إيلاف من لندن: انطلقت في بغداد ومحافظات البلاد الوسطى والجنوبية الاحد تظاهرات حاشدة احياء للذكرى الاولى لبدء الاحتجاجات العام الماضي وذلك وسط اجراءات امنية مشددة ودعوات شبابية ورسمية وحقوقية لسلمية التظاهر فيما وجهت لجنة التظاهر نداء للمشاركين الى التجمع قرب المنطقة الخضراء وسط هتافات ضد ايران والفساد.

وشهدت العاصمة العراقية تجمعات حاشدة في ساحة التحرير وسط العاصمة وعلى الجسور المؤدية الى المنطقة الخضراء التي تضم مقار الرئاسات العراقية والسفارات الاجنبية تتقدمها الاميركية وبعثتا الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. كما انتشرت القوات الامنية في المناطق المحيطة بالخضراء واغلقت الجسور المؤدية اليها.

كما شهدت منطقة العلاوي قرب احدى بوابات الخضراء احتكاكا بسبب الزحام والتدافع بين المتظاهرين والقوات الامنية التي اطلقت قنابل دخانية ما دعا المتظاهرين الى تشكيل سلسلة بشرية بين الطرفين لمنع وقوع اي صدامات.

متظاهرو بغداد يهتفون ضد ايران:

واثر ذلك وجهت اللجنة المنظمة للتظاهرات نداء الى المشاركين حصلت "ايلاف" على نصه قالت فيه " نداء ،،، ثوارنا المتواجدين في ساحة التحرير ان اعداد قوات الشغب ضعف إعدادنا قرب المنطقة الخصراء الرجاء العبور الى جهة الكرخ حيث (الخضراء) بسلمية للالتحاق باخوتكم فاسقاط الفساد لايمكن ان يحصل وانتم تحت سيطرة المليشيات وذيولها الذين يحتلون ساحة التحرير منذ شهور".

واضافت "نكرر النداء حبا بالعراق التحقوا بِنَا في العلاوي قرب المنطقة الغبراء فوجودكم في ساحة التحرير مجرد تجمع لإحياء ذكرى 25 تشرين وهذا ليس مطلب الثوار ابدا ".

سلمية الاحتجاج
ودعت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان المتظاهرين الى السلمية والقوات الامنية الى حمايتهم.

انطلاق التظاهرات في البصرة الجنوبية:

وقالت المفوضية في بيان صحافي حصلت "ايلاف" على نصه "في الذكرى السنوية الأولى لإحتجاجات تشرين تؤكد المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق على كفالة حرية الرأي والتعبير وحق التظاهر السلمي وتدعو كافة المتظاهرين للالتزام بالسلمية والتعاون مع القوات الأمنية في حماية الممتلكات العامة والخاصة والإبتعاد عن أية صدامات وتدعو القوات الأمنية لتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين وتطبيق قواعد الاشتباك الآمن".

كما طالبت المفوضية الحكومة العراقية إلى "الاستجابة لمطالب المتظاهرين السلمية المشروعة والتي تساهم في إحداث التغيير الإيجابي وتعزيز بيئة حقوق الإنسان في البلاد.

التظاهر في الاماكن المخصصة
ومن جهته دعا اللواء يحي رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي المتظاهرين إلى عدم التظاهر خارج ساحة التحرير وسط بغداد والتعاون مع الاجهزة الأمنية والابلاغ عن اي حالة سلبية او مشبوهة.
وشدد رسول على ضرورة عدم السماح لبعض من اسماهم "مدعي الانتماء للمتظاهرين بالاعتداء على القوات الأمنية".. وقال في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "ايلاف" اننا "ندعو ابناءنا المتظاهرين الى عدم التظاهر خارج ساحة التحرير ببغداد كونها مؤمنة بالكامل كما ندعوهم الى التعاون مع الاجهزة الامنية والابلاغ عن اي حالة سلبية او مشبوهة وعدم السماح لبعض مدعين الانتماء للمتظاهرين بالاعتداء على القوات الأمنية المتواجدة لحمايتهم فهم أبناء بلدهم".

وقبيل انطلاق التظاهرات اكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اصداره أوامر مشددة لحماية المتظاهرين داعيا اياهم الى الحفاظ على سلمية احتجاجاتهم. وقال الكاظمي في كلمة متلفزة تابعتها "أيلاف" اننا "نستعيد ذكرى الخامسِ والعشرينَ من أكتوبر لنُذكِّرَ أنفسَنا بأنّ للشعبِ حقوقاً أصيلةً ، وصوتاً واضحاً وموقفاً شجاعاً ورؤية ، وأنّ وظيفةَ الحاكمِ هي الاستماعُ إلى صوتِ شعبِه".

واشار الى أنّ "الحَراكَ الاجتماعيَ العراقي قد وضعَ خريطةَ طريقٍ أقرَّ بها الجميعُ، ونحن ماضون فيها حيث تشكلتْ هذه الحكومةْ وهي تضعُ نُصبَ عينها أنْ تكونَ معبّراً لإرادةِ الشعب.. أنّنا حكومةٌ هدفُها الأساسيُ هو التحضيرُ لانتخاباتٍ حرّةٍ نزيهةٍ وعادلة ونعمل على أن تراقب منظماتٌ ومؤسساتٌ دولية هذه الانتخاباتِ لضمان المزيدِ من الشفافيةِ والنزاهة".

وتأتي تظاهرات اليوم الاحتجاجية احياء للذكرى الأولى لانطلاق التظاهرات الشعبية في البلاد التي اجتاحت العاصمة و9 محافظات وسطى وجنوبية في 25 اكتوبر 2019 مطالبة برحيل الاحزاب المتنفذة والقضاء على الفساد وتوفير الخدمات الاساسية وانهاء الهيمنة الايرانية على شؤون العراق، حيث أسفرت عن الاطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الكاظمي.

وكانت الحكومة العراقية اعلنت رسميا في نهاية يوليو الماضي ان العدد الكلي لقتلى الاحتجاجات الشعبية من المتظاهرين والقوات الامنية قد بلغ 560 ضحية، فيما شكل الكاظمي لجنة تحقيق في أعمال العنف متعهداً بتقديم المتورطين الى العدالة.