إيلاف من بيروت: يقدم مصدر في المعارضة السورية رواية جديدة لانفجار بيروت، تختلف عما يتم تداوله إعلامياً حتى الآن حول مصدر شحنة نترات الأمونيوم التي رست في مرفأ بيروت وتسببت بانفجار ضخم لا تزال المدينة تحصي ضحاياه.

يقول مصدر في المعارضة السورية إن شـحنات الأمونيوم وصلت إلى لبنان في سياق الجهود لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان يواجه في العام 2013 ضغوطاً قوية، مع وصول طلائع قوات الثورة السورية إلى أبواب قصر المهاجرين. آنذاك، توجهت سفينتان كبيرتان محملتان بآلاف الأطنان من مادة نترات الأمونيوم، وأفرغتا حمولتهما الأولى في مرفأ اللاذقية والثانية في مرفأ بيروت، باعتبارهما نقاطاً خلفية بعيدة عن يد الثوار السوريين.

ويشرح المعارض أن الدافع لاستخدام هذه المادة اقتصادي بحت، إذ أنها زهيدة الثمن لكنها عظيمة الفعالية، فبالنسبة لروسيا، كلفة صواريخ الطائرات المطلوب إلقاؤها لإضعاف الثوار وإبعادهم عن مناطق نفوذ الأسد كانت مرتفعة، ما دفع بموسكو الى الاستعاضة عن ذلك بالبراميل المتفجرة، وهي خبرة عسكرية قديمة كانت رائجة في أثناء الحرب العالمية الثانية.

ويقارن المصدر المعارض بين كلفة الصواريخ مقابل البراميل المتفجرة، منوهاً بأن ثمن صاروخ الطائرة لا يقل عن 100 الف دولار، بينما شحنة مثل شحنة بيروت ثمنها لا يزيد عن مليوني دولار وباستطاعتها تجهيز آلاف البراميل، مما يُخفف الكلفة المالية بشكل كبير جداً عن القوات السورية والروسية في معاركها ضد الثوار.

ويلفت المصدر، الذي نقل عنه موقع جنوبية اللبناني، إلى أنه تم إنشاء أربعة مصانع للبراميل المتفجرة، الأول في منطقة جبلة، والثاني قرب اللاذقية، واثنان قرب دمشق.

هُربت الى سوريا

في مرفأ بيروت، انفجر في السادس من أغسطس الجاري حوالى 300 طن من نترات الأمونيوم، أما باقي الكمية فقد سُحبت من عنبر رقم 12 على دفعات إلى سوريا بواسطة عناصر حزب الله والمتعاونين معه من النظام الأمني اللبناني – السوري ضمن مهمّات عسكرية سرية استفادت من الفوضى السياسية في لبنان آنذاك لتوفير التغطية اللازمة لهذه العملية.

يضيف المصدر أنّ السفينة التي يقال إنها نقلت نترات الأمونيوم إلى لبنان لم تكن متوجهة الى موزمبيق كما يشاع، بل إلى لبنان، وقد تم تحميل الباخرتين من القاعدة البحرية الروسية على البحر الأسود في جورجيا.

أما قبطان السفينة والعاملون عليها من الموالين لروسيا، فيقول المصدر إنهم في الحقيقة عسكريون في البحرية الروسية قاموا بمهمة عسكرية بحتة، وهي إيصال الشحنتين إلى بيروت واللاذقية.

أخيراً، لماذا بقيت الكمية التي انفجرت في مرفأ بيروت؟ الجواب - وفقاً للمصدر - أنّ هذه الكمية لم تُستخدَم بسبب هزيمة الثوار ووقف إطلاق النار وعدم الحاجة لتصنيع المزيد من البراميل نظراً لتوقّف أو شبه توقف العمليات العسكرية في سوريا، فبقيت في مرفأ بيروت على أمل استخدامها لاحقاً إذا ما دعت الضرورة.

ويضع المصدر سببين لا ثالث لهما لانفجار بيروت؛ الأول وهو احتمال ان يكون حادثاً عرضياً، والثاني وهو ما يرجحه المصدر، أن جهة ثالثة مثل إسرائيل مثلاً أرادت التخلص من هذه الكمية الباقية، كي لا يستخدمها حزب الله أو حتى الجيش اللبناني، وذلك بموافقة روسية.