أكد المشاركون في الحلقة المستديرة الافتراضية (19) التي عقدتها "بيروت إنستيتيوت" أن دونالد ترمب سيفوز في الانتخابات الأميركية، وستعود معه العقوبات الشديدة على إيران، وحتى العقوبات على روسيا.

إيلاف من أبوظبي: عقدت قمة بيروت إنستيتيوت في أبوظبي الأربعاء 21 أكتوبر الحلقة المستديرة الافتراضية رقم 19، تحت عنوان "من يصيغ المستقبل"، استضافت فيها راغدة درغام، مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة "بيروت إنستيتيوت"، كلًا من كارل بيلدت، رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية السابق للسويد؛ وبولا دوبريانسكي، الوكيلة السابقة لوزارة الخارجية الأميركية والشؤون العالمية، هي الآن زميلة أولى في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لكلية جون كينيدي التابعة لجامعة هارفارد؛ ومايكل جفيلر، المستشار السياسي السابق والمنسق الإقليمي لجنوب وسط العراق في سلطة التحالف المؤقتة؛ ودميتري ترينين، مدير مركز كارنيغي في موسكو.

في الانتخابات الأميركية

تناولت الجلسة محاور عدة، أولها الانتخابات الأميركية وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط، فقال جفيلر لإنه يعتقد أن الرئيس دونالد ترمب سيفوز على الأرجح في كل من التصويت الشعبي والمجمع الانتخابي، "وأفضل بحث استطلاعي رأيته يستند إلى نمط الأصوات المدلى بها في الانتخابات التمهيدية، ولديهم في الواقع دقة أعلى كثيرًا، ويظهرون فوز ترمب بأغلبية كبيرة في الكلية الانتخابية".

برأيه، إذا فاز ترمب ، العقوبات ستستمر على إيران، وستزداد حدة، وسيستمر تأثيرها الساحق على الاقتصاد الإيراني، وستظل صادرات النفط الإيرانية مقيدة، "وأعتقد أن إيران ستقع تحت ضغط كبير وتوتر سياسي داخلي بسبب قوة الجاذبية في حرب قره باغ، وسيحافظ ترمب على تحالف قوي للغاية مع الإمارات والسعودية، وستواصل الولايات المتحدة جهودها لتشجيع السعودية على إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل".

وافقت دوبريانسكي على أن ترمب سينتصر في الانتخابات المقبلة، معتقدة أنه "بالتأكيد في ما يتعلق بإيران سيكون استمرارًا لممارسة أقصى قدر من الضغط والعقوبات. لكن في ما يتعلق بالتحالف التاريخي لإسرائيل مع الإمارات والبحرين، أعتقد أننا سنشهد تشديداً على السعودية من حيث إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

وقال بيلدت: "إذا فاز جو بايدن، فسيكون نوعًا من العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وأعتقد أنه سيتم تسهيل ذلك من خلال الدبلوماسية الأوروبية والروسية والصينية. وإذا فاز ترمب، سيكون هناك أقصى الضغوطات على إيران"، فيما رأى ترينين أنه إذا فاز ترمب، فسوف يعاقب الكونجرس الأميركي روسيا بشدة على هذا الفوز. إذا فاز بايدن، فسوف يعاقب الكونجرس والبيت الأبيض روسيا، لذلك لا أعتقد أن روسيا ستستفيد، بغض النظر عن الطريقة التي تسير بها الانتخابات في الولايات المتحدة".

في لبنان وأزماته

في محور الوضع اللبناني، أكد ترينين أن ليس لروسيا نفوذ كبير على إيران في ما يتعلق بما يمكن أن تفعله في لبنان، فيما قال بيلدت: "يكون لبنان على ما يرام إلى حد ما عندما يكون لجميع القوى الأخرى مصلحة في استقرار لبنان. عندما تتباعد القوى ولا تكون لها هذه المصلحة فعندئذ يعاني لبنان. لذا فإن ما يحدث في لبنان هو بالطبع انعكاس لما نراه بشكل عام في الشرق الأوسط".

وقالت دوبريانسكي: "في ما يتعلق بسياستنا الشديدة الضربات تجاه إيران، ودعم إيران لحزب الله في لبنان، والذي أضر حقًا بمسار لبنان الخاص إلى الأمام ، فإن جوابي سيكون إذا تم انتخاب ترمب، فسيكون هناك استمرار لعقوبات أكثر صرامة، لأن الارتباط بين إيران وما تفعله إيران في لبنان يحمل أبعادًا خطرة".

وعلق جفيلر قائلًا: "سنشهد تشديد العقوبات على إيران، وأحد الأهداف الرئيسية للعقوبات هو منع التمويل الإيراني للجماعات الإرهابية مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن".

في نزاع قره باغ

بحسب ترينين، تحول الصراع في قره باغ إلى حرب بفضل زيادة الاهتمام التركي ونفوذ أنقرة في جنوب القوقاز. وهو يعتقد أن ميزان القوى يميل نحو أذربيجان التي حصلت على الكثير من المساعدة، والكثير من التوجيهات، والتشجيع من تركيا وروسيا، "كما قدمت إسرائيل لباكو أنظمة عسكرية. لكن تركيا كانت منخرطة سياسيًا واستراتيجيًا، وقد نقلت آلاف المقاتلين الأجانب من إدلب إلى مسرح القتال".

رأى جفيلر أن أذربيجان واحدة من أكبر موردي النفط ومنتجاته لإسرائيل، "وهذه مصلحة اقتصادية طويلة الأمد. كما تعد أذربيجان سوقًا رئيسيًا لصناعة الأسلحة الإسرائيلية، وبالتالي هناك رابطان رئيسيان هناك. وثالثًا، العلاقة مع أذربيجان تمنح إسرائيل نفوذًا جيوسياسيًا إضافيًا في مواجهة إيران. من الواضح أن الأرمن ليسوا سعداء جدًا بهذا الأمر، فهم يرون أنفسهم جنبًا إلى جنب مع اليهود كواحدة من الدولتين اللتين تعرضا للإبادة الجماعية في القرن العشرين ولا يفهمون لماذا لا يوجد تعاطف اسرائيلي ودعم لموقفهم".

أما دوبريانسكي فرأت أن علاقة أميركا مع تركيا معقدة. قالت: "كان على كل إدارة أميركية، ديمقراطية أو جمهورية، التعامل بحذر شديد مع تركيا، لأنها تتماشى مع روسيا، أو تتبع طريقها الخاص الذي حدده إردوغان".