن إعادة تمركز وحداتنا خارج طرابلس، مع شرط التزام الطرف الآخر بوقف إطلاق النار، وفي حال عدم التزامه، فإنّ القيادة العامة ستقوم باستئناف العمليات وتعلّق مشاركتها في لجنة وقف إطلاق النار".
وأكد المسماري في ذات البيان الذي نشر على منصات التواصل الاجتماعي أنّ القرار جاء "بناءً على موافقة القيادة العامة للقوات المسلحة على استئناف مشاركتها في لجنة وقف إطلاق النار (5+5) التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وكمبادرة إنسانيّة، وحقناً لدماء الشعب الليبي" ومنعًا "للاستهداف العشوائي للمدنيّين في طرابلس من قبل مليشيات الوفاق".
ورحّبت الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي بقبول طرفَي النزاع في ليبيا باستئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار، بعد توقّفها أكثر من ثلاثة أشهر.
واللجنة العسكرية المشتركة 5+5 (5 أعضاء من قوات المشير حفتر و5 أعضاء من قوات حكومة الوفاق) أقرّت ضمن حوار جنيف في فبراير الماضي هدف الوصول إلى "وقف إطلاق نار دائم".
والمسار العسكري واحد من ثلاثة مسارات، إلى جانب المسارين السياسي والاقتصادي، يتوجّب اتّباعها لاستكمال مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا لحلّ الأزمة، إلا أنّ اللجنة العسكرية علّقت أعمالها عقب جولتَي محادثات بسبب خلافات، من ناحية، وبسبب تصعيد عسكري أفشل المحادثات.
وتغيّرت موازين القوى منذ أشهر في ليبيا، خاصة بعد أن أطلقت حكومة الوفاق ومقرها طرابلس عمليّة "عاصفة السلام" مدعومة بطائرات تركيّة مسيّرة، نهاية مارس الماضي، ونجحت قوات الوفاق في استعادة السيطرة على قاعدة "الوطية" الجوّية الاستراتيجيّة والتي تقع على بعد 140 كلم جنوب غرب طرابلس.
وسبق ذلك استعادة مدن الساحل الغربي بالكامل، في هجوم خاطف مدعوم من الطيران التركي المسيّر، لتكون المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس غرباً وصولاً إلى معبر راس جدير الحدودي مع تونس، تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني.
التعليقات