خاب أمل مناصري سعد الحريري في بيروت عندما سمعوا قرار المحكمة الدولية الخاصة بلنان، بعدما برأت ثلاثة متهمين، ولم تتهم حزب الله وسوريا بشكل صريح، فجميعهم مقتنعون أن حزب الله وسوريا قتلا رفيق الحريري.

بيروت: في وسط بيروت، عبر مناصرون لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن خيبة أملهم إزاء قرار المحكمة الخاصة بلبنان الذي دان واحدًا من أربعة متهمين من حزب الله بجريمة اغتيال والده رفيق الحريري لكن لم يجد ما يكفي من الأدلة لتوجيه أصابع الاتهام الى قيادة الحزب ودمشق.

وعلى الرغم من إعلان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري من لايدشندام قرب لاهاي حيث مقر المحكمة، باسم عائلته وعائلات الضحايا الذين قضوا في جريمة 14 فبراير 2005، "القبول" بالحكم الذي كشف بالنسبة اليه "الحقيقة" عن "الجريمة السياسية"، كان كثيرون ينتقدون المحكمة التي خرجت بالنسبة اليهم بحكم هزيل بعد 13 سنة على تأسيسها وست سنوات على المحاكمة.

وقال الطالب الجامعي أمين بارودي بعد متابعته جلسة النطق بالحكم في وسط بيروت: "في النهاية، المتهمون قادة في حزب الله والمحكمة أدانت" أحدهم. وأضاف: "أنا اليوم من بيروت من قرب ضريح الرئيس الحريري.. سأبقى وأولادي مقتنعين أن من نفذوا الجريمة هم تابعون لحزب الله ولم يأخذوا القرار من تلقاء أنفسهم".

وقتل رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 مع 21 شخصاً وأصيب 226 آخرون بجروح في انفجار استهدف موكبه في وسط بيروت. ووُجهت في ذلك الوقت اتهامات الى النظام السوري الذي كان يتحكم بكل مفاصل الحياة السياسية في لبنان، بالوقوف وراء الاغتيال.

دوافع ولا دليل

وفي سردها للوقائع وتفاصيل الحكم، قالت المحكمة اليوم: "لا شك أن الذين تآمروا لاغتيال الحريري قرروا قتله في حال واصل مساره بالابتعاد عن سوريا"، مشيرة الى أن قرار الاغتيال "اتخذ على الأرجح في مطلع فبراير" بعد اجتماع للمعارضة المناهضة لسوريا كان يدعمه الحريري.

وذكرت أن لسوريا وحزب الله "دوافع ربما لاغتيال" الحريري "لكن ليس هناك دليل على أن قيادة حزب الله كان لها دور في الاغتيال"، و"ليس هناك دليل مباشر على ضلوع سوريا في الأمر".

ووسط إجراءات أمنية مشدّدة، تجمع العشرات من مناصري تيار المستقبل قرب ضريح الحريري في وسط بيروت حيث وضعت مكبرات صوت نقلت مجريات الجلسة. وتوافد عدد من النواب لتلاوة الفاتحة على الضريح بينهم بهية الحريري، شقيقة رفيق الحريري التي بدا التأثر واضحاً على وجهها.

وقال وليد الحايك، وهو مناصر تيار المستقبل قدم من منطقة البقاع (شرق) لوكالة فرانس برس "تأكدنا أن المحكمة مهزلة إذا كان سليم عياش هو من قتل رفيق الحريري". وأضاف: "لم نعد نراهن على شيء".

واعتبرت المحكمة سليم عياش، العضو في حزب الله، "مذنبًا بصفته شريكًا في ارتكاب عمل إرهابي باستخدام مادة متفجرة، وقتل رفيق الحريري عمدا"، بينما قالت إن المتهمين الثلاثة الآخرين "غير مذنبين" بسبب عدم كفاية الأدلة.

قرار مجحف

وصف الشيخ أحمد اللقيس قرار المحكمة بأنّه "مجحف بالنسبة إلى شريحة كبيرة من اللبنانيين"، لكنّه أكّد في الوقت ذاته أنه "قرار صادر عن محكمة دولية ويجب احترامه".

على موقع "تويتر" وتحت هاشتاغ "#حزب_الله_ارهابي"، كتبت مستخدمة "ارتاح الذين فجروا المرفأ اليوم، والجريمة والاغتيالات ستصبح سهلة للمجرمين. لا عدل ولا إنصاف في هذ الدنيا"، وذلك في إشارة الى الانفجار الذي وقع في الرابع من آب/أغسطس في بيروت وخلّف 177 قتيلا وآلاف الجرحى.

وقال الباحث والأستاذ الجامعي كريم بيطار على "تويتر" إن بعض مؤيدي حزب الله وحلفائه "الذين كانوا يشككون في شرعية المحكمة خلال السنوات الـ15 الماضية، يبدون مرتاحين للحكم"، فيما مؤيدو الحريري وحلفاؤه "الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر ’الحقيقة والعدالة‘ يبدون الآن مكتئبين لانهم لا يستطيعون استغلالها".

وشكل اغتيال الحريري في فترة بالغة الحساسية صدمة في البلاد وأثار نقمة شعبية واحتجاجات ساهمت في انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد 30 عاماً من التواجد.

واعتبر بهاء الحريري، الابن الأكبر لرئيس الحكومة الأسبق، في بيان أن "المحكمة أكدت أن الاغتيال كان فعلاً سياسياً نفذه هؤلاء الذين كان والدي يهدد أنشطتهم وبعدما قرر أن على سوريا مغادرة بلدنا".