ايلاف من لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في الذكرى الاولى لانتفاضة تشرين المتظاهرين الى الحفاظ على سلمية احتجاجاتهم و رفض تدخل أي طرف خارجي في شؤون بلدهم وخياراته.. فيما اكد الرئيس صالح على ضرورة اجراء انتخابات نزيهة بعيدا عن سطوة السلاح والتزوير.. بينما تعهد رئيس البرلمان بكشف مرتكبي الجرائم ضد الناشطين ومعاقبتهم.

واكد الكاظمي في بيان الى العراقيين الخميس تابعته "ايلاف" في الذكرى الاولى لأحداث تشرين الوطنية "على ثوابت شعب العراق العظيم صانع تشرين وبطلها وشبابها المتدفق رغم التضحيات ". واضاف "لقد جاءت هذه الحكومة بناءً على خريطة الطريق التي فرضها حراك الشعب العراقي ومظالمه وتطلعاته ونؤكد الوفاء لشعبنا ولخريطة الطريق التي فرضتها دماء شبابه الطليعي وتضحياتهم".

وقال "لا يخفى على شعبنا طبيعة التحديات التي تواجه بلادنا في هذه المرحلة الدقيقة من تأريخه ، وبالإشارة الى الأزمات التي ورثتها حكومتي على مستوى البنية الاقتصادية المتهرّئة ، ومن ذلك تحويل العراق بكل إمكاناته البشرية والتأريخية الى رهينة لأسعار النفط وهو ما نعمل على تغييره بالكامل من خلال معادلة اقتصاد الإنتاج وتفعيل الطاقات الذاتية، كما أن التحدي الذي فرضه وباء كورونا وتداعياته على المستوى الدولي مثّل صدمة للانتباه الى ضرورة تحصين مجتمعنا أمام أزمات مستجدة سنواجهها معاً وننتصر عليها إذا ما توحّدنا وكان المسار الوطني العراقي الإصلاحي دليلنا".

وشدد الكاظمي قائلا "كنا ومازلنا أوفياء لحراك تشرين و مخرجاته السامية ، وقد عملنا منذ اليوم الأول لتولينا على تعهدات المنهاج الوزاري ابتداءً من تحديد وفرز شهداء وجرحى تشرين، وهو المسار الطبيعي لاستعادة حقوقهم وتكريم موقفهم الوطني ، ومن ثم تحويل ذلك الى سياق تحقيقي قانوني كفيل باستعادة الحقوق من المتورطين بالدم العراقي".

وبين "إن المرحلة الحساسة التي يمر بها وطننا تتطلب أن يتوحد الجميع من قوى سياسية وفعاليات شعبية للوصول الى انتخابات مبكّرة حرة ونزيهة على أساس قانون عادل".

وزاد "أشدُّ أزر شبابنا الوطني عبر خريطة الوطن وأدعوهم الى استمرار الالتزام بالسلمية في التعبير عن الرأي وبالمسار الوطني الذي ضحى من أجله شهداء تشرين".. وخاطبهم قائلا "هذا وطنكم ، بيتكم ، وملاذكم ، ومستقبل الأجيال من بعدكم، دافعوا عنه وعن استقلال قراره الوطني ومنع تدخل أي طرف خارجي في شؤونه وخياراته والاستعداد الكامل للوقوف يداً بيد للذود عن وحدته ومقدراته وسيادته".
واكد رئيس الوزراء العراقي قائلا "تشرين في القلب والضمير، حراك للإنسانية جمعاء من منبع الفكر الإنساني وهويته الرافدينية.. مع شبابنا ومع شعبنا سنحقق تطلعاتنا بوطن سيد عظيم مهاب يحكمه القانون ويستنير بشمس قيمه ومثله العليا".

صالح لانتخابات نزيهة بعيدا عن سطوة السلاح والتزوير
ومن جهته، شدد الرئيس العراقي برهم صالح الخميس على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة بعيداً عن سطوة السلاح والتزوير. وقال صالح في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" لمناسبة الذكرى الأولى للاحتجاجات الشعبية في البلاد وتابعتها "ايلاف" انه "يمر عام على الحراك الشعبي الناهض، حراك يختزل أجيالاً من المعاناة، نابع من الرغبة في تحقيق طموح المواطنين في وطن، في دولة مقتدرة ذات سيادة، ضامنة لأمنهم وحقوقهم".
واكد أن "الانتخابات النزيهة بعيداً عن سطوة السلاح والتزوير، ضرورة للانطلاق نحو الإصلاح المنشود في منظومة الحكم وتلبية حقوق العراقيين".
ومن المنتظر ان يشهد العراق في السادس من يونيو 2021 انتخابات برلمانية مبكرة دعت لها حكومة الكاظمي وهي أحد مطالب حركة الاحتجاج الشعبية.

الحلبوسي لمعاقبة مرتكبي الجرائم ضد المتظاهرين
ومن جانبه، اكد رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي العمل على انزال القصاص بالفاسدين وكشف مرتكبي الجرائم ضد المتظاهرين والناشطين ومعاقبتهم.

وقال الحلبوسي في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" انه "في الذكرى الاولى لتظاهرات تشرين الشبابية نجدد دعمنا الكامل وتضامننا مع مطالبها الدستورية الواعية ونعمل باجتهاد مع كل مفاصل الدولة وفعاليات الشعب على تحقيق هذه المطالب ودعم الجهود الحكومية لتنفيذ متطلبات المسار الديمقراطي بانتخابات مبكرة حرة ونزيهة والعمل الجاد لتمكين الشباب من المشاركة بقيادة المرحلة القادمة ومحاسبة وانزال القصاص بالفاسدين وكشف مرتكبي الجرائم ضد المتظاهرين والناشطين ومعاقبتهم دون تردد.

وبدأت حشود متظاهري الاحتجاجات العراقية الخميس بمسيرات وتجمعات في العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب احياء للذكرى الاولى لانتفاضتهم التي انطلقت تحت شعار "نريد وطن" ضد الهيمنة الايرانية والفساد والمليشيات والمحاصصة وبحثا عن فرص عمل حيث دعوا اليوم الى محاكمة رئيس الوزراء السابق ومن تورط معه بقتل المتظاهرين والى حصر السلاح قبل الانتخابات واجرائها باشراف اممي وبعكسه سيزحفون الى بغداد لاسقاط البرلمان.
يشار الى ان احتجاجات شعبية مليونية قد تفجرت في العراق في الاول من اكتوبر من العام الماضي ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل عبر دعوات على منصات التواصل الاجتماعي .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق اسفرت عن مقتل 568 متظاهرا واصابة 21 الفا آخرين وادت الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم استقالته في الاول من نوفمبر من العام الماضي.