ايلاف من لندن: روى شيوخ ووجهاء عشائر عراقية في المحافظات المحررة من تنظيم داعش قصصا مروعة عن تغييب المليشيات الموالية لايران للالاف من ابنائها وممارساتها الوحشية لهم، فيما تعتبر منظامات اممية العراق اكبر مستودع للمغيبين قسرا في العالم.

وقال شيوخ ووجهاء عشائر الاسحاقي بمحافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد في رسالة الاربعاء حصلت "ايلاف" على نصها موقعة من الشيخ طامي المجمعي المتحدث الرسمي لمجلس أعيان وشخصيات العراق موجهة الى الحكومة العراقية والبرلمان والسلطات التنفيذية والمجتمعين العربي والعالمي ومنظمات الصليب الأحمر الدولي والاخرى الانسانية الدولية والإقليمية يبلغون فيها عن "العثور على مقبرة جماعية في ناحية الاسحاقي الجزيرة جنوب مدينة تكريت عاصمة المحافظة بمنطقة جالي وهي تضم العشرات من جثث المغيبين في فترة تحرير مناطقنا من احتلال تنظيم داعش الإرهابي في العام 2014 وقد قامت القوات الماسكة للأرض بمنع الأهالي من حفر المقبرة والبحث عن أولادهم المغدورين خوفا من فتح ملف المختطفين والمغيبين قسريا".

واوضحوا انه بعد الضغط تم إصدار قرار من قبل القاضي بمفاتحة دائرة مؤسسة الشهداء في مدينة بلد لغرض مفاتحة مفوضية حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر والمنظمات المختصة في هذا الشأن لغرض حفر المقبرة والتعرف على الجثث او من خلال فحص دي أن دي".

مداهمة قرى واعتقال اهلها
واشاروا الى ان المعلومات المتوفرة عن هذه الجثث المكتشفة في المقبرة تعود إلى العوائل المغيبة قسريا من قبل الميليشيات الموالية لايران حين قامت في 25 مايو عام 2015 بمداهمة قرية الخاطر في الجزيرة واعتقال عوض علي خاطر وأولاده أدهم وسعد وسعدون علي خاطر وأولاده هشام وسعد وعلي ابراهيم خاطر وأولاده حسين وعباس وسعد ابراهيم علي خاطر ولفتة عباس جراد وحماد عباس جراد وخليفة محمد جراد ، كما تم اخذ خمس سيارات نوع بيك أب موديل حديث ثم تم بعد ايام تهجير الأهالي من مناطقهم.

وبينوا انه في منطقة الدجيل قامت القوات الأمنية الماسكة للأرض التابعة إلى اللواء 17 جيش بأعتقال خليل ابراهيم خاطر وأولاده إسماعيل وحقي وشجيرج نعمان خليل خاطر وإسماعيل وعبدالله أولاد ابراهيم خاطر وباسم صالح خليفة خاطر ومنهل مزهر خليفة خاطر وصادق على خاطر ووعد ابراهيم علي خاطر وحمدان خليل ابراهيم خاطر والاستيلاء على ست سيارات نوع عذاري بيك أب وكيا حمل وبعدها بفترة تم اعتقال عبدالله محسن ابراهيم خاطر وسعد ابراهيم خاطر وحسن خلف فلاح خاطر من قبل الميليشيات.
وتساءل شيوخ ووجهاء عشائر المجمع بني جميل عن مصير ابنائهم المغيبين من تاريخ تحرير مناطقهم من تنظيم داعش من قبلهم بعد تضحيات اثر دخوله الى مناطقهم في 16 حزيران يونيو عام 2014 وبعدها دخول مليشيات الحشد اليها .

اعداد المغيبين في المحافظات المحررة
واكدوا ان هناك أكثر من 25 ألف مغيب في المحافظات التي اجتاحها داعش شمال وشمال غرب بغداد منهم أكثر من 12 الفا مسجلين في مفوضية الأمم المتحدة ومنهم من لم يتم تسجيلهم بسبب نزوح عوائلهم أو تغييبهم من قبل الميليشيات منهم 10 الاف مغيب في محافظة صلاح الدين بينهم 4 الاف مسجل في مفوضية الأمم المتحدة بينهم أكثر من 1200 من ناحية الاسحاقي و100 في مكيشيفة و2000 في سامراء و 160 في يثرب و1000 في محيط بلد و1800 في الموصل و4700 في الأنبار منهم 2000 في مجزرة الصقلاوية وأكثر من 2000 بالحويجة في كركوك وأكثر من 250 في حزام بغداد .

