إيلاف من لندن: دعت بريطانيا إلى تحرك دولي وأعلنت تقديم حزمة مساعدات جديدة في الوقت الذي يشير فيه تقرير إلى أن الآلاف من اليمنيين يواجهون "الجوع الشديد والموت والدمار".

حزمة المساعدات البريطانية الجديدة ستساعد 1.5 مليون أسرة يمنية لشراء المواد الغذائية والأدوية، وبذلك ترتفع مساهمات المملكة المتحدة هذه السنة إلى 214 مليون جنيه إسترليني.

جاءت المساعدات الجديدة، في الوقت الذي يشير فيه تقرير جديد إلى أن تفاقم الأزمة قد تسبب في أن يعيش آلاف الناس في حالة "شبه مجاعة" ويواجهون الجوع الشديد والموت والدمار.

وحث وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب المجتمع الدولي على زيادة المساعدات، وتوزيع الأموال التي تعهد المانحون بتقديمها، ودعم عملية السلام للحيلولة دون تفاقم الأزمة أكثر من ذلك. هذا الإعلان اليوم بتقديم 14 مليون جنيه إسترليني من المساعدات البريطانية الجديدة من شأنه مساعدة 1.5 أسرة في الحصول على المواد الغذائية والأدوية، وبذلك ترتفع مساهمات المملكة المتحدة هذه السنة إلى 214 مليون جنيه إسترليني.

ناقوس الخطر

يُظهر استطلاع جديد من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) أنّ 16,500 شخص يعيشون بحالة شبه مجاعة في اليمن، وهذا رقم من المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات بحلول شهر يونيو 2021.

كما إن 13.5 مليون شخص بالإجمالي في اليمن معرضون لخطر الجوع حتى الموت أو أنهم يواجهون صعوبة في تأمين ما يكفي من الغذاء لعائلاتهم في خضم الصراع المستمر.

يشار إلى أن المملكة المتحدة دأبت على إطلاق ناقوس الإنذار بشأن اليمن، على الدوام وفي كل مناسبة، ففي اجتماع عقد خصيصا في الأمم المتحدة بشهر سبتمبر، حذّر وزير الخارجية بأن المجاعة تشكل خطراً كبيراً ما لم يدفع المانحون عاجلا الأموال التي تعهدوا بتقديمها وما لم يزيدوا من حجم دعمهم. والمملكة المتحدة مسؤولة عن موضوع أزمة اليمن في مجلس الأمن، وتدعم خطة السلام التي اقترحها المبعوث الخاص مارتن غريفيثس لإنهاء الصراع.

شبه مجاعة

قال وزير الخارجية دومينيك راب: "يعيش الآلاف من اليمنيين الآن في حالة شبه مجاعة، ويواجهون الخطر اليومي للجوع والصراع".

أضاف: "هذه المساعدات البريطانية الجديدة ستنقذ الأرواح من خلال ضمان أن يستطيع أكثر اليمنيين فقرا من إطعام أسرهم. إلا أنّه لا يمكن للمملكة المتحدة أن تحل هذه الأزمة وحدها. حيث يتوجب على المانحين الأخرين تسديد الأموال التي تعهدوا بتقديمها والمساهمة بمزيد من الدعم لمنع تحول ذلك الوضع إلى مأساة أكبر."

تابع راب: في عام 2019، تم تفادي حدوث مجاعة في اليمن، وذلك من خلال حملة تمويل دولية لضمان أن تتمكن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من توفير الغذاء والدعم لمن هم في أمس الحاجة إليه. ومنذ ذلك الوقت، انخفض التمويل المقدم لليمن بشكل كبير. إذ يعد التمويل لليمن لهذه السنة في أدنى مستوياته، فهو فقط نصف ما طلبته الأمم المتحدة من التمويل.

قال بيان لوزارة الخارجية إن معالجة هذه الأزمة تعتبر أولوية لوزير الخارجية، كما هي أولوية لأول مبعوث خاص للمملكة المتحدة للشؤون الإنسانية ومنع المجاعة، نِك داير. فمنذ تعيينه، التقى السيد داير بالمانحين والشركاء لمناقشة كيفية معالجة الجوع الشديد في الدول التي تحتاج إلى مساعدات، بما فيها اليمن.

أكبر المانحين

تعد المملكة المتحدة واحدة من أكبر الجهات المانحة استجابة للأزمة، حيث رصدت أكثر من مليار جنيه إسترليني كمساعدات بريطانية منذ اندلاع الصراع في عام 2015.

وذكر بيان لوزارة الخارجية إن تمويل بريطانيا الحالي والذي تبلغ قيمته 200 مليون جنيه إسترليني لهذه السنة المالية يوفر الدعم كل شهر لما لا يقل عن 500,000 شخص بحاجة للمساعدة لمساعدتهم لشراء المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية، ومعالجة 55,000 طفل من سوء التغذية، وتزويد مليون شخص بإمدادات مياه محسنة واللوازم الأساسية للنظافة الشخصية.

في سبتمبر، أعلن وزير الخارجية تقديم حزمة مساعدات جديدة بقيمة 119 مليون جنيه إسترليني لمواجهة التهديد المشترك لفيروس كورونا والمجاعات، والتي من المتوقع أن تساعد في التخفيف من حدة الجوع الشديد لأكثر من 6 ملايين شخص في كل من اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى ومنطقة الساحل والسودان وجنوب السودان.

في 20 نوفمبر، حذر الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش من أنّ "اليمن الآن أصبح على وشك مواجهة أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود. وفي حالة عدم اتخاذ إجراءات فورية، سنفقد الملايين من الأرواح".