تعزز الولايات المتحدة حضورها في الداخلة، بعد اعترافيها بمغربية الصحراء الكبرى، فتفتتح في المدينة الأحد قنصلية، ومكتبًا لمبادرة "ازدهار أفريقيا".
إيلاف من الرباط: تشهد مدينة الداخلة، ثاني اكبر مدن الصحراء المغربية، الأحد، حدثين مهمين: افتتاح القنصلية الاميركية، وافتتاح مكتب لمبادرة "ازدهار أفريقيا" الاميركية، وذلك في حضور ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب، وديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الاميركي المكلف شؤون الشرق الأوسط، وآدم بوهلر، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الأميركية الدولية لتمويل التنمية.
كان مبرمجًا افتتاح المنشأتين الاميركيتين في الداخلة الجمعة بيد أن تغيرًا في اجندة المسؤولين الاميركيين أرجأ افتتاحهما إلى الاحد.
مقاربة شجاعة
على صعيد ذي صلة، قال شينكر في مؤتمر صحافي عقده الخميس بالجزائر إن المفاوضات حول قضية الصحراء يتعين أن تتم في إطار مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، مشيرًا إلى أن اعتراف الإدارة الأميركية بسيادة المغرب على الصحراء هي "مقاربة شجاعة"، ترمي إلى إيجاد تسوية للخلاف حول الصحراء.
وشدد شينكر على ضرورة إيجاد حلول شجاعة، مبرزا أن “كافة المساعي التي تمت مباشرتها سابقا باءت بالفشل”.
وكان الرئيس الاميركي المتهية ولايته دونالد ترمب قد أعلن خلال اتصال هاتفي، يوم 10 ديسمبر الماضي، مع الملك محمد السادس، عن إصدار مرسوم رئاسي "بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية".
وأعلن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في وقت سابق أن واشنطن تعتزم فتح بعثة دبلوماسية "افتراضية" في الصحراء المغربية عقب اعترافها بسيادة المغرب عليها، في انتظار فتح قنصلية "قريبًا".
وغرد بومبيو على تويتر: "يسعدني أن أعلن انطلاق مسار فتح قنصلية للولايات المتحدة في الصحراء الغربية".
وزاد أنه سيجري "افتتاح مركز حضور افتراضي فورا" في السفارة الاميركية بالرباط على أن "تتلوه قريبًا قنصلية"، من دون أن يحدد جدولًا زمنيًا لفتحها.
أضاف: "الحضور الافتراضي سيعتمد على سفارة الولايات المتحدة في الرباط" وسيولي "اهتمامًا خاصًا بتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية".
أعاد بومبيو التأكيد على أن واشنطن "تواصل دعم المفاوضات السياسية لحل الخلافات بين المغرب وجبهة البوليساريو، في إطار خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب".
مشاريع تنموية
يأتي افتتاح مكتب لمبادرة "ازدهار أفريقيا" بالداخلة في سياق التزام المؤسسة الأميركية الدولية بتمويل مشاريع تنموية واستثمارات بالمغرب والقارة الافريقية بقيمة خمسة مليار دولار، تبعًا للاتفاقية الموقعة مع الحكومة المغربية على هامش زيارة الوفد الأميركي - الإسرائيلي إلى الرباط نهاية ديسمبر الماضي.
واحتضن مقر وزارة الاقتصاد والمالية بالرباط مساء الخميس جلسة عمل جمعت الرئيس التنفيذي للمؤسسة الأميركية الدولية لتمويل التنمية بعدد من المسؤولين الحكوميين المغاربة، وذلك في حضور السفير الاميركي لدى الرباط ديفيد فيشر.
وأجرى بوهلر مباحثات مع محمد بنشعبون وزير الاقتصاد والمالية،وحفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة، ومحسن الجازولي الوزير المنتدب في وزارة الخارجية،تناولت الفرص التجارية والاستثمارية العديدة المتاحة للولايات المتحدة والمغرب.
وقدم الوزير العلمي خلال الاجتماع مجموعة من الفرص الاستثمارية في قطاعات صناعية واعدة بهدف استقطاب مستثمرين أميركيين للمساهمة في تعزيز المنظومات الصناعية المغربية، وإحداث فرص عمل.
التعليقات