إيلاف من بيروت: قلد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الاثنين، السيدة فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي في منزلها في بلدة الرابية، القريبة من بيروت، وذلك خلال زيارة خاصة إلى منزلها شاء أن يفتتح بها زيارة رسمية إلى لبنان هي الثانية له في أقل من شهر.

ومن المطار، انتقل ماكرون إلى منزل الفنانة فيروز التي تعتبر رمزاً لوحدة لبنان، وكان عشرات اللبنانيين بانتظاره أمام المنزل.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهم بالدخول إلى منزل فيروز

وبعد لقاء استمر ساعة وربع الساعة، قال ماكرون لقناة "الجديد" التلفزيونية المحليّة إنّ اللقاء كان "جميلاً جداً"، معتبراً أنّ فيروز "تمثل لبنان الحلم".

وصرح ماكرون للمنتظرين أمام منزل فيروز فور خروجه أن لقاءه بها كان استثنائيًا، وأضاف أن "فيروز هي الحب، هي الحياة، وهي رمز لبنان". ويعد الوسام أعلى تكريم رسمي في الجمهورية الفرنسية، ويرقى إلى عهد نابليون بونابرت في عام 1802.

مئوية دولة لبنان الكبير

وكان ماكرون وصل قرابة الساعة العاشرة وعشر دقائق مساء، يرافقه السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، مستهلاً زيارته الثانية للبنان في الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير.

وعقد ماكرون اللقاء مع فيروز بعيداً عن الإعلام، نزولاً عند رغبة فيروز وعائلتها. وتولت بلدية الرابية زينت المنطقة بالأعلام الفرنسية واللبنانية ورفعت اللافتات المرحبة بالرئيس الضيف باللغة الفرنسية.

وكان ماكرون دعا فور وصوله إلى مطار بيروت لتشكيل حكومة "بمهمة محددة" في أسرع وقت، بعد ساعات من تكليف مصطفى أديب رئيساً لها، في زيارة تأتي عشيّة إحياء لبنان المئوية الأولى لتأسيسه.

وجاء تكليف الرئيس اللبناني ميشال عون لأديب، سفير لبنان لدى ألمانيا، بتشكيل حكومة جديدة، ثمرة توافق بين أبرز القوى السياسية التي استبقت وصول ماكرون الذي يزور بيروت للمرة الثانية منذ انفجار المرفأ المروّع.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على درج منزل فيروز

وقال ماكرون للصحافيين أثناء مغادرته المطار، حيث كان في استقباله نظيره اللبناني، إنّ من أهداف عودته "التأكّد من أنّ حكومة بمهمّة محدّدة ستتشكّل في أسرع وقت، لتنفيذ الإصلاحات" التي يشترطها المجتمع الدولي مقابل تقديم دعم للبنان يساهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية.

وعلى تويتر، كتب ماكرون فور وصوله "كما وعدتكم، فها أنا أعودُ إلى بيروت لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل سوياً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار".

وتعد فيروز من أشهر المطربين في العالم العربي ويعتبر صوتها بمثابة موسيقى تصويرية للبنان من أوج ازدهاره مرورا بصراعاته وحتى أحدث صدمة شهدها.

ويجري الاحتفاء بفيروز (85 عاما)، التي نادرا ما تتحدث لوسائل الإعلام، مع أن أغنياتها تتردد عبر موجات الأثير من الرباط إلى بغداد، على أساس أنها كنز وطني ورمز للسلام يتجاوز الانقسامات القبلية والطائفية في لبنان وخارجه.