إيلاف من لندن: تبادل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وزعيم المعارضة العمالية كير ستارمر اللكمات المشددة حول تفويض السلطة في اسكوتلندا. وعقدت جلسة مساءلة رئيس الوزراء المعروفة المعتادة في مجلس العموم الأربعاء، وهي كانت جلسة غير مسبوقة، حيث لأول مرة يشارك رئيس الوزراء بالإجابة على الأسئلة "افتراضيًا" وعبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب عزلته الذاتية.

وواجه جونسون ما يمكن وصفه بـ"الضربات الوحشية" من جانب زعيم المعارضة، وكذلك انتقادات شديدة بسبب تعليقاته بأن انتقال السلطة شمال الحدود كان "كارثة" وكان "أكبر خطأ" توني بلير.

وسخر زعيم حزب العمال خلال الجلسة من أن حديث جونسون الفضفاض كان يساعد في "تأجيج تفكك المملكة المتحدة". وقال كير: "أكبر تهديد للمملكة المتحدة هو رئيس الوزراء في كل مرة يفتح فمه في هذا الأمر".

كما شارك في المداخلات الملتهبة بالانتقادات إيان بلاكفورد زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، قائلاً إن "قناع حزب المحافظين انزلق". لكن جونسون رد بالقول إن الشعب الاسكتلندي لا يريد الاستقلال و"من شبه المؤكد أنه سيرفضه مرة أخرى".

خلال الجلسة البرلمانية الافتراضية، جلس جونسون أمام خلفية شاحبة تحمل اسم 10 داونينغ ستريت مرتديًا بدلة وربطة عنق، وقام بتعديل العبارة الافتتاحية التقليدية حول اجتماعاته هذا الصباح ليقول إنه كان يحضر اجتماعات "افتراضية".

ثغرات تكنولوجية

لكن كان هناك بعض الثغرات في التكنولوجيا، حيث ابتلي رئيس الوزراء بميكروفون صغير، انتهى به الأمر إلى التحدث عبر مكبر الصوت في بعض الأحيان، ويكافح من أجل أن يتم سماعه. واقترح بعض مستخدمي تويتر أن رئيس الوزراء كان خلال الجلسة الافتراضية يشبه "ساحر أوز"، حيث ظهرت صورة لوجهه على الشاشات الكبيرة فوق رؤوس النواب.

يذكر أنه في التعليقات المسربة من لقاء خاص على تطبيق Zoom مع أعضاء في البرلمان يوم الخميس الماضي، وصف جونسون انتقال السلطة لبرلمان اسكوتلندا من مجلس العموم بأنه "كارثة"، وهاجم بلير لتسليمه الصلاحيات إلى ذلك البرلمان الذي يسمى (Holyrood) منذ أكثر من 20 عامًا.

وكانت الوزير الأول في اسكوتلندا نيكولا ستيرجن التي تريد استخدام الانتخابات شمال الحدود في مايو 2021 كمنصة لفرض استفتاء جديد على الاستقلال، قد قالت في أول ردة فعل على تصريحات جونسون بأن جونسون يريد استعادة سيطرة وستمنستر على قرار اسكوتلندا.

أهم الإنجازات

في مناقشات مجلس العموم بعد ظهر الأربعاء، قال زعيم حزب العمال السير كير ستارمر: "يعتبر انتقال السلطة في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية أحد أكثر الإنجازات التي تفتخر بها حكومة حزب العمال الأخيرة. حتى الآن، مهما كانت خلافاتنا، كان هناك إجماع واسع جدًا حول نقل السلطة".

تساءل: "إذن لماذا أخبر رئيس الوزراء نوابه هذا الأسبوع بأن نقل السلطة في اسكتلندا، على حد قوله ، كارثة؟"

أجاب جونسون: "أعتقد أن ما كان بلا شك كارثة هو الطريقة التي اتخذ بها الحزب الوطني الاسكتلندي واستخدم نقل السلطة كوسيلة لعدم تحسين حياة ناخبيهم ، وليس لمعالجة مخاوفهم الصحية ، وليس لتحسين التعليم في اسكتلندا، ولكن باستمرار - وأنا أعلم أن هذه في الواقع وجهة نظر يشاركها (السير كير ستارمر) - ولكن باستمرار حملة من أجل تفكك بلدنا".

سياسة سليمة
وأضاف جونسون: تفويض السلطة، سياسة سليمة استفدت منها شخصيًا عندما كنت أدير لندن كعمدة، لكن تحويل السلطة إلى مهمة لتفكيك المملكة المتحدة، كما يجري في اسكوتلندا، في رأيي، سيكون كارثة."

وقال جونسون إن قوة الاتحاد كانت نعمة هائلة في جائحة فيروس كورونا، وقال في إشارة واضحة للرد على استطلاعات الرأي التي تظهر ارتفاعًا كبيرًا في دعم الاستقلال.

أضاف جونسون أن الشعب الاسكتلندي سيرفض "بشكل شبه مؤكد" دفع الحزب الوطني الاسكتلندي إذا كان هناك استفتاء، "أعتقد أنه شيء سوف يرفضونه بشكل شبه مؤكد".