إيلاف من لندن: فيما بدأت الحكومة العراقية خطوات جادة للكشف عن قتلة المتظاهرين وخاطفيهم فقد تم الاعلان الجمعة عن عدد المختطفين من النشطاء والاعلاميين، حيث أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن حكومته جادة بمتابعة ملفهم وحسمه.

ومضت 10 أشهر على غياب عشرات المتظاهرين الشباب من بينهم محامون وكتاب مشهورون دون معرفة مصيرهم حتى عندما توجه الكاظمي الذي كان يشغل منصب رئاسة جهاز المخابرات الثلاثاء الماضي إلى أبرز سجون العاصمة للتأكد من خلوها من معتقلي الرأي وانتفاضة أكتوبر العام الماضي.

وتعرضت المظاهرات الشعبية الكبرى التي انطلقت منذ تفجر الانتفاضة الشعبية آنذاك في العاصمة بغداد و9 محافظات وسطى وجنوبية هاتفة ضد الفساد والهيمنة الايرانية وداعية الى إقالة رئيس الحكومة السابقة عادل عبد المهدي إلى حملات قتل وقمع واختطاف طالت العشرات من المشاركين في الاحتجاجات على يد مسلحين ما زالوا مجهولين حتى اللحظة.

وأعلنت الحكومة العراقية رسمياً أمس أن عدد قتلى الاحتجاجات قد بلغ 560 شخصا من المتظاهرين والقوات الامنية.

والجمعة، اكد الكاظمي في تغريدة على "تويتر" ان عيد الاضحى الحالي مختلف عن السابق... مشدداً على التضامن للتأسيس لدولة تحكم بالعدل والمساواة. وقال "يحلّ عيد الأضحى هذا العام مختلفاً عن الأعوام الماضية ونحن نواجه تحديات كثيرة وتراكمات سنين ماضية".. مستدركاً بالقول "إلا أنه لا يسعنا الا أن نتضامن لنتخطى المحن والأزمات متطلعين لتأسيس دولة تحكم بالعدل والمساواة".

وختم الكاظمي تغريدته قائلا "ليكن العيد فسحة أمل بغد أفضل. كل عام واهلي وأبناء وطني العراقيين بألف خير".

53 مختطفا بينهم 5 مختطفات
واليوم، كشف عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي أن عدد المتظاهرين المغيبين الذين وثقتهم المفوضية بلغوا 53 شخصا من بينهم 5 مختطفات، أطلق سراح اثنتين منهن.

وأضاف البياتي أن المختطفين - وأغلبهم شباب - مغيبون ومصيرهم غير معروف حتى الآن، ولا أحد يعرف أين هم إذ تم اختطافهم من ساحات المظاهرات وخارجها.. منوها في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك الروسية بأن من أبرز المختطفين الذين ما زالت حملات المطالبة بإطلاق سراحهم مستمرة هم الكاتب البارز والإعلامي مسؤول المحافظات في جريدة "الصباح" شبه الرسمية توفيق التميمي الذي اختطف على يد مجهولين أثناء توجهه إلى عمله في فبراير الماضي.

كما اختطف الكاتب العراقي مازن لطيف مطلع الشهر نفسه في بغداد، والمحامي علي جاسب من محافظة ميسان جنوبي العراق، اضافة الى عشرات المتظاهرين والناشطين على يد مسلحين مجهولين تشير اصابع الاتهام الى انتمائهم الى المليشيات العراقية الموالية لايران منذ أكتوبر من العام الماضي.

الكاظمي: جادون بمتابعة ملف المختطفين
وضمن اهتمامه بملف المختطفين فقد استقبل الكاظمي بمكتبه الرسمي عائلة الصحافي توفيق التميمي حيث اكد أن حكومته تبذل قصارى جهدها لمتابعة قضية اختطافه وإنهاء معاناته وهي جادة أيضا بمتابعة ملف جميع المختطفين وحسمه.

واشار الى ان هذه الجرائم بدأت تعكّر صفو الأمن والاستقرار وتؤثر في المكاسب التي تحققها القوات الأمنية في ملاحقتها للإرهاب وبسط الأمن في عموم العراق.. مبينا أن الحكومة لن تدّخر جهداً في ملاحقة المجرمين والقتلة وتقديمهم الى العدالة كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

ومن جهتها، أعربت عائلة الصحافي توفيق التميمي عن تثمينها لاهتمام رئيس الوزراء بمتابعة هذا الملف وبما يعكس "حرصه على حماية حرية الرأي وأصحاب الكلمة الحرة".

ترهيب عائلات المختطفين
وكانت "ايلاف" قد اشارت في تقرير لها مؤخرا الى ان المليشيات تمعن في ابتكار أساليب لارهاب العراقيين وهذه المرة بإرسال صور مختطفين لديها إلى عائلاتهم وهم تحت التعذيب والدماء تنزف منهم.

فقد وثقت منظمات حقوقية عراقية ووسائل التواصل الاجتماعي ما أسمته بالاستخدام الجديد لترهيب المتظاهرين وعائلاتهم من خلال إرسال صورهم تحت التعذيب خلال اختطافهم.

وفي هذا الاطار، فقد ارسلت احدى المليشيات صورة المسعف إبراهيم حسين بعد اختطافه وتعذيبه إلى عائلته حيث ظهر معصوب العينين والدماء تنزف من وجهه. وعرف المختطف بأنه مسعف كان يعالج جرحى المتظاهرين المصابين باطلاقات أسلحة القوات الحكومية التي تستخدمها ضدهم.