إيلاف: مع انطلاق الجولة الأولى للحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي في بغداد المقررة اليوم للاتفاق على شكل وطبيعة علاقات البلدين خلال المرحلة المقبلة ومناقشة مصير القوات الأميركية في العراق فقد أعلنت واحدة من أعتى الميليشيات العراقية الطائفية الموالية لإيران إغلاق مقارها في محافظات البلاد.

وأعلنت ميليشيا عصائب أهل الحق بزعامة الشيخ قيس الخزعلي الموالية لإيران، والمتهمة بالمشاركة في قتل متظاهري الاحتجاجات الشعبية واختطاف الناشطين فيها، اليوم، إغلاق جميع مقارها في محافظات الوسط والجنوب، بسبب ما قالت إنها أجندات ومشاريع أجنبية تستهدف حرق مقار الميليشيات، التي كانت تعرّضت للحرق، خلال تظاهرات الاحتجاج التي تشهدها تلك المحافظات، والتي انطلقت في الأول من أكتوبر عام 2019.

قالت العصائب، في بيان وقعه أمينها العام الخزعلي، وحصلت "إيلاف" على نسخة منه، "نظرًا إلى تطورات الوضع الصحي في زيادة انتشار وباء كورونا مضافًا إلى تطورات الوضع السياسي ووجود معلومات عن أجندات ومشاريع أجنبية بتعاون بعض الجهات الرسمية والشخصيات السياسية المحلية تستهدف إعادة تأجيج مشروع الفتنة خلال الفترة المقبلة من خلال حرق مقار الفصائل والجهات التي أفشلت مشروع داعش وجرّها إلى العنف وإراقة الدماء لإيجاد الاقتتال الداخلي، ومن ثم العمل على محاولة تجريمها واستهدافها، وكل ذلك من أجل إفراغ الساحة من الوجود الوطني المدافع عن السيادة والمناهض للوجود الأجنبي، خصوصًا مع اقتراب موعد التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل إخراج قواتها من أرضنا الطاهرة".

أضافت إنه "من أجل ذلك كله قررنا إغلاق مكاتب الحركة في كل محافظات الوسط والجنوب من تاريخ هذا القرار وإلى إشعار آخر مع التأكيد على أبناء الحركة وتنظيماتها الجماهيرية بالاستمرار في نشاطهم وتقديم ما يستطيعون من خدمة إلى أبناء شعبهم خصوصًا في الظروف الخاصة التي نمر بها، وذلك من خلال إيجاد البدائل والتواجد الميداني مع الناس والعمل على قضاء حوائجهم".

بيان ميليشيا عصائب أهل الحق عن إغلاق مقارها في المحافظات العراقية

يشار إلى أن حركة عصائب أهل الحق التي انبثقت عام 2006 بعدما انفصل زعيمها الخزعلي عن التيار الصدري وجيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر لها حوالى ألف مسلح وكتلة برلمانية باسم "صادقون"، وترتبط فكريًا بولاية الفقيه الخمينية، وتتلقى من إيران دعمًا ماليًا وتسليحيًا، ولها وزير في الحكومة الحالية، هو حسن ناظم وزير الثقافة والسياحة والآثار.

تعتبر العصائب واحدة من أشرس الميليشيات العراقية الموالية لإيران والمتهمة بقتل واغتيال واختطاف وتعذيب الناشطين العراقيين خاصة أولئك الذين يفصحون أو يرفعون شعارات تطالب بالتخلص من الهيمنة الإيرانية على العراق.

وكانت السلطات العراقية قد ألزمت في الرابع من الشهر الحالي ميليشيات الحشد الشعبي وخاصة الموالية لإيران والتابعة لمرجعية علي خامنئي بإنهاء ارتباطاتها السياسية والحزبية مع القوى والأحزاب السياسية، وذلك بعد أسابيع من فك ارتباط الفصائل الأخرى التابعة لمرجعية المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني في النجف بهيئة الحشد والحاقها بالقوات المسلحة النظامية.

كما تم التشديد على "منع أي نشاط خارج إطار عمل الهيئة باعتبارها تشكيلًا عسكريًا مستقلًا وجزءًا من القوات المسلحة العراقية المرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي.. وحملت "أي منتسب مخالف والتشكيل المنتسب له المسؤولية القانونية عن مخالفتها حيث ستقوم مديرية أمن الحشد بمتابعة أي مخالفات لذلك".

جولة الحوار الأولى للحوار العراقي الأميركي تركز على المبادئ الأساسية
تنطلق في بغداد اليوم الأربعاء الجولة الأولى للحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي، حيث تستهدف الاتفاق على شكل وطبيعة علاقات البلدين خلال المرحلة المقبلة ومناقشة مصير القوات الأميركية في العراق.

يضم وفدا البلدين في الحوار الذي سيجري اليوم وغدًا الخميس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب وباء كورونا مسؤولين عن مختلف القطاعات في البلدين، حيث يتكون الوفد العراقي من 21 عضوًا، يمثلون وزارات النفط والدفاع والداخلية والمالية والتعليم والصحة والبنك المركزي، يقودهم خمسة مفاوضين، هم: عبد الكريم هاشم مستشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للعلاقات الخارجية رئيسًا وحارث حسن مساعدًا له، إضافة إلى لقمان الفيلي وفريد ياسين وحامد خلف.

أما الفريق الأميركي المفاوض فيضم كلًا من ديڤيد هَيْل نائب وزير الخارجية وديڤد شنكر مساعد الوزير وفرانسس فانون مساعد الوزير وجوِي هود نائب مساعد الوزير وديڤيد كوپلي نائب مساعد الوزير وماثيو تولر السفير الأميركي في العراق.

ومن المنتظر أن يتناول الحوار الاستراتيجي مصير اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008، والتي مهدت لخروج القوات الأميركية من العراق في نهاية عام 2011 بعد ثماني سنوات من الاحتلال، كما رسمت طبيعة العلاقات بين البلدين سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وتعليميًا وعلميًا وأمنيًا، بهدف التغلب على التحديات التي تواجهها علاقات البلدين، إضافة إلى مصير القوات الأميركية في العراق، حيث تضغط إيران على حلفائها العراقيين للعمل على إخراجها من البلاد.

الكاظمي مجتمعًا مع السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر

وقد تم تقسيم فرق التفاوض العراقية الأميركية إلى ثلاث فئات فريق تفاوض سياسي وآخر تفاوض عسكري وثالث تفاوض اقتصادي من أجل تحقيق توازن بين قوتين المتنافستين الولايات المتحدة وإيران وإبعاد جعل العراق ساحة للنزاع بينهما.

وكان البرلمان العراقي قد صوّت في الخامس من ينايرالماضي على قرار يطالب بموجبه الحكومة بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وذلك بعد يومين من اغتيال طائرة أميركية مسيّرة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد.

وتشير مصادر عراقية إلى أن إيران ووكلاءها في العراق يترقبون نتائج الحوار وما سيتمخض عنه، خاصة وأن لطهران دورًا كبيرًا في التأثير على الجانب العراقي من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تمر به من اضطرابات اقتصادية أنهكتها بشكل كبير وأسهمت في موجة احتجاجات كبيرة في الداخل، فضلًا عن تقليص نفوذها في الخارج.