ايلاف من لندن : تفجرت المواجهة التي هدد بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع المليشيات العراقية الموالية لايران ليل الاحد بأوامر اعتقال لعدد من قادة كتائب حزب الله يتقدمهم ابو علي العسكري الذي تطاول على الكاظمي بكلمات نابية والمتهم باطلاق صواريخ الكاتيوشا على مؤسسات عراقية واهداف اميركية.

وفيما ذكرت مصادر عراقية صدور أربعة أوامر قبض بحق قادة في كتائب حزب الله العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الايراني يتقدمهم القيادي عضو الشورى في الكتائب ابو علي العسكري، الذي كان قد تطاول على رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة الكاظمي بكلمات نابية.
ففي مذكرة صادرة عن محكمة تحقيق الكرخ في بغداد المختصة بنظر القضايا الارهابية والتابعة الى المجلس الاعلى للقضاء العراقي وحصلت نسخة منها الى "إيلاف" مساء الاحد، وهي معنونة "أمر قبض" وموجهة الى اعضاء الضبط القضائي وافراد الشرطة كافة تخولهم "بالقبض على المتهم حسين مؤنس فرج العبودي المدعو ابو علي العسكري" ومحل اقامته بمدينة الصدر في بغداد.
ويشير الامر الموّقع من القاضي جبار حسين عليوي الى نوع الجريمة والمادة القانونية المستند اليه بأنه "وفقا للمادة الرابعة ارهاب" والتي يصل حكمها الى الاعدام.. وهو يقضي أيضا باحضاره امام المحكمة في الحال لكونه متهما في الشكوى المقدمة ضده من مديرية أمن الحشد الشعبي.

العسكري تطاول على الكاظمي
وجاء أمر القبض على العسكري المتهم بالمشاركة في قصف المنطقة الخضراء والسفارة الاميركية في بغداد بعد ساعات من نشره تغريدة على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف" يتطاول فيها على الكاظمي ويتوعده.

وجاء في التغريدة (إن المنطقة اليوم تغلي على صفيح ساخن وان احتمال نشوب حرب شاملة قائم وهو ما يستدعي ضبط النفس لتضييع الفرصة على العدو بأن لانكون الطرف البادئ لها. ولعل عمليات القصف في الايام الماضية لاتصب الا في مصلحة عدونا ترمب الاحمق وهذا مايجب ان لايتكرر.ان تحالفنا مع الاخوة في فصائل المقاومة سواء المحلية منها او الخارجية تحالف متين وما يمسهم يمسنا ونحن ملتزمون بالدفاع عنهم ضمن الاطر المحددة والمقررة بيننا. ومن هنا ندعو كاظمي الغادر ان لا يختبر صبر المقاومة بعد اليوم فالوقت مناسب جدا لتقطيع "اذنيه كما تُقطع اذان الماعز" ولن تحميه حينها الاطلاعات الايرانية ولا CIA الاميركية ولا المزايدين على مصلحة الوطن).

وكان الكاظمي قد حذر الجمعة المليشيات عقب اعتقال القيادي في عصائب أهل الحق المسؤول عن كتيبة صواريخها حسام الزيرجاوي ثم تهديدها بمهاجمة المقر الامني المعتقل فيه قائلا في تغريدة على "تويتر" اننا "مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر"، ما ارغم الخزعلي على التراجع وتوجيه مسلحيه بعدم التصعيد والانسحاب من الشوارع لكي لا تخرج الأمور عن السيطرة الامر الذي اعاد الهدوء الى العاصمة بغداد.

والعسكري عضو في مجلس شورى كتائب حزب الله ومهمته إيصال رسائل تهديد للمسؤولين وكشف معلومات استخباراتية محددة للجمهور عند الحاجة وسبق له ان اتهم الكاظمي عندما كان رئيسًا لجهاز المخابرات بالضلوع في التخطيط لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد العراقية أبو مهدي المهندس بطائرة اميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير الماضي.

وهو أيضا متهم بالمسؤولية عن مقتل الخبير الأمني هشام الهاشمي الذي كان أول من ربط بين حساب ابو علي العسكري واسم حسين مؤنس وتصاعدت حدة الاتهامات الموجهة إليه بعد مقتل الهاشمي إلى حد اضطره لنفيها علنا.

مذكرات اعتقال لقياديين آخرين
كما اشارت مصادر عراقية الى أن القضاء العراقي أصدر أربع مذكرات قبض لشخصيات عسكرية ومدنية لها علاقة بالمجموعات التي تطلق الصواريخ على البعثات الدبلوماسية والعسكرية في بغداد والمحافظات الأخرى.

وقالت المصادر إن "الشخصيات المتورطة هم ثلاثة قادة من كتائب حزب الله وشخصية مدنية لهم علاقة بالمدعو أبو علي العسكري" كما نقلت عنهم قناة "الحرة العراق" الممولة من وزارة الخارجية الاميركية في تقرير تابعته "إيلاف"، منوها الى أن "القضاء تحرك على الجميع والآن تتم ملاحقتهم بعد أن صدر أمر قضائي باعتقالهم".. مضيفا أن "من المتوقع أن يكون أبو علي العسكري خارج العراق الآن".

وجاءت هذه التطورات فيما ينتظر ان يصل الى طهران خلال ساعات وفد عراقي حاملا رسالة من الكاظمي الى قادتها يعتقد انها تتعلق بتصاعد التهديدات الاميركية الايرانية وعمليات المليشيات العراقية الموالية لطهران في استهدافها للسفارة الاميركية.

ويترأس الوفد ابو جهاد المهندس رئيس مكتب رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي بدرجة وزير والمقرب من ايران حاملا رسالة من الكاظمي الى القادة الايرانيين حول التطورات الامنية في العراق وتزايد التهديدات بين واشنطن وطهران على خلفية استمرار مليشيات ايران العراقية باستهداف السفارة والقواعد الاميركية في العراق بصواريخ الكاتيوشا.