اعتقالات بلا مذكرات قبض
واشار رؤساء العشائر الى ان هؤلاء المغيبين تم اختطافهم من قبل الميليشيات الموالية لايران واعتقالهم من دون مذكرات قبض من القضاء وان هذا الفعل الشنيع جرى باجتهاد شخصي منهم.

واكدوا اختطاف 41 شخصا منهم لا تتجاوز اعمارهم 8 سنوات من عشيرتي الرفيعات وخزرج وقد جرى هذا في وضح النهار بعد أن تم اعتقالهم من قبل لواء 17 في الدجيل وبعد الإفراج عنهم وتسليمهم الى مدير شرطة الاسحاقي تم قطع الطريق من قبل الميليشيات بين منطقة الدجيل ومحطة بلد واختطاف جميع العوائل والإفراج عن النساء والأطفال دون سن الخمس سنوات واختطاف الشباب وكبار السن الذين لم يعرف مصيرهم لحد الان .

عمليات اختطاف من مخيمات اللاجئين
واوضحوا ان هناك عمليات إختطاف ممنهجة في المخيمات منها إختطاف 79 شخصا من مخيمات النازحين في ناحية الاسحاقي واختطاف أشخاص من بيوتهم ومنهم في الطرق العامة.

ودانت العشائر في محافظات العراق كافة "العمل المشين ضد هؤلاء المواطنين الأبرياء" بسبب الحقد الطائفي والتغيير الديموغرافي والفساد المالي والابتزاز من قبل قادة الميليشيات التي وصلت إلى حد "انتهاك الأعراض والاغتصاب مع بعض المختطفين الذين انتزعت الاعترافات منهم بالتعذيب والإكراه وأصبحوا ضحية الاهمال والتقصير والاعمال البربرية من قبل عناصر الميليشيات".
وحملت العشائر القوات الأمنية التقصير والإهمال بعدم حماية أهلها في تلك المخيمات والمناطق التي تمسكها الميليشيات. ودعت السلطات الى قرارات صارمة وحازمة تجبر الميليشيات على الإفراج عن المغيبين والمختطفين والمتهمين زوراً واطلاق سراحهم وإرجاع المهجرين والنازحين إلى مناطقهم لكي يعيشوا بسلام في ديارهم.

وحذرت العشائر السلطات من انه في حال لم تظهر نتائج التحقيقات فى جميع اللجان التي تشكلت في قضايا المغيبين وإلمختطفين من النازحين وثوار تشرين وتسليم الجناة إلى القضاء "فسوف نلجأ إلى طرق أخرى كثيرة منها المحاكم الدولية لمعرفة مصير أهلنا وإخواننا وأبنائنا".

وطالبت الرئاسات العراقية ووزير الداخلية ورئيس لجنة حقوق الانسان النيابية والمنظمات الانسانية العراقية ولجنة حقوق الانسان في الممثلية العالمية لعدم الانحياز وممثلية هيئة الامم المتحدة في العراق بحماية "المغيبين والمعتقلين والمهجرين القابعين في سجون مخيمات النازحين والسجون والمعتقلات السرية من الاغتيالات والتصفيات الجسدية واتخاذ الاجراءات الوقائية للحفاظ على حياتهم .

الامم المتحدة: العراق اكبر مستودع للمغيبين قسرا في العالم
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد وعد لمناسبة اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري في 30 اغسطس الماضي بمتابعة ملف المغيبين قسراً بشكل جدي انطلاقاً من مبدأ قانوني ودستوري فضلاً عن كونه مبدأ أخلاقياً، وذلك خلال لقائه عدداً من ذوي المغيبين من محافظتي صلاح الدين والأنبار ومدينة الصدر في بغداد.

وتعهد رئيس الوزراء العراقي بمتابعة ملف المغيبين بشكل شخصي، مبيناً أنه "التزام قانوني للعراق تجاه شعبه والعالم". ومن جهتهم اطلق ناشطون عراقية هاشتاغا على شبكات التواصل الاجتماعي يحمل وسم "وينهم؟".

وفي اليوم نفسه، شددت الأمم المتحدة على ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة وفعالة لتحديد مصير الآلاف من المغيبين والمخفيين الذين لا يعلم عنهم ذووهم شيئاً منذ سنوات.

وبحسب اللجنة الدولية للصليب الاحمر، فإن العراق يوجد فيه أحد أكبر أعداد الأشخاص المفقودين بالعالم فيما تقدّر اللجنة الدولية للمفقودين التي تعمل بالشراكة مع الحكومة العراقية للمساعدة في استرداد المفقودين وتحديدهم أن العدد قد يتراوح منذ عام 2016 إلى 2020 بين 250 ألفاً ومليون شخص.