القدس: أكد الجيش الإسرائيلي الإثنين أنه خاض "قتالا" على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان، مؤكدا أنه أحبط محاولة تسلل "خلية إرهابية" الى أراضي الدولة العبرية. لكن حزب الله الشيعي اللبناني نفى حصول اي محاولة تسلل وكذلك خوضه اي اشتباك على الحدود الجنوبية.

وأعلن الجيش إحباط "محاولة تسلل لخلية إرهابية" إلى أراضيه بعد تبادل لإطلاق النار في المنطقة وفرضه الإغلاق على طول الحدود عقب ما قال إنه "حادث أمني". وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس للصحافيين "نجحنا في إحباط محاولة تسلل لخلية إرهابية إلى إسرائيل". وبحسب كونريكوس فإن ثلاثة إلى خمسة مسلحين ببنادق عبروا الخط الأزرق الفاصل في منطقة جبل الروس المتنازع عليها.

ولفت كونريكوس إلى عدم ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف قواته. وقال "لقد تأكدنا من أن الإرهابيين فروا عائدين إلى لبنان".

"لعب بالنار"

وعلى اثر هذا التصعيد، اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حزب الله اللبناني "يلعب بالنار"، وقال في مؤتمر صحافي إن "حزب الله والحكومة اللبنانية مسؤولان عن أي هجوم مصدره الاراضي" اللبنانية، محذرا أن "حزب الله يلعب بالنار ورد فعلنا سيكون شديدا جدا".

وكان حزب الله نفى خوضه أي اشتباك مع الجانب الاسرائيلي عند الحدود الجنوبية للبنان، وكذلك التقارير الإعلامية عن إحباط محاولة تسلل لعناصره.

وقال في بيان "كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن احباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة (...) هو غير صحيح على الإطلاق"، مضيفاً "تؤكد المقاومة الإسلامية أنه لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفها في أحداث اليوم حتى الآن".

رد محتمل

ويأتي تبادل إطلاق النار الإثنين، في أعقاب تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رد محتمل لحزب الله بعد مقتل أحد مقاتليه في غارة جوية في سوريا ألقي باللوم فيها على إسرائيل. وضربت إسرائيل الجمعة أهدافا عسكرية في جنوب سوريا ردا على إطلاق نار من سوريا على أراضيها في وقت سابق من اليوم نفسه. وافادت قناة المنار التلفزيونية التابعة للحزب عن قصف مدفعي اسرائيلي استهدف لأكثر من ساعة منطقة كفرشوبا.

وأشار مراسل فرانس برس إلى قصف مدفعي إسرائيلي لتلال بلدة كفرشوبا اللبنانية بالقرب من موقع جبل الروس في مزارع شبعا المحتلة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان فوق المنطقة، وسمع دوي انفجارات كبيرة على جانبي الحدود. وسرعان ما فرض الجيش الإسرائيلي الإغلاق على طول الحدود الشمالية وأمر السكان بالبقاء في منازلهم بسبب ما وصفه بـ"حادث أمني" في مرتفعات الجولان المحتلة. وقال الجيش في بيان "عقب الحادث الأمني في منطقة جبل دوف (...) يُطلب من السكان البقاء في منازلهم. ممنوع أي نشاط في المناطق المفتوحة". وبحسب بيان الجيش، فإن القيود تنطبق على "سكان المنطقة على طول الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق" الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل.

ضبط النفس

وتنظر الأمم المتحدة إلى منطقة جبل الروس حيث وقع الاشتباك على أنها جزء من مرتفعات الجولان المحتلة. ودعت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان "يونيفيل" إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، مشيرة إلى توقف إطلاق النار. ويأتي هذا التصعيد بعد أن أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى على حدودها الشمالية، وإرسالها تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. كما أغلق الجيش طرقا عدة أمام حركة السير، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأحد في حديث لقناة الميادين إن "ما حصل في سوريا هو عدوان أدّى إلى استشهاد علي كامل محسن، ولا جواب حول الردّ بانتظار القادم من الأيام، وليحسب الإسرائيلي ما يشاء". وأكد قاسم أن "معادلة الردع قائمة مع إسرائيل، ولسنا بوارد تعديل هذه المعادلة، كما لا تغيير في قواعد الاشتباك، كما أن إسرائيل لم تخرج من لبنان إلا بالمقاومة، ومنع اعتداءاتها وخروقاتها لا يكون إلا بالقوة".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الأحد سقوط طائرة مسيّرة تابعة له في الأراضي اللبنانية.