إيلاف من لندن: توحّد زعيمان سابقان لحزبين متناحرين في بريطانيا لاتهام بوريس جونسون بـ "فضح" بريطانيا و"إحراج أمتنا" بسبب خططه لتمزيق أجزاء من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

اتحد رئيسا الوزراء السابقان العمالي توني بلير والمحافظ السير جون ميجور لشن هجوم مشترك على سيد 10 داونينغ ستريت، وطالبا البرلمان بعرقلة خططه في شأن بريكست.

وكتب بلير والسير جون مقالا في صحيفة (صنداي تايمز) قالا فيه إن قرار رئيس الوزراء بمحاولة تجاوز أجزاء من اتفاقية الانسحاب التي أبرمت مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي "يهدد عملية السلام الأيرلندية والمفاوضات التجارية ونزاهة المملكة المتحدة". وكان رئيسا وزراء سابقان هما العمالي غوردون براون والمحافظة تيريزا ماي هاجما موقف جونسون.

وكان الاتحاد الأوروبي منح جونسون مهلة حتى نهاية الشهر لسحب خططه أو مواجهة إجراءات قانونية، حيث من المتوقع أيضًا أن تنهار المحادثات التجارية إذا لم يجرِ رئيس الوزراء تغييرا في مواقفه.

إصرار بريطاني
ومع إصرار الحكومة البريطانية على مواقفها، اندلع الخلاف الأخير مع الاتحاد الأوروبي من خلال نشر قانون السوق الداخلية البريطاني للحكومة، مما وضع بريطانيا والكتلة في مسار تصادمي.

وسيمكن التشريع، الذي تأمل الحكومة في تجاوزه في مجلس العموم في الأسبوعين المقبلين، المملكة المتحدة من اتخاذ قرارات أحادية الجانب بشأن القضايا الرئيسية، مثل الترتيبات الجمركية بين البر الرئيسي لبريطانيا وأيرلندا الشمالية، الواردة في اتفاقية الانسحاب. لكن الاتحاد الأوروبي من جانبه على أن القرارات يجب أن تتخذ من قبل لجنة مشتركة تتكون من أشخاص من كلا الجانبين.

واعترفت الحكومة البريطانية بأن مقترحاتها سوف تنتهك القانون الدولي، مما أثار غضب خصوم جونسون السياسيين وكذلك من نواب حزب المحافظين الذي يتزعمه.

اقتراح صادم
وكتب رئيسا الوزراء السابقان العمال بلير والسير جون ميجور في صحيفة (صنداي تايمز) إن ما يقترح جونسون القيام به هو "صادم".
وحذروا من أنه سيكون من المستحيل "إنقاذ" "مصداقية" بريطانيا إذا "تجاهل الوزراء بشكل صارخ التزاماتنا لحظة توقيعنا عليها".

وجادلت الحكومة بأن المقترحات ضرورية من أجل حماية سلامة المملكة المتحدة واتفاقية (الجمعة العظيمة) بشأن السلام في ايرلندا الشمالية.
لكن السيد بلير والسير جون، وهما اثنان من مهندسي اتفاق السلام التاريخي في إيرلندا، قالا إن "عمل الحكومة لا يحمي اتفاقية الجمعة العظيمة - إنها تعرضها للخطر".

التظاهر المتعجرف
وكتب رئيسا الوزراء السابقان في مقالهما: "كلانا عارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كلانا يقبل أن يحدث. لكن طريقة التفاوض هذه، مع تنحية العقل جانباً والتظاهر المتعجرف بأنها دبلوماسية جادة، هي طريقة غير مسؤولة وخاطئة من حيث المبدأ وخطيرة في الممارسة".
وقالا: إن "موقف (جوسون) يثير أسئلة تتجاوز التأثير على إيرلندا وعملية السلام والمحادثات بشأن صفقة تجارية، رغم أهميتها. إنه يشكك في نزاهة أمتنا". وأضافا: "بينما ينظر العالم برهبة الاحترام إلى المملكة المتحدة، التي تم قبول كلمتها ذات يوم على أنها مصونة، فإن تصرف هذه الحكومة يعيب نفسها ويحرج أمتنا".

حيلة أخطأت
وختم بلير وميجور مقالهما بالقول: إن (حيلة جونسون الأخيرة) قد "أخطأت بشكل مذهل ويجب أن تتوقف الآن"، ووجها دعوة للبرلمان على رفض خطط رئيس الوزراء.

وكان السير جون ميجور رأى الأسبوع الماضي من أن مقترحات جونسون قد تكلف المملكة المتحدة "سمعتها في الوفاء بالوعود التي نقطعها". وقال رئيس الوزراء المحافظ الأسبق: "لأجيال، كلمة بريطانيا كانت يقبلها العدو قبل الصديق، لقد كان توقيعنا على أي معاهدة أو اتفاقية مقدسا".
وأضاف: "على مدى القرن الماضي، مع تضاؤل قوتنا العسكرية، احتفظت كلمتنا بقوتها. وإذا فقدنا سمعتنا في الوفاء بالوعود التي قطعناها، فسنكون قد خسرنا شيئًا يفوق السعر قد لا يُسترد أبدًا".