موسكو: أرجأ القضاء الروسي محاكمة أليكسي نافالني بتهمة التشهير إلى الخامس من شباط/فبراير، على ما أعلنت الأربعاء محامية المعارض الروسي الذي يواجه دعاوى قضائية عدة منذ عودته إلى روسيا.

وقالت أولغا ميخايلوفا لوكالة فرانس برس إن "المحكمة أرجأت اليوم (الأربعاء) الجلسة في قضية التشهير لأن أليكسي نافالني مسجون ولم ينقل (للمثول أمام المحكمة)".

وكان نافالني أوقف الأحد لدى عودته من ألمانيا حيث كان يُعالج إثر تسميمه المفترض في آب/أغسطس في حادثة يتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالوقوف وراءها رغم نفي موسكو.

وهو مسجون مذاك في الحبس الانفرادي لمدة أربعة عشر يوما، في إطار تدابير وقائية من فيروس كورونا المستجد.

وفي القضية التي أرجئت المحاكمة المتصلة بها الأربعاء، يُتهم نافالني بنشر معلومات "مهينة" ضد محارب سابق دعم استفتاء دستوريا نظم أخيرا عزّزت نتيجته صلاحيات فلاديمير بوتين.

ويقول الناشط المعارض إن هذه الاتهامات سياسية، وهو يواجه احتمال السجن حتى خمس سنوات مع غرامة مالية.

وفي الثاني من شباط/فبراير، يتعين على نافالني المثول أمام المحكمة بتهمة انتهاك شروط إدانته سنة 2014 بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة مع وقف التنفيذ. وقد يتحول الحكم إلى عقوبة سجن مع النفاذ.

وقد أوقف نافالني الاثنين على خلفية هذه القضية، وقد يستمر توقيفه حتى 15 شباط/فبراير على الأقل.

كذلك يواجه نافالني منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر تحقيقا بتهمة "عمليات تزوير واسعة"، وقد تصل العقوبة في هذه الحالة إلى السجن عشر سنوات.

وأكد فلاديمير كوزبيف أحد محامي نافالني الثلاثاء لوكالة فرانس برس أنه تحدث مع موكله لنصف ساعة. وقال "هو بخير ونام جيدا وبدا سعيدا ومليئا بالطاقة".

ورغم وجوده خلف القضبان، رد أليكسي نافالني الثلاثاء على الكرملين مستخدما سلاحه المفضل، من خلال تحقيق واسع عن شبهات فساد تحوم حول "قصر بوتين".

ففي تسجيل مصور شوهد أكثر من 18 مليون مرة على "يوتيوب" خلال ساعات، يؤكد فريق نافالني أن فلاديمير بوتين يملك دارة فارهة على ضفاف البحر الأسود.

وقد سارع الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى نفي هذه الاتهامات.

وبعد تدهور خطر في وضعه الصحي في سيبيريا نهاية آب/أغسطس، نُقل أليكسي نافالني إلى المستشفى في ألمانيا.

وخلصت ثلاثة مختبرات أوروبية إلى أن المعارض الروسي تعرض لعملية تسميم بمادة نوفيتشوك التي تم تطويرها خلال الحقبة السوفياتية.

لكن موسكو رفضت هذه النتائج واعتبرتها مؤامرة، قائلة إن علماءها لم يجدوا أي سم في الاختبارات التي أجروها على نافالني.

وفور الإعلان عن توقيفه، دعا المعارض أنصاره إلى التظاهر يوم السبت 23 كانون الثاني/يناير في كل أنحاء البلاد.