رغم تكاثر الأحداث في 2020، يبقى حدث كورونا مالئ الدنيا وشاغل الناس، ولا يزال، لذا رسا عليه خيار أغلبية عظمى من أصوات قراء "إيلاف".

إيلاف من بيروت: لا شك في أن 2020 من أكثر السنوات مأساوية في تاريخ العالم. فالاقتصادات تنهار، والدول تنتقل بين إغلاق وإغلاق. التنافس كبير لإنتاج لقاح يجنب البشرية الفناء البطيء بسبب جائحة لا يعرف الناس حقيقة منشئها.

إلى جانب الجائحة، تميزت هذه السنة بحوادث أخرى. سألت "إيلاف" قارئها: "برأيك، أي هذه الأحداث كان الأبرز في 2020؟"، موردة خيارات عدة. الخيار الأكثر نيلًا للأصوات كان "فيروس كورونا" (85 في المئة من الأصوات)، ثم "انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة" (10 في المئة)، ثم "التطبيع العربي مع إسرائيل" (أربعة في المئة)، وأخيرًا "بريكست" (واحد في المئة).

لا عجب أن ينال كورونا قصب السباق. فهو الفيروس الذي شل حياة البشرية جمعاء، ودفع بالدول إلى إغلاقات متكررة، وإلى عزل أنفسها عن دول جوارها، مستهدفًا الحياة البشرية كما نعرفها، ومغيرًا عاداتنا جميعًا، فارضًا التباعد الاجتماعي، والتعليم عن بعد، والاجتماعات من خلال تطبيقات المحادثة الافتراضية بالصوت والصورة، ومانعًا حياة اللهو والسهر.

فهذا الفيروس فرض نمطه المعيشي على أكثر من 4 مليارات إنسان، مخيفًا الناس من التنفس أحيانًا، ومتسابقًا مع السعي الحثيث لإنتاج لقاح بإنتاج سلالات متحورة، صارت هي الأخرى مدارًا لنسج الكثير من الخرافات ونظريات المؤامرة.

أما انتخاب بايدن، فلم يكن حدثًا بذاته، بقدر ما كان رفض سلفه دونالد ترمب التسليم بأنه خسر في الانتخابات، وبأن الأميركيين، وحتى الجمهوريين منهم، عافوه ولفظوه، واختاروا منافسه، بعدما أرهقهم بولاية رئاسية هي الأكثر إثارة للجدال في التاريخ الأميركي.

ثالثًا، حلت مسألة التطبيع العربي مع إسرائيل. لا شك في أن هذه المسألة حدثٌ فعلي، بعد خمسة عقود من صراع عربي – إسرائيلي وصل أحيانًا إلى أن يكون سببًا في حرب إقليمية، وكان ورقةً مهمة ضمن أوراق الحرب الباردة. فهذا التطبيع بين أربع دول عربية وبين إسرائيل سيغير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة العربية، لكنه على أهميته لم يكن حدثًا مهمًا بقدر أهمية كورونا.

أخيرًا، بريكست. لم ينل هذا الخيار الكثير من التصويت. فالقارئ العربي مشغول عن هذه المسألة بأمور أخرى، خصوصًا أن بريطانيا اليوم بعيدة عنه، خصوصًا أن السفر إليها ممنوع بسبب السلالة المتحورة من كورونا.