"إيلاف" من لندن: تواجه السلطة الفلسطينية جائحة كورونا بإمكاناتها المتواضعة، وتحاول أن تحسّن الأوضاع الداخلية، إلا أن الوضعين الإقليمي والدولي لا يساعدان في نهوض الاقتصاد الفلسطيني الذي يقف على حافة الانهيار.

في هذا الإطار، لفت مسؤول فلسطيني كبير إلى حدة الانقسام الفلسطيني الداخلي، وإلى هجوم حركتي حماس والجهاد الإسلامي اليومي في وسائل إعلامهما على السلطة الفلسطينية، يتهمانها بالتقصير في مواجهة كورونا والتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي.

بالإمكانات المتوافرة
أضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ "إيلاف" أن الحكومة الفلسطينية تحاول، في ظل الأوضاع السائدة وبالإمكانات المتوافرة لديها، مواجهة كورونا من ناحية والاحتلال والوضع الاقتصادي شبه المنهار وعزوف الدول الأوروبية عن المساعدة والقطيعة مع الولايات المتحدة من ناحية أخرى، إضافة إلى رفض الدول العربية تقديم القروض أو المعونات في هذه المرحلة القاسية.

وتحاول السلطة الفلسطينية الوقوف على قدميها وإنعاش اقتصادها من خلال دعم المنتج المحلي والحصول على القروض من البنوك والشركات الكبيرة لتسيير الأمور.

الجدير ذكره في هذا السياق هو أن السلطة الفلسطينية أجّلت دفع رواتب العمال والموظفين، إضافة إلى استمرارها في رفض تلقي الأموال من إسرائيل، وهي عائدات الضرائب المستحقة للفلسطينيين، بسبب التعنت الإسرائيلي في الإصرار على إجراء مراسم تسليم وتوقيع رسمية ومتلفزة، الأمر الذي ترفضه السلطة التي أعلنت عن قطعها الاتصالات مع إسرائيل في حينه بسبب خطة الضم الإسرائيلية لأراض فلسطينية في الضفة الغربية.

حماس تنتظر انهيار السلطة
يُذكر أن موجة كورونا الثانية داهمت المناطق الفلسطينية في خضم الحديث عن خطة الضم الإسرائيلية والتي لم تنفذ حتى اللحظة. وقد اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العدول عنها ربما مؤقتًا رضوخًا للضغط الأميركي وليس حبًا في الفلسطينيين، بحسب المسؤول نفسه، أي بسبب الوضاع الداخلية في الولايات المتحدة ووضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب غير الواضح في السباق الرئاسي.

ولفت المسؤول إلى أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تتحدثان عن المصالحة وتعلنان عن مهرجانات مشتركة مع حركة فتح لمواجهة الضم في غزة من جهة، ثم تهاجمان حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى. أضاف المسؤول أن ثمة مؤشرات توافرت للأمن الفلسطيني تفيد بأن حماس تنتظر الأزمة المقبلة وانهيار السلطة الفلسطينية كي تستولى على الضفة الغربية بمساعدة إيران ومحور ما يسمى "المقاومة".

تجدر الإشارة هنا إلى أن مكتب الرئاسة الفلسطيني محمود عباس نفى ما نُشر في بيان لخليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عن نية الرئيس الفلسطيني إلقاء خطاب متلفز في مهرجان تنظمه حماس بغزة خلال الفترة المقبلة، إلى جانب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وقادة فصائل فلسطينية أخرى.