لندن: كشف الكاظمي اليوم عن اعداد حكومته لخطة اصلاح للتحرر من عبودية النفط، مشيرا الى ان الاعتماد عليه كان فاشلا ووضع الدولة بإحراج دائم مشددا على انه واثق من الانتصار على الفساد

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الثلاثاء خلال زيارة تفقدية الى مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) أن حكومته لديها "خطة لإصلاح النظام المالي والإداري للتحرر من عبودية النفط".. مشددا على "أن الاعتماد على النفط كان تجربة فاشلة ووضع الدولة بإحراج دائم".

وأضاف الكاظمي أن "العراق إلى هذه اللحظة يعتمد على النفط بنسبة 95 % وهذا انعكس على توفير السيولة عندما تعرضت أسعار النفط للانهيار". واشار الى ان لديه خطة إصلاحية لتعظيم موارد الدولة، كما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية في تصريحات تابعتها "إيلاف".

وقال "لدينا خطة إصلاحية حكومية وهي خطة الورقة البيضاء لإصلاح النظام المالي والإداري في العراق للتحرر من عبودية النفط".. مبينا أن "القطاع الخاص ومن بينه الزراعة يجب أن يأخذ دوره في بناء العلاقة الاقتصادية المالية في العراق والعلاقة مع المجتمع وبناء فرص عمل للمواطن، موضحا أن أحد معامل القطاع الخاص في كربلاء يضم أكثر من 1000 مواطن".

وأشار الكاظمي إلى أن "سوء الإدارة هو نوع من الفسادحيث إن وضع شخص بموقع غير قادر على إدارته يؤدي للفساد وسوء الإدارة".. موضحا أن "الفساد تحد ونحن جادون بمحاربة الفساد عن طريق سحب الإجازات الاستثمارية التي حصل عليها البعض منذ سنين طويلة ويتاجر بها".

وزاد أن "المتاجرة بإجازة الاستثمار لا تمثل استثمارا حقيقيا إنما هو لعب على الدولة وعلى حقوق وأموال المواطنين".. مؤكدا أن "المستثمر الجاد سيلاقي الدعم والحماية من الحكومة وغير الجاد سيتم سحب الإجازة منه".

كما افتتح الكاظمي في كربلاء مستشفى الامام الحسن وكذلك مشروع دوار الامام الحسين للاسهام بفك الاختناقات المرورية أثناء المناسبات الدينية في كربلاء واشار إلى أن"الكثير من المشاريع تلكأت بسبب الفساد الإداري والمالي وسوء الإدارة".. لافتاً إلى أنه"من الخطأ اعتماد الدولة على مورد النفط فقط ويجب تفعيل القطاعات الأخرى".

وبالنسبة للمشاريع المتلكئة في كربلاء وجه الكاظمي محافظها بجرد جميع المشاريع المتلكئة التي وصلت إلى نسب إنجاز عالية لتركز الحكومة عليها وتتلافى اندثارها من خلال توفير الدعم المالي لها .. لافتا إلى أن "الحكومة لديها اهتمام بالزراعة وتحاول توفير السيولة المالية لدفع مستحقات الفلاحين كاملة غير منقوصة قريبا".

الكاظمي واثق من الانتصار على الفساد

وعقب انتهاء زيارته الى كربلاء كتب الكاظمي تغريدة على تويتر اطلعت عليها "إيلاف"، قال فيها "تشرفتُ بلقاء أهلي في كربلاء المقدسة و زيارة مرقد الامام الحسين واخيه العباس (عليهما السلام). وافتتحنا مشاريع استراتيجية ستخدم المدينة. امتناني وعرفاني للكربلائيين المخلصين الذين حملوني محبة وترحيباً أضاف مسؤولية على عاتقي. شعبنا سينتصر على الفساد والتبديد".

يشار الى ان العراق قد خسر إيرادات مالية بقيمة 11 مليار دولار خلال الثلث الاول من العام الحالي جراء انهيار أسعار بيع النفط في الأسواق العالمية مقارنة مع الأسعار التي كانت سائدة في الفترة نفسها من العام الماضي.

وفي مايو الماضي قالت شركة سومو الوطنية المتخصصة ببيع النفط (حكومية) بالتزامن مع تسجيل أسعار الخام تراجعات حادة نتيجة تخمة المعروض التي تسبب بها تفشي جائحة كورونا عالميا إن "العراق باع خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي 2020 ما يقرب من 409.96 ملايين برميل نفط بمعدل سعر 38 دولارا، بإجمالي إيرادات 15.39 مليار دولار".

وكان العراق باع خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الماضي كميات من النفط بلغت 423.28 مليون برميل بمعدل سعر بلغ 62 دولارا وبإيرادات بلغت 26.27 مليار دولار.

وصادرات العراق النفطية تشكل 98 بالمئة من تدفقات العملة الأجنبية إلى البلاد حيث تشكل مبيعات النفط 45 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي و93 بالمئة من إيرادات الموازنة العامة للبلاد، الامر الذي وضع الحكومة في وضع حرج تواجه فيه صعوبات في استمرار الانفاق العام وفي مقدمتها دفع الرواتب الشهرية لحوالي 6 ملايين ونصف المليون موظف حكومي ومتقاعد، الامر الذي دفعه الى التوجه لاقتراض 5 مليارات دولار من الخارج.