واشنطن: ندّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالقرار الذي أصدرته حكومة هونغ كونغ الإثنين، وأمرت بموجبه مدارس المدينة بتنقيح أو إزالة أيّ كتاب مدرسي يمكن أن ينتهك مضمونه قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين في الأسبوع الماضي على المستعمرة البريطانية السابقة.

قال بومبيو في بيان "في حين لم يجفّ بعد الحبر الذي كتب به قانون الأمن القومي القمعي، فإنّ السلطات المحليّة - وفي إجراء أورويلّي - بدأت (...) بإزالة الكتب التي تنتقد الحزب الشيوعي الصيني من رفوف المكتبات العامّة، وبحظر الشعارات السياسية، وهي تطلب الآن من المدارس فرض الرقابة". أضاف أنّ "الحزب الشيوعي الصيني ماضٍ في تدميره لهونغ كونغ حرّة".

واعتبر الوزير الأميركي أنّ هذه الإجراءات تندرج في إطار "هجمات على حقوق شعب هونغ كونغ وحرياته". وكانت حكومة هونغ كونغ أمرت الإثنين المدارس بالاستغناء عن أي كتاب قد ينتهك مضمونه قانون الأمن القومي المثير للجدل الذي فرضته بكين على المستعمرة البريطانية السابقة.

قال مكتب التعليم "وفقًا للأنواع الأربعة من الجرائم المنصوص عليها بوضوح في القانون، يتعيّن على إدارات المدارس والمعلمين مراجعة مواد التدريس والتعليم في الوقت المناسب، ويشمل ذلك الكتب". وأضاف المكتب "إذا عثروا على محتوى قديم أو محتوى قد يتعلّق بالجرائم الأربعة المذكورة فعليهم إزالته".

أصدرت الصين في الأسبوع الماضي قانونًا للأمن القومي يعاقب على أربع جرائم هي التخريب والانفصال والإرهاب والتواطؤ مع قوى أجنبية. وأعلنت السلطات أن الآراء السياسية التي تتبنى الاستقلال أو الحكم الذاتي ستعتبر غير قانونية بموجب القانون الجديد.

وحذّرت مجموعات حقوقية وخبراء قانونيون من أن الصياغة الفضفاضة للقانون سيكون لها تأثير مرعب على الحريات السياسية في المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي.

أتى قرار حكومة هونغ كونغ بعد يومين من إعلان مكتبات هونغ كونغ أنها سحبت كتبًا يُعتقد أنها تنتهك القانون وذلك من أجل مراجعتها.

بين الكتب التي تمّ سحبها كتاب للناشط البارز جوشوا وونغ وآخر كتبته النائبة المؤيدة للديموقراطية تانيا تشان والعديد من الكتب التي كتبها تشين وان، وهو عالم يعتبر عرّاب حركة "محليّة" التي تدعو إلى منح المدينة مزيدًا من هامش تقرير المصير.

وفي هونغ كونغ بعض من أفضل جامعات آسيا، ولا تزال ممكنة فيها مناقشة موضوعات تعدّ محظورة في البرّ الرئيس والكتابة عنها.

لكنّ بكين أوضحت أنّها تريد أن يصبح التعليم في المدينة أكثر "وطنية" بعد عام من الاحتجاجات الحاشدة التي قادها الشباب إلى حدّ كبير، وتخللت العديد منها أحداث عنف وشغب.