فيينا: كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء أن إيران بدأت تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة في قسم تحت الأرض ضمن منشأة نطنز النووية.

وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، أكدت في تقرير لها الأسبوع الماضي، أن طهران شرعت في تجهيز أجهزة طرد متطورة في نطنز التي تعد أهم منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران.

وسبق لرئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن أعلن خطوة مماثلة في أيلول/سبتمبر، مشيرا الى أن هذه الأجهزة المتطورة سيتم وضعها "في قلب الجبال" ضمن المنشأة الواقعة وسط الجمهورية الإسلامية.

وقال رافايل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقرا لها، في مؤتمر صحافي الأربعاء، إنه لدى إعداد التقرير الأخير "لم يكونوا (الإيرانيون) بدأوا النشاطات بعد... الآن يحصل هذا الأمر"، في إشارة الى تشغيل الأجهزة المتطورة.

وبموجب الاتفاق حول برنامجها النووي المبرم مع القوى الكبرى عام 2015، يُسمح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم لكن باستخدام أجهزة أقل تطورا. لكن إيران، وبعد نحو عام من انسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي من الاتفاق وإعادة فرضها عقوبات اقتصادية قاسية على طهران عام 2018، عمدت الى التراجع عن تنفيذ العديد من التزاماتها.

لكن غروسي أكد أن تشغيل الأجهزة المتطورة لن يؤدي الى "زيادة مهمة في كميات" اليورانيوم الذي يتم تخصيبه، نظرا إلى أن هذه الأجهزة نقلت من مكان آخر في المنشأة ذاتها.

وكان تقرير الوكالة الدولية أشار الى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بات أعلى من الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي، إن لجهة الكمية أو درجة التخصيب.

والإثنين، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الرئبس دونالد ترامب استطلع الأسبوع الماضي آراء مستشاريه حيال امكانية "التحرك" ضد موقع نووي إيراني قد يكون نطنز، خلال الأسابيع المتبقية قبل تسليم السلطة في كانون الثاني/يناير. وأضافت أنّ هؤلاء "أقنعوا الرئيس بعدم المضيّ قدماً في شنّ ضربة عسكرية" خشية أن تؤدّي إلى نزاع واسع النطاق.

وشهد أحد مباني المنشأة انفجارا في الثاني من تموز/يوليو الماضي. وأعلن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي أنه نتج عن "عمل تخريبي".

وردا على سؤال عما اذا كانت التقارير عن ضربة أميركية محتملة تثير قلقه، قال غروسي "لن أتكهن بشأن تكهّن. لم يتم إبلاغنا بشيء".

الى ذلك، تطرق المدير العام الى جزء آخر من التقرير الأخير للوكالة، وهو طلبها من إيران تقديم توضيحات حول موقع نووي أثار شبهات لديها، واعتبارها أن المعلومات التي وفرتها طهران "تفتقر للمصداقية من الناحية التقنية".

وأوضح غروسي أن الموقع المذكور يقع في تورقوزآباد بمحافظة طهران، وهي منطقة سبق لإسرائيل أن اتهمت إيران بإخفاء موقع سري للنشاطات الذرية فيها.

وكرر القول إن "ما يبلغوننا به (الإيرانيون)، لا يستقيم من وجهة نظر تقنية (...) هذه ليست ممارسة أكاديمية. عليهم أن يشرحوا لنا لماذا عثرنا على ما عثرنا عليه".