ايلاف من لندن: في أقوى موقف له ضد المليشيات الموالية لإيران إثر تصعيد عملياتها باستهداف الناشطين، هدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أي قائد أمني يخفق في مواجهتها بالطرد من منصبه، رافضاً جميع التدخلات السياسية في العمل الأمني، واقسم بدم الضحية الناشطة ريهام يعقوب بأن قتلتها لن يفلتوا من العقاب.

وقال الكاظمي خلال اجتماعه مع القيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة عمليات البصرة التي وصلها مساء السبت فور عودته من واشنطن، إن "هناك مجرمين يرتكبون عمليات اغتيال لكن لم نرَ عملا يوازي خطورة هذه الجرائم".

وأشار الكاظمي في بيان اطلعت عليه إيلاف إلى أن "السلاح المنفلت والمشاكل العشائرية غير مقبولة ويجب أن يكون هناك عمل استباقي، فالتجاوز وخرق القانون والجريمة لا يمكن أن نتعامل معها بشكل عابر". وشدد على ضرورة "استعادة ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية وأنا جئت مباشرة من السفر ومعي الوزراء الأمنيون ورؤساء الأجهزة الأمنية لدعم القوات الأمنية ورفع الروح المعنوية والعمل من أجل استتباب الأمن في المحافظة".

وأشار الكاظمي الى ان "الإخفاقات التي حصلت يجب تلافيها وعمليات الاغتيال الأخيرة تشكل خرقا لا نقبل التهاون إزاءها فلا مكان للخائفين داخل الأجهزة الأمنية ولا مجال للخوف لمن يعمل من أجل العراق".

الإخفاق ممنوع
ولوح الكاظمي بإقالة المسؤولين المقصرين في مواجهة مرتكبي عمليات الاغتيال قائلا إن "من يخطئ ومن يخفق لن يبقى في مكانه وستتم محاسبته وفق القوانين الانضباطية ولا أقبل بأي قائد يخفق بعمله وما حدث في البصرة يجب أن يكون درسا وعبرة".

وقال الكاظمي "إن وجودنا في البصرة لأمر استثنائي، فالبصرة مهمة لدينا ولا نقبل بالإخفاقات في حماية أمنها". وخاطب القادة الامنيين قائلا "انتظر منكم عملاً جاداً وعليكم الكشف عن المجرمين بأسرع وقت".. مشدداً "ارفض أي شكل من أشكال التدخلات السياسية في العمل الأمني".

وضم الوفد الامني، الذي رافق الكاظمي الى البصرة، وزيري الدفاع والداخلية ورؤساء جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز الأمن الوطني وهيئة الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني، اضافة الى وكلاء وزارتي الداخلية والدفاع.

من جهته، اعلن وزير الداخلية عثمان الغانمي عن إرسال قوة لاعتقال قتلة الناشطين في محافظة البصرة متعهداً "سنلاحق المجرمين وسنلقي القبض على القتلة خلال ساعات عبر قوة توجهت لتنفيذ هذا الواجب".

قسم بدم ريهام
وقدّم الكاظمي تعازيه لعائلة الناشطة يعقوب خلال زيارة لمنزل عائلتها في البصرة، معرباً عن عميق مواساته لعائلتها، ومؤكداً لهم ولأهالي البصرة أن أمد المعتدين والمجرمين قصير.

وقال الكاظمي أمام افراد العائلة "أقسم بدم الشهيدة أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن وإن دماء الشهيدة والشهيد هشام الهاشمي (المحلل والخبير الامني) والشهيد تحسين أسامة الشحماني (الناشط المدني) لن تذهب هدراً".

ورأى الكاظمي أن كلمات يعقوب "أدخلت الرعب على قلوب المجرمين الجبناء، وإن أعمالها المجتمعية الخيرية قد أرجفتهم وجعلتهم يركبون العار، فأي دناءة أشد من هذه البشاعة؟ لكن فألهم الخائب قد انقلب مندحراً وتحوّلت الشهيدة الشابة في ربيع عمرها الى أيقونة للبصرة".

غضب شعبي
وبدأت أحدث موجة عنف في محافظة البصرة عندما قُتل الناشط المدني أسامة الشحماني والطبيبة ريهام يعقوب وصديقة لها كانت معها في سيارتها التي استهدفها مسلحون، كما جرت أربع محاولات اغتيال فاشلة لأربعة من النشطاء أصيبوا على إثرها بالرصاص وأدخلوا الى المستشفى لمعالجتهم ودذلك على يد عناصر مسلحة تنتمي الى المليشيات الموالية لايران، ما دفع الكاظمي الى اقالة قائد شرطة المحافظة ومدير الامن فيها.

وأثارت عمليات الاغتيال غضبا شعبيا قاد الى خروج مظاهرات في البصرة على مدى ثلاثة أيام فتحت خلالها قوات الشرطة النار على محتجين قذفوا منزل المحافظ أسعد العيداني بالحجارة والقنابل الحارقة.