إيلاف من الرباط : وصل الوفد الاميركي - الاسرائيلي الى الرباط بعد ظهر امس على متن أول رحلة تجارية مباشرة من إسرائيل إلى المغرب، وذلك في خطوة رمزية بعد أن توصل البلدان إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما بوساطة من الولايات المتحدة.
واقلت الطائرة التي اقلعت من مطار تل أبيب وفدا أميركيا - اسرائيليا برئاسة مستشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، مستشار الأمن القومي الاسرائيلي ، مئير بن شابات.
وكان في استقبال الوفد في مطار الرباط - سلا مسؤولان والي (محافظ) العاصمة محمد اليعقوبي، ومسؤولين محليين، والسفير الأميركي في المغرب.
ويتضمن برنامج الزيارة لقاء مع الملك محمد السادس.
وتأتي هذه الزيارة بعد إعلان المغرب في 10ديسمبر الحالي استئناف علاقاته مع إسرائيل، في موازاة إعلان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء.
يرتقب أن يوقع الجانبان هذا المساء بالرباط أربع اتفاقيات تشمل فتح خط جوي مباشر بين البلدين لم يحدد جدوله الزمني بعد، وربط نظاميهما المصرفيين، وإحداث تأشيرة سفر للدبلوماسيين من البلدين، إضافة إلى تدبير المياه، بحسب مصادر إسرائيلية رسمية.
كما يتوقع أن يسمح استئناف العلاقات المغربية - الإسرائيلية بتنفيذ "استثمارات بمليارات الدولارات"، بحسب ما أفاد مسؤول إميركي ضمن الوفد في تصريح صحافي أثناء الرحلة، معتبرا أن "المغرب بوابة على إفريقيا ولديه استثمارات ضخمة في مجال المناخ".
وأصبح المغرب رابع دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل في الآونة الأخيرة برعاية الرئيس ترامب. بيد أن المملكة المغربية تستقبل ما بين 50 ألفاً إلى 70 ألف سائح يهودي كل عام، معظمهم قادمون من اسرائيل من أصول مغربية، في رحلات غير مباشرة.
ويطمح الجانب الإسرائيلي إلى إقامة "علاقات دبلوماسية كاملة" مع المغرب بحسب مصادر إسرائيلية، علما أن المملكة سبق لها إقامة علاقات مع إسرائيل حيث يعيش نحو 700 ألف شخص من أصول مغربية، من خلال مكتبي اتصال في البلدين عقب التوقيع على اتفاق أوسلو للسلام عام 1993.
لكن المغرب قطع هذه العلاقات رسميا إثر الانتفاضة الفلسطينية العام 2000. ومن المقرر أن يعاد فتح مكتبي الاتصال في البلدين بموجب الاتفاق الحالي.
وتهدف الرحلة أيضا إلى عرض إنجازات إدارة ترامب في دبلوماسية الشرق الأوسط قبل أسابيع من وصول الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض خلفا لترامب.
وأثار الاعتراف الأميركي بالسيادة المغربية على الصحراء ارتياحا وترحيبا واسعين في المغرب. لكن استئناف العلاقات مع إسرائيل أثار ردود فعل متباينة بين مرحب ومندد في بلد تعد فيه القضية الفلسطينية "قضية وطنية" إلى جانب قضية الصحراء.
في سياق ذلك، نشرت صحيفة "الأحداث المغربية" المعروفة بقربها من الأوساط الرسمية الثلاثاء حوارا مع كوشنر قال فيه إن للمغرب منذ عقود دورا تاريخيا في التقريب بين شعوب المنطقة"، معنونة صفحتها الأولى "سلام" بالعربية والعبرية.
والمغرب موطن لأكبر جالية يهودية في شمال إفريقيا تعود إلى العصور القديمة ونمت مع وصول اليهود الذين طردهم الملوك الكاثوليك من إسبانيا منذ 1492 مع المسلمين.
وكان عددهم حوالى 250 ألفًا في أواخر أربعينيات القرن الماضي يشكلون عشرة بالمئة من السكان، لكن العديد من اليهود غادروا بعد إنشاء دولة إسرائيل في 1948.
بقي حوالى ثلاثة آلاف يهودي في المغرب بينما يقيم 700 ألف يهودي من أصل مغربي في اسرائيل. وعلى الرغم من توقف العلاقات الثنائية في العام 2000، استمرت التجارة وبلغت 149 مليون دولار بين عامي 2014 و2017 ، بحسب الصحف المغربية.
ويزور الكثير من اليهود من أصول مغربية، غالبيتهم إسرائيليون، المملكة لإحياء احتفالات دينية في مزارات يهودية مغربية.
كما ينص الدستور المغربي على "الرافد العبري" باعتباره مكونا من مكونات الهوية الوطنية في ما يعد أمرا نادرا بالعالم العربي.
من جانب آخر، تضمن الاعتراف الأميركي بالسيادة المغربية على الصحراء أيضا الإعلان عن عزم الولايات المتحدة افتح قنصلية في مدينة الداخلة بالصحراء، بينما تحدثت الصحافة المغربية عن حزمة استثمارات أميركية "هائلة" في المنطقة.