إيلاف: فيما ينطلق الحوار الاستراتيجي العراقي الاميركي في وقت لاحق اليوم للاتفاق على شكل العلاقة بين البلدين في مختلف المجالات فقد اطلقت واشنطن تهديدات بعقوبات قاسية ضد الميليشيات العراقية الموالية لايران، بينما حذر العامري وفد بلاده في الحوار من عدم الاتفاق على سحب القوات الاميركية.

وحذرت الولايات المتحدة شخصيات وميليشيات مسلحة عراقية توصف بأنها أذرع ايران في البلاد من تهديد العملية السياسية مؤكدة انها ستعمل على تصنيفهم مجموعات ارهابية كأذرع مسلحة لإيران و ستمارس ضغطا سياسيا على بغداد حتى تنهي تأثيرهم السلبي على العراق خدمة لطهران.

اعتبار الميليشيات العراقية إرهابية
فقد اوصت لجنة الدراسات التابعة للحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي، بإدراج تلك الميليشيات في قائمة الجماعات الإرهابية، وذلك ضمن تقرير مطول حول أنشطة الجهات والشخصيات المتورطة في تمرير أجندة الحرس الثوري الإيراني في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن.

وقال التقرير الذي كشفت تفاصيله الخميس قناة "الحرة عراق" الممولة من وزارة الخارجية الاميركية وتابعته "إيلاف" إن الحرس الثوري قد أنشأ، ودرب، وأدار مجموعات مثل منظمة بدر -أقدم منظمة إيرانية في العراق- والتي حاربت بجانب إيران في الحرب العراقية الإيرانية.

أضاف التقرير أن زعيم منظمة بدر، هادي العامري، قد تورط في هجوم إرهابي على السفارة الأميركية في بغداد في ديسمبر 2019. وأوضح أنه منذ ظهور داعش في العراق عام 2014، منحت وزارة الخارجية الأميركية العراق نحو 1.2 مليار دولار كمساعدات عسكرية، إضافة الى 4.2 ملايين دولار لتدريب القوات العراقية كما قدمت وزارة الدفاع الأميركية 4 مليارات دولار للقوات العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش.

وخلال معظم تلك الفترة كانت وزارة الداخلية العراقية تحت سيطرة منظمة بدر - التي تعمل بالوكالة لإيران - من خلال وزير الداخلية آنذاك قاسم الأعرجي. وعلى الرغم من أن المنظمة لم تعد رسميا تدير وزارة الداخلية، فإنها لا تزال تمارس دورا رئيسا فيها، إذ إن قيادات الشرطة الاتحادية هم ناشطون في منظمة بدر.

ميليشيات عراقية هددت بمواجهة الولايات المتحدة
ولفت التقرير إلى أنه رغم إدراج العديد من الجماعات الإيرانية في قائمة الإرهاب، مثل فاطميين، وزينبيين، والنجباء، وعصائب أهل الحق، فإن العديد من الحركات التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني، لم يتم تصنيفها بعد.

وأوصى التقرير الكونغرس بضرورة تصنيف كل من منظمة بدر، والعامري في قائمة الإرهاب، بجانب الميليشيات الإيرانية الأخرى في العراق، مثل كتائب الإمام علي، وسرايا الخراساني، وكتائب سيد الشهداء، ولواء أبو الفضل العباس، وحركة الأوفياء، وحركة جند الإسلام، وسرايا عاشوراء.

العامري والخزعلي يقودان الاعتصام أمام السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد

ولفت إلى أن هذه الميليشيات لم تكن المجموعات الإيرانية الوحيدة التي وقعت على بيان في أبريل 2020، يتعهد بمواجهة الولايات المتحدة. وشدد التقرير على الكونغرس بضرورة طلب تقرير سنوي من وزارة الخارجية الأميركية، عن الكيانات الجديدة التي تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني في العراق.

عدد مسلحي ميليشيات العراق وسوريا المدعومة ايرانيًا يبلغ 100 الف
كما نصحت اللجنة الكونغرس بطلب تقرير آخر عن التهديدات طويلة المدى، التي تمثلها قوات الحشد الشعبي وبقية الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، والتي تحارب ضد داعش.

وأوضح التقرير أن عدد عناصر الميليشيات المدعومة من إيران في كل من سوريا والعراق، يصل إلى 100 ألف عنصر، في حين أن تعداد مقاتلي داعش في ذروته لم يتخط حاجز الـ 33 ألف مقاتل، بحسب البنتاغون.

وقالت اللجنة إنه يتوجب على التقرير المقدم للكونغرس أن يتضمن الآتي: عدد الميليشيات المدعومة من إيران والتي استفادت من الدعم الأميركي الأمني، وأي ميليشيات تهدد الولايات المتحدة أو تعمل مع منظمات إرهابية أخرى.

علاقة الحشد الشعبي بالميليشيات الارهابية
كما اكدت اللجنة على ضرورة وضع التهديدات طويلة المدى التي قد تنجم عن إستراتيجية العمل مع إيران من أجل مكافحة تنظيم داعش، بجانب الكشف عن الاتصالات بين الحشد الشعبي وبقية المجموعات الإرهابية والجماعات التابعة لإيران، والخطر الذي يمثله الحشد الشعبي على الأمن القومي الأميركي، وإسرائيل، وإقليم كردستان، والسعودية، والأردن، وتركيا، ومصر، وباقي الشركاء في المنطقة.

العامري يحذر وفد بلاده من عدم جدولة الانسحاب الاميركي
واليوم حذر رئيس تحالف الفتح زعيم منظمة بدر وميليشياتها هادي العامري، الوفد العراقي المفاوض من عدم الاتفاق على إنسحاب القوات الأميركية من البلاد.

وقال العامري في بيان وجهه الى الوفد العراقي المفاوض مع نظيره الاميركي وتابعته "إيلاف" اننا "نهيب بأعضاء الوفد العراقي المفاوض بان يضعوا نصب اعينهم تنفيذ قرار مجلس النواب العراقي في الخامس من يناير الماضي القاضي بخروج القوات الاجنبية من العراق وتحقيق السيادة الوطنية الكاملة.

واضاف العامري "كما ان تفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي في الجوانب التي تخدم الواقع العراقي وفقا للقانون والدستور أمر مطلوب وانتم أمام مقطع تاريخي يسجل المفاوض العراقي الوطني والشجاع فيه إنجازاً شعبياً وقراراً وطنياً وأي تهاون او تلكؤ او إخفاق سيسجل وصمة خيبة وانتكاسة في تاريخ الوفد وتاريخ العراق تتحملون مسؤوليته وننتظر منكم "اطلاق بشرى اعلان انتهاء مهام قوات التحالف وتحديد جدول لخروجها".

ومن المنتظر أن يتناول الحوار الاستراتيجي مصير اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008 والتي مهدت لخروج القوات الأميركية من العراق في نهاية عام 2011 بعد ثماني سنوات من الاحتلال، كما رسمت طبيعة العلاقات بين البلدين سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا وعلميا وأمنيا بهدف التغلب على التحديات التي تواجهها علاقات البلدين اضافة الى مصير القوات الأميركية في العراق، حيث تضغط إيران على حلفائها العراقيين للعمل على إخراجها من البلاد.