بدأ تعميم وضع الكمامات وفحص القادمين من الخارج في سياق مكافحة كورونا في أوروبا حيث أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من تفشي الوباء من جديد في دول عدة.

كوبنهاغن: أعلن مسؤولون بلجيكيون وفاة طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات جراء إصابتها بفيروس كورونا المستجد، ما يجعل منها أصغر ضحية لهذا المرض في هذه الدولة التي تشهد ارتفاعًا في الإصابات (64847 إصابة).

في بريطانيا، دخل قرار وضع الكمامات في المتاجر والأسواق حيز التنفيذ. ويطبق الأمر نفسه على متاجر فيينا، وأيضًا في مراكز البريد والبنوك والمراكز الطبية.

على الرغم من الصعوبة التي قد يواجهها أناس لفهم بعضهم في ظل تكميم الأفواه، لكن "علينا وضع الكمامة لنحمي أنفسنا ونحمي الآخرين"، وفق إلينا أكتاس، موظفة مكتب البريد في فيينا.

واعتبر اندرياس بوشنرايث، الذي كان يتسوّق في متجر، أنّه كان الأجدر اتخاذ القرار منذ رفع الحظر في البلاد. وقال لفرانس برس: "كان ما جرى خاطئًا".

باعث للقلق

الجمعة، دعا المكتب الأوروبي في منظمة الصحة العالمية الدول الأوروبية إلى أن تبقى متجاوبة وترفع القيود "بحذر"، وأن تعيدها إذا استوجب الأمر.

وقالت متحدثة باسم المكتب لفرانس برس إن "الارتفاع الجديد في إصابات كورونا في بعض الدول عقب تخفيف إجراءات التباعد هو بلا أدنى شك باعث للقلق".

وسجّلت أوروبا إلى يوم الجمعة 207,118 وفاة من أصل أكثر من 3 ملايين إصابة في الإجمال، بحسب تعداد وضعته فرانس برس. وعززت عدة دول أوروبية الفحوص التي يخضع لها القادمون.

وقررت ألمانيا اقتراح فحوص مجانية على المسافرين العائدين إلى البلاد، فيما أقرّت فرنسا إلزامية الفحوص على المسافرين الآتين من 16 دولة، بينها الولايات المتحدة والجزائر. ودعا رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس مواطنيه إلى "تجنب" السفر إلى كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، فيما أعادت النروج فرض قيود على المسافرين الآتين من إسبانيا حيث يتسع نطاق تفشي الوباء مجددًا.

في خيام

في المحصلة، توفي 633,711 شخصًا في العالم، ولا يزال الوضع في القارة الأميركية مصدر قلق بالغ. وتخطى عدد الإصابات في الولايات المتحدة أربعة ملايين الخميس، وسجّلت البلاد 1225 وفاة الجمعة. واعترف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي اتهم بإنكار خطورة الوضع لفترة طويلة مؤخرًا "بزيادة مقلقة في الإصابات" في جنوب البلاد وغربها، وهو ألغى مؤتمر الجمهوريين الذي كان مقررًا في فلوريدا في نهاية أغسطس لإعلانه رسميًا مرشحًا للحزب للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر.

في أميركا اللاتينية والكاريبي، تجاوز عدد الإصابات عتبة أربعة ملايين. وفي البرازيل وحدها بلغ عدد الإصابات أكثر من 2,2 مليون.
لكن هذا لم يمنع الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو المصاب بالفيروس من التجول الخميس على دراجة نارية والتحدث بلا كمامة مع عمال نظافة قرب مقرّه في برازيليا.

وبسبب الوباء، أعلنت بوليفيا تأجيل الانتخابات العامة المقررة في السادس من سبتمبر إلى 18 أكتوبر.

والوضع سيء جدًا في الإكوادور حيث بلغ النظام الصحي في أراكويبا، ثاني مدن البلاد، أقصى طاقته. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن مصابين بكورونا ينامون تحت خيام نصبت بالقرب من المستشفيات، بينما يمضي آخرون ليلتهم في سيارات متوقفة في أماكن قريبة على أمل الحصول على سرير وتلقي العلاج.

شبح الخوف

حذّر الصليب الأحمر الدولي من أن الحصيلة الاقتصادية المدمّرة للوباء قد تثير موجة هجرة جديدة فور إعادة فتح الحدود. فقال جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: "نرى بشكل متزايد التأثيرات على الوظائف والوضع الغذائي في العديد من البلدان".

في الهند، سجّلت 740 وفاة جديدة في 24 ساعة بحسب حصيلة جديدة الجمعة. ومع تجاوز الوفيات فيها 30 ألفًا، صارت الدولة السادسة بين الدول الاكثر تضررًا على هذا الصعيد، بعد الولايات المتحدة والبرازيل والمملكة المتحدة والمكسيك وإيطاليا، حسب تعداد لفرانس برس.

واختارت عدّة دول إعادة فرض عزل جزئي. ففي اليابان، دعي سكان طوكيو البالغ عددهم نحو عشرة ملايين إلى البقاء في منازلهم اعتبارًا من الخميس، اليوم الأول من عطلة نهاية أسبوع طويلة في اليابان.

في جنوب إفريقيا التي ستغلق مدارسها الحكومية من جديد شهرًا كاملًا، يوحي ارتفاع بنسبة ستين بالمئة في عدد الوفيات لأسباب طبيعية في الأسابيع الأخيرة بأن عدد الوفيات بكورونا أكبر كثيرًا مما تورده الإحصاءات الرسمية.

في دار رعاية المسنين "كاسا سيرينا" في جوهانسبورغ، العاصمة الاقتصادية للبلاد، توفي 14 من بين النزلاء الـ 64 بعد إصابتهم بكورونا، فيما يهمين شبح الخوف بين الأحياء. ويقول ماريو سيرا الذي يدير الدار: "كنا نتوقع وفاة أشخاص في فصل الشتاء كما في كل عام، لكن أعداد الموتى ارتفعت بشكل كبير".