إيلاف من لندن: حذر زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الاربعاء الفصائل المسلحة من تحويل مقاومتها الى مقاولة والجهاد الى سياسة وطالبها بعدم تعريض الشعب الى الحرب والقصف وقتل ابنائه داعيا الى عمل جماعي لانهاء التواجد العسكري للمحتل وتقنين سفارته بالطرق البرلمانية والدولية واذا رفض فبالعمل الجماعي ضده.

وخاطب الصدر الجماعات المسلحة التي توجه لها الاتهامات باستهداف المواقع والمصالح العراقية والاجنبية واختطاف واغتيال الناشطين في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلاً "أبعث اليكم رسالتي هذه على الرغم من أن الحزن يعتصرني والقلق يساورني فجل ما أريده هو حفظ سمعة المقاومة والجهاد في عراقنا الحبيب وأن تبقى المقاومة عراقية لا شرقية ولا غربية".

واضاف " أقول ذلك على الرغم من جراحاتي الكثيرة والطعنات الصديقة .. فيا أيها الأخوة إنني أول من قاوم وأول من عارض الوجود الأمريكي الغاصب للأراضي العراقية وأنا ابن من هتف من مسجد الكوفة المعظم (كلا كلا أمريكا) .

صدور العراقيين

وزاد بالقول "إن أغلبكم قد حارب وقاوم المحتل تحت لوائي وإمرتي. واليوم تشككون بجهادي وبممانعتي!؟؟".. وقال "اخوتي إني لكم ناصح أمين فلا تحولوا المقاومة الى مقاولة ولا تحولوا الجهاد الى السياسة ولا تحولوا فوهات اسلحتكم التي وجهتموها الى عدونا وعدوكم المحتل الى صدور اخوتكم وشعبكم. ولا تعرضوا الشعب الى الحرب والقصف وتقتلوهم بلا وجهة حق وإن كان خطأ".

وناشد الصدر قادة الفصائل المسلحة بالقول "أيها الأخوة الأعزاء حافظوا على سمعتكم.. فإنني لست ممن يهادن المحتل فهذا ما تربيت عليه ولن أحيد.. وإنني لست ممن يخاف تهديدهم ووعيدهم وأنتم على ذلك من الشاهدين ولكن القوى الخارجية تريد النيل من عراقنا وأمنه واستقراره وسيادته".

انهاء التواجد الأميركي

واضاف "اذن فلنعمل معا من اجل انهاء التواجد العسكري للمحتل وكذا تقنين سفارته اولا وبالطرق البرلمانية والدولية بكمل ما اوتينا من حجة وقوة .. فان أبوا فليكن العراق حكومة وشعبا وتحت انظار مراجعنا الاعلام ومن دون تدخل خارجي ضد التواجد الامريكي .. ولنقاومهم معا لامنفردين".

وحذر بالقول"فكل متربص بنا وبعراقنا فلا تشمتوا بنا اعداءنا وعلى رأسهم (الثالوث المشؤوم) الاستعماري و(الدواعش) الارهابيين و(الفاسدين) السراق وكذا من يتربص بنا من الخارج حقدا على وطننا او ديننا او عقيدتنا او حدتنا".

وتوحه الى الفصائل المسلحة بالقول" كلي أمل بالكثير منكم ان لاتطيعوا بعض الفصائل والقيادات التي كويتم من نار عصيانها وتكبرها عليكم وعلى عراقنا الحبيب .. وقولوا قولة الحق".

وحذر الفصائل المسلحة مرة اخرى قائلا "اياكم والانجرار خلف المغريات الدنيوية .. وليكن أمر المقاومة من عدمها منوطا (بآل الصدرالكرام) حصرا ولا تعطوها مغنما بأياد اخرى بثمن بخس والا ضاع حب الوطن". وقال في الختام موقعا باسم اخوكم مقتدى الصدر "سلام على المقاومة المنضبطة".

وخلال الاجتماع الاسبوعي لحكومته امس الثلاثاء قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "خلال زيارتنا الاخيرة الى واشنطن أعلن الرئيس الأمريكي انسحاب القوات الأميركية من العراق وبصورة علنية، وبيان الحوار الإستراتيجي كان واضحا وتضمّن الانسحاب من جميع القواعد العسكرية العراقية والانتشار خارج العراق".

واشار الى ان "هناك من يدّعون أنهم عراقيون ويعملون على تحويل أرض العراق الى ساحة للصراع والجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية أعلنتا أنهما لاتريدان أن يكون العراق ساحة للصراع" كما نقل بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "ايلاف".
واكد الكاظمي الأنباء التي تحدثت عن بحث الولايات المتحدة إغلاق سفارتها في بغداد بسبب هجمات الصواريخ المستمرة التي تستهدفها. واشار الى ان الهجمات المستمرة بالصواريخ التي أدى آخرها إلى مقتل خمسة أشخاص دعت "المؤسسات والهيئات الدبلوماسية إلى التفكير بإغلاق سفاراتها وأولها الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك الاتحاد الأوروبي".

وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع اكد أحمد ملا طلال المتحدث الرسمي باسم الكاظمي ان رئيس الوزراء يرفض تحويل البلاد إلى ساحة صراع بين أمريكا وإيران .. محذرا من ان انسحاب أو غلق أي بعثة دبلوماسية لأي دولة سيكون له تداعيات كارثية على المنطقة برمتها في اشارة الى تهديد الخارجية الاميركية باغلاق سفارتها في بغداد ردا على الهجمات الصاروخية التس تستهدفها باستمرار.

واشار الى انه لا يوجد احتلال في البلد حالياً لان قوات التحالف جاءت بطلب من الحكومات العراقية السابقة في اشارة الى طلب رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي ذلك عقب احتلال تنظيم داعش لثلثي مساحة العراق في منتصف عام 2014 .

وكان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيوقد حذر العراق خلال اتصال مع الرئيس برهم صالح مؤخرا من أن بلاده ستغلق سفارتها في بغداد إذا لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف هجمات الفصائل المدعومة من طهران على المصالح الأميركية في بلدها.