إيلاف من الرباط: كشف عبد الحق الخیام، مدیر المكتب المركزي للأبحاث القضائیة،التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ( مخابرات داخلية) النقاب عن تفاصيل تهم اعضاء الخلية الإرهابية الموالية لتنظيم داعش ، التي جرى تفكيكها الخميس في عمليات متزامنة بمدن تمارة والصخيرات وتيفلت وطنجة.
وقال الخيام ،في مؤتمر صحافي عقده صباح الجمعة في مقر المكتب المركزي بمدينة سلا المجاورة للرباط ان امير الخلية يعمل بائع سمك متنقل في مدينة تمارة ( ضواحي الرباط) ، مشيرا الى انه هو الذي تكلف بإقتناء المواد التي يتطلبها صنع المتفجرات.
وذكر الخيام ان امير الخلية له سوابق قضائية اذ سبق له ان أدين عام 2004 وسجن بعد ارتكابه جرائم عادية مثل تكوين عصابةاجرامية.
وعقب خروجه من السجن عام 2006 تبنى امير الخلية الفكر المتطرف، وانخرط في الترويج له.
وأشار الخيام الى ان باقي اعضاء الخلية ليست لديهم سوابق قضائية.
وبخصوص المساعد الأيمن لأمير الخلية ،ذكر الخيام أنه فلاح من مدينة تيفلت (جنوب شرق الرباط)، تكلف باستقطاب اعضاء جدد في الخلية.اما باقي اعضائها فمنهم النجار والصباغ والسباك، وباستثناء الامير ليست لديهم سوابق قضائية .
وذكر الخيام أن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها أمس بشكل متزامن بمدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، كانت على أتم الاستعداد لتنفيذ عمليات إرهابية انتحارية خطيرة.
وأوضح الخيام أن هذه الخلية الإرهابية تتسم بخاصية تحيل على أحداث 16 مايو2003 بالدار البيضاء، على اعتبار أن أفرادها انتحاريين.
وأشار إلى أنه بعد تلقي معلومات من المصالح المركزية التي تسهر على تتبع أنشطة الخلايا المتطرفة، وبعد عدة اجتماعات تحت إشراف المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، ،ومديرية مراقبة التراب الوطني ،تقرر التدخل بعد أن بلغت الخلية مستوى متقدما "وكانت تتهيأ لتنفيذ هجمات، لو وقعت لتسببت في مآسي بالمملكة".
وأضاف الخيام أن تدخل عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية كان مهنيا وفي إطار القانون، نظرا لخطورة أفراد هذه الخلية، مشيرا إلى أن أحد عناصر القوات الخاصة أصيب خلال هذا التدخل، وأن إصابته ليست خطيرة.
وسجل أنه أثناء توقيف أفراد الخلية وإجراء عمليات التفتيش تم اكتشاف مواد كيميائية لصنع المتفجرات، وأقنعة، وأسلحة بيضاء، وكذا أحزمة ناسفة، مشيرا إلى أن الخلية كانت تخطط للقيام بعمليات انتحارية تستهدف شخصيات عمومية وعسكرية ومقرات المصالح الأمنية.
وأوضح الخيام أن الخبرة التقنية على المحجوزات المضبوطة لدى الخلية الإرهابية كشفت أن الأفراد الخمسة كانوا قد دخلوا في مرحلة التركيب والتهييئ للقيام بعمليات تفجيرية بواسطة "طنجرة ضغط" تحتوي على مواد متفجرة ومواد أخرى مملوءة في أنابيب وسترات مفخخة للقيام بعمليات انتحارية، لافتا إلى أن يقظة المصالح الأمنية في هذه العملية جنبت المغرب "حمام دم".
في غضون ذلك ، انطلقت الجمعة، التحقيقات مع اعضاء الخلية بعد استكمال الإجراءات الصحية والوقائية وإخضاعهم لتحاليل الكشف عن فيروس كورونا، لمعرفة ما إن كانت للخلية امتدادات خارج المملكة وارتباطات بتنظيمات إرهابية دولية، مشيرا إلى أنه حتى حدود الساعة يتبين أن تمويل الخلية كان يتم بشكل ذاتي عبر مساهمات مالية من أفرادها.
وكشف المسؤول أن أفراد الخلية كانوا يستعدون لتقديم البيعة لتنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن فكر "داعش" الإرهابي لم ينته باندحار التنظيم أو زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في سوريا والعراق، بل له امتدادات أيديولوجية ويتم تمريره عبر الإنترنت ووسائل الاتصال للتغرير بالفئات الهشة.
وشدد الخيام على أن هذا الفكر الإرهابي سيظل يشكل تحديا أمنيا لجميع الدول، لاسيما المغرب الذي يوجد في منطقة تشرف على الساحل، مؤكدا أن المغرب يضع أمنه واستقراره فوق كل اعتبار.
وأكد الخيام على أن خطورة الخلية تكمن في استعدادها للقيام بعمليات انتحارية، لافتا إلى أن أفراد الخلية الإرهابية المفككة كانوا مراقبين ميدانيا وكذلك على الشبكة العنكبوتية.
يذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية تمكن، الخميس، على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة، من تفكيك خلية إرهابية اربعة ل" داعش" ، وإحباط مخططاتها التي كانت وشيكة وبالغة التعقيد، ولها ارتباطات في عدة مدن مغربية، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لتحييد مخاطر التهديد الإرهابي، وتحصين المملكة ضد المخططات التخريبية التي تراهن عليها التنظيمات الإرهابية.
وذكر بيان للمكتب المركزي أنه تم تنفيذ هذه العمليات الأمنية بشكل متزامن في اربعة مدن، في الساعات الأولى من صباح الخميس، وأسفرت عن توقيف خمسة متطرفين، تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 سنة، غير أن أحد المشتبه فيهم أبدى مقاومة عنيفة بمدينة تيفلت، محاولا تعريض عناصر التدخل السريع لاعتداء إرهابي، حيث أصاب أحدهم بجرح بليغ على مستوى الساعد باستعمال أداة حادة، قبل أن يتم توقيفه بعد إطلاق عيارات نارية وقنابل صوتية بشكل تحذيري.
وأفاد الخيام، أن الخلية الإرهابية، تعد من أخطر الخلايا التي تم تفكيكها حتى الآن بالمملكة، حيث كانت مستعدة لتنفیذ مخططاتها في أي وقت، إلا أن التدخل السريع للجهات المعنية مكن من تفادي وقوع انفجارات دامية.
وعن أمير الخلية الذي يقطن بمدينة تمارة، أردف عبد الحق الخيام كلامه بالقول، إنه “كان مكلفا بالجانب اللوجیستیكي، وھو من تعھد بمھمة إحضار السترات المعدة للانفجار، بينما عنصر خلية تیفلت فهو من تكلف بعملیة استقطاب عناصر متشبعة بالفكر الإرهابي”.
ومعلوم أن المصالح الاستخباراتیة، كانت تتابع تحركات ھذه العناصر منذ فترة، مع تتبع الجانب المادي لنشاطھم، وهو الأمر الذي أكد على أن عناصر الخلية الإرهابية “خطیرة”، مما تطلب اجتماعات مكثفة بینها وبين المدیریة العامة للأمن الوطن تحت الإشراف المباشر للمدیر العام.