ابوظبي: أكّد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد رفض بلاده لخطاب "الكراهية" وتبرير "الارهاب" بعد اعتداءات نُسبت لاسلاميين متطرفين.

وتعيش فرنسا حالة من الصدمة بعد قطع رأس مدرّس ومقتل ثلاثة أشخاص داخل كنيسة، في اعتداءين وقعا على خلفية إعادة نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد تعتبر مسيئة للاسلام عبر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة التي هاجم إسلاميون متطرّفون مقرّها في العام 2015.

ودافع ماكرون عن حق نشر الرسوم ما أثار تظاهرات معادية له في العديد من الدول المسلمة وسط دعوات لمقاطعة البضائع الفرنسية.

وعبّر الشيخ محمد بن زايد للرئيس الفرنسي خلال اتصال هاتفي بينهما عن "إدانته الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها فرنسا خلال الفترة الماضية"، مؤكدا أن "هذه الممارسات تتنافى مع تعاليم ومبادئ الأديان السماوية كافة"، بحسب بيان رسمي.

وشدّد الرجل القوي في الدولة الخليجية الثرية على معارضته "خطاب الكراهية الذي يسيء إلى العلاقة بين الشعوب ويؤذي مشاعر الملايين من البشر ويخدم أصحاب الأفكار المتطرفة"، رافضا "بشكل قاطع أي تبرير للإجرام والعنف والإرهاب".

وأشار إلى أن "الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يمثل قدسية عظيمة لدى المسلمين ولكن ربط هذا الموضوع بالعنف وتسييسه أمر مرفوض".

والسبت قال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع قناة "الجزيرة" إنه يتفهم أن المسلمين قد "يُصدَمون" جراء نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد لكن الرسوم لا تبرر العنف.

وتقول مصادر في محيط ماكرون إن الرئيس الفرنسي يسعى إلى "توضيح رؤيته بطريقة هادئة"، مع رغبته في إظهار أن "تصريحاته حول محاربة الانعزالية تم تشويهها و(تصريحاته) حول الرسوم الكاريكاتورية يتم عرضها بطريقة كاريكاتورية في أغلب الأحيان".

وبعد الاستنكار الدولي الذي خلفه الاعتداء على كنيسة في نيس، دعت فرنسا مواطنيها المقيمين خارج البلاد إلى الحيطة وعززت تأمين أراضيها خاصة أماكن العبادة والمؤسسات التعليمية.

وشهدت نيس في 14 يوليو 2016 هجوماً خلال الاحتفالات بالعيد الوطني أدى إلى مقتل 86 شخصا. وصدم المهاجم محمد لحويج بوهلال وهو فرنسي تونسي يبلغ 31 عاماً، بشاحنة أطفالاً وعائلات كثيرة وسياحاً أجانب خلال أربع دقائق، قبل أن ترديه قوات الأمن.

وتتعرّض فرنسا منذ العام 2015 لموجة اعتداءات غير مسبوقة أوقعت نحو 260 قتيلاً.

وتتعاون الإمارات مع فرنسا في المجالات العسكرية والثقافية، وهي من أكبر الشركاء التجاريين لباريس في الشرق الاوسط